أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون, السيد سعد الدين العثماني, اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة, أن تجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات المغربية الجزائرية في مختلف المجالات يمثل أولوية قصوى بالنسبة للمغرب. وقال السيد العثماني, في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي, في أعقاب مباحثات بين الجانبين, "إن تجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية, وفي جميع المجالات, بين المغرب والجزائر, يمثل أولوية الأولويات بالنسبة لنا". وبعد أن سجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن العلاقات بين الشعبين والبلدين "أكثر من استثنائية", خاصة على المستويات التاريخية والحضارية والثقافية, اعتبر أنه من الواجب التاريخي بالنسبة للبلدين العمل على تطوير علاقاتهما في مختلف المجالات, وتجسيد تطلعات الشعبين لتحقيق التقدم والازدهار وبناء مستقبل أفضل. وأضاف أن المغرب والجزائر "يمكنهما, من خلال تطوير علاقاتهما, الاضطلاع بدور أساسي, كفاعلين رئيسيين, على المستوى المغاربي والعربي والإسلامي والإفريقي والدولي", منوها, بالمناسبة, ب`"الاهتمام الكبير" الذي أولته السلطات الجزائرية لهذه الزيارة الرسمية إلى الجزائر. من جهة أخرى, أشار السيد العثماني إلى أن مباحثاته مع السيد مدلسي تناولت العلاقات الثنائية وتفعيل التعاون المغاربي. وبعد أن أكد السيد العثماني على الإرادة التي تحدو الجانبين لإعطاء دفعة جديدة لعلاقاتهما الثنائية, قال إنه سيتم في هذا الصدد وضع برنامج عمل مدقق يلتزم به الطرفان. وقد بحث الوزيران عدة مقترحات منها تنويع أوجه التعاون وتقييمه على مستوى القطاعات التي كانت موضوع لقاءات بين البلدين على غرار الفلاحة والطاقة والشباب. أما بخصوص القطاعات التي لم تكن بعد موضع لقاءات كالتعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية والإعلام, فأكد الوزير على ضرورة الانكباب عليها. واقترح الطرفان أيضا تشجيع لقاءات بين رجال الأعمال والمقاولات والبرلمانيين وجمعيات المجتمع المدني وذلك بهدف ربط جسور ثابتة للتعاون وتبادل التجارب والخبرات. وبالنسبة لآليات التعاون, قال السيد العثماني إن الطرفين اقترحا عقد اجتماع كل ستة أشهر لوزيري خارجية البلدين لتقييم ما تم إنجازه في إطار ما اتفق عليه, فضلا عن وضع برامج جديدة. وعلى المستوى المغاربي, اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتعاون لتجاوز حالة الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي وتفعيل مؤسساته. وكان السيد العثماني حل في وقت سابق اليوم بالجزائر في زيارة تستغرق يومين. وقد وجد السيد العثماني في استقباله لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي بحضور سفير المغرب بالجزائر السيد عبد الله بلقزيز. وتندرج هذه الزيارة, الأولى من نوعها للسيد العثماني على رأس وفد هام من الوزارة للجزائر, في إطار "توطيد مسلسل اللقاءات والمشاورات التي بدأها البلدان من أجل الدفع بعلاقاتهما إلى مستوى طموحات الشعبين الشقيقين".