قال سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن "القيادة الجزائرية مقتنعة بتطوير العلاقات مع المغرب على كل المستويات وتجاوز الحالة السابقة التي طبعت علاقات البلدين". وأضاف العثماني في تصريحات نشرتها اليوم صحيفة "أخبار اليوم" إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تحدث خلال استقباله له بالجزائر العاصمة عن "مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين". وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن هناك اتفاقا على إحياء اللجنة المغربية الجزائرية العليا المشتركة خلال هذا العام، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات والقطاعات بدون استثناء. وأضاف أنه سيتم عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول المغاربية المقرر عقده بالرباط في 18 فبراير المقبل، كما تم الاتفاق خلال زيارته للجزائر على تعزيز التواصل في مجال الإعلام والمجتمع المدني وقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في البلدين في انتظار الاتفاق على مجالات أخرى فضلا عن عقد لقاءات كل ستة اشهر على مستوى وزيري خارجية البلدين لتقييم العلاقات. وأعرب العثماني عن أمله في "أن يؤدي التعاون بين البلدين الى حل كل الاشكاليات العالقة بما فيها مشكل الحدود المغلقة". كما أكد العثماني أن تجاوز معيقات التقارب مع الجزائر "يمثل أولوية قصوى بالنسبة للمغرب" وأن زيارته الأخيرة للجزائر "تبرهن على أهمية تطوير العلاقات مع الإخوان في الجزائر". وقال العثماني، في حديث لصحيفة "التجديد" نشرته اليوم الخميس، إنه وجد لدى الطرف الجزائري "ترحيبا واستعدادا لبناء علاقات جديدة وصفحة جديدة"، مشيرا الى أن "هناك اتفاقا على خطوات جديدة ستبرز ثمارها خلال الأشهر القليلة القادمة". واعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الزيارة "لم تأت لحل الاشكالات العالقة المعقدة والتي تعود لمدد طويلة"، غير أنه "هناك إرادة مشتركة لتحسين هذه العلاقات في المجالات والعلاقات والملفات التي فيها تقارب أو اتفاق بين الجانبين". وأضاف في السياق ذاته أنه "لا يمكن أن تحل الأمور المعقدة بسرعة وبجرة قلم بل تحتاج لمزيد من الوقت". من جهة أخرى، كشف العثماني في تصريحه ل "التجديد" أن لقاءه مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان "جديا وإيجابيا " وتناول "العلاقات بين البلدين وضرورة الاستمرار في التعاون القطاعي الذي بدأ سنة 2011 على أن يظل الاتصال مستمرا لتذليل العقبات التي تؤثر في هذه العلاقات". وأشار إلى أنه تطرق مع الرئيس الجزائري ل" قضية الحدود وقضية الصحراء حيث لمست لدى الرئيس بوتفليقة إرادة لمقاربة الأمور بطريقة جديدة تجعلنا نذهب الى الأمام". كما استعرض العثماني خلال لقائه مع الرئيس الجزائري "الاصلاحات السياسية التي قام بها المغرب وتقييم لما يسمى بالربيع العربي وتقييم التجربة التونسية والليبية والمصرية وقضية سوريا"، مشيرا إلى أن المغرب والجزائر "اتفقا في ختام زيارته على تفعيل التعاون بين البلدين وإعادة بعث اتحاد المغرب العربي بالشكل الذي يخدم شعوب المنطقة". يذكر أن زيارة سعد الدين العثماني إلى الجزائر شكلت كذلك مناسبة بحث خلالها مع نظيره الجزائري مراد مدلسي سبل تنويع أوجه التعاون وتقييمه على مستوى القطاعات التي كانت موضوع لقاءات بين البلدين، على غرار الفلاحة والطاقة والشباب، فيما سيتم الانكباب على القطاعات التي لم تكن بعد موضع لقاءات كالتعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية والإعلام. واتفق الطرفان على عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في غضون سنة 2012، كما اقترحا تشجيع لقاءات بين رجال الأعمال والمقاولات والبرلمانيين وجمعيات المجتمع المدني وذلك بهدف ربط جسور ثابتة للتعاون وتبادل التجارب والخبرات. وبالنسبة لآليات التعاون، اقترح الجانبان عقد اجتماع كل ستة أشهر لوزيري خارجية البلدين لتقييم ما تم إنجازه في إطار ما اتفق عليه، فضلا عن وضع برامج جديدة.