تم التوقيع، يوم الاثنين، بالعاصمة التونسية على مذكرة تفاهم بين المغرب وتونس في مجال العناية بجاليتي البلدين بالخارج. وتقضي المذكرة، التي وقعها عن الجانب المغربي الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج السيد محمد عامر، وعن الجانب التونسي وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج السيد علي الشاوش، بتشجيع التعاون وربط الصلة والشراكة بين الهياكل والجمعيات المغربية والتونسية الناشطة في مختلف مجالات العناية بجاليتي البلدين والتشاور والتنسيق على المستويين الإقليمي والدولي بخصوص المسائل المتعلقة بصيانة حقوق ومصالح الجاليتين. وتنص أيضا على تبادل التجارب في مجال العناية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وتعليم اللغة العربية والاستقبال والعمل الجمعوي والبرامج الموجهة للمرأة والأسرة والشباب والأجيال الجديدة للهجرة وكذا في مجال استقطاب الادخار وتشجيع أفراد جاليتي البلدين على الاستثمار ببلديهما الأصليين. واتفق الجانبان بموجب هذه المذكرة على تبادل التجارب في مجال العناية واستقطاب الكفاءات المقيمة بالخارج للمساهمة في المجهود التنموي بالبلد الأصلي، إلى جانب تبادل الخبرات في مجال التوثيق والإعلام وتقنيات التواصل مع مختلف شرائح الجالية والدراسات المتعلقة بالهجرة وتبادل المعلومات والوثائق والدراسات حول أوضاع جاليتي البلدين. وتقرر تشكيل لجنة فنية مشتركة عهد إليها بوضع برنامج تنفيذي لتفعيل بنود مذكرة التفاهم هاته على أن تعقد اجتماعاتها بصفة دورية بالتناوب في كلا البلدين مرة كل سنة على الأقل. وعبر السيد عامر عن قناعته بأن هذه الاتفاقية ستساهم بشكل ملموس في الدفع بعلاقات التعاون الثنائي وفتح آفاق أرحب أمامها في هذا المجال الحيوي من خلال إعداد وتنفيذ برنامح عمل مشترك يروم مواكبة تطلعات وانتظارات جاليتي البلدين في المهجر. ومن جهته، أكد السيد علي الشاوش أن توقيع هذه الاتفاقية يشكل لبنة إضافية في صرح علاقات التعاون الممتازة والصداقة العريقة والمتجذرة التي تربط بين البلدين بفضل الارادة التي تحدو قائديهما جلالة الملك محمد السادس والرئيس زين العابدين بن علي إلى جانب كونها تمثل إطارا جديدا للدفع بالعمل المشترك والتكامل في المجال الاجتماعي. وكان الوزيران قد أجريا قبل ذلك محادثات بحضور كاتبة الدولة التونسية المكلفة بالنهوض الاجتماعي السيدة نجاح بلخيرية وسفير المغرب بتونس السيد نجيب زروالي وارثي تركزت بالخصوص حول تجارب وبرامج البلدين في مجال رعاية أفراد الجاليتين وتبادل وجهات النظر والخبرات من أجل تدبير أفضل لشؤونهم. وعرض الوزيران مقاربتي بلديهما لتدبير شؤون جاليتيهما في المهجر والاجراءات المتخذة لفائدتهما على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية من أجل النهوض بأوضاعهما والتحفيزات التي تتمتع بها كل جالية في بلدها في عدد من المجالات كالاستثمار والعقار. كما تم التأكيد على ضرورة دعم التقارب بين جاليتي البلدين وتنسيق المواقف لاسيما في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية خاصة وأن جاليتي البلدين متواجدتان تقريبا في نفس بلدان الاقامة وذلك من أجل الدفاع عن مصالحهما والنهوض بأوضاعهما فى اطار رؤية متجددة تأخذ بعين الاعتبار التحولات العالمية والمتغيرات الحاصلة فى تركيبتيهما وتنوع احتياجاتهما وتطلعاتهما وبالخصوص بالنسبة إلى الأجيال الجديدة والنخب والكفاءات. ومن جهة أخرى، اجتمع السيد محمد عامر مع المدير العام لمكتب التونسيين بالخارج السيد فرج السويسي الذي قدم للوزير بالمناسبة لمحة عن سير عمل المكتب واختصاصاته وأنشطته ونوعية الخدمات التي يقدمها للتونسيين بالخارج. ويتضمن برنامج زيارة الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج لتونس، التي تدوم ثلاثة أيام أيضا لقاءين مع وزير التشغيل والادماج المهني للشباب السيد سليم التلاتلي ومع المسؤولين عن إحدى الجمعيات التونسية الناشطة في مجال الهجرة.