أكد المغرب والجزائر عزمهما على المضي إلى الأمام للانتقال إلى مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، خاصة في ظل وجود إرادة مشتركة للسير في هذا الاتجاه. وعبر عن هذه الإرادة كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، ونظيره الجزائري مراد مدلسي، وذلك خلال المباحثات التي أجرياها بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير المغربي يومي الإثنين والثلاثاء للجزائر. وأكد العثماني، في هذا الصدد، أن "هناك إرادة مشتركة للمضي إلى الأمام، وهذه الزيارة ما هي إلا بداية فقط لمسلسل من المشاورات والتعاون، وتفعيل هذا التعاون في برامج عملية". وأضاف أن هذه الزيارة "تأتي في إطار الإرادة المشتركة بين البلدين للاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية الحالية لإطلاق دينامية قوية في العلاقات بين البلدين، وتثمينها وتعميقها أكثر وتوسيعها نحو قطاعات ومجالات جديدة". وشدد على أن تجاوز المعوقات التي تحول دون تطوير العلاقات المغربية الجزائرية في مختلف المجالات يمثل "أولوية الأولويات" بالنسبة للمغرب. من جانبه، أكد وزير الخارجية الجزائري استعداد بلاده لدفع عجلة التعاون مع المغرب "إلى أقصى الحدود" في مختلف المجالات. وقال مدلسي، في هذا الصدد، "نحن على استعداد في الجزائر لدفع عجلة التعاون (مع المغرب) إلى أقصى الحدود". وأضاف أن سنة 2011 شهدت "مبادرات وزيارات واتفاقيات مفيدة في عدد من القطاعات، والتي ينبغي تجسيد البعض منها ميدانيا"، مشيرا، في هذا الصدد، إلى قطاعات الطاقة والمياه والفلاحة والصيد البحري والشباب والرياضة. وقال إن الطرفين اتفقا بالمناسبة على توسيع حلقة التعاون لتشمل قطاعات أخرى لاسيما التعليم والتكوين والبحث العلمي. وشكلت زيارة العثماني مناسبة بحث خلالها مع نظيره الجزائري سبل تنويع أوجه التعاون وتقييمه على مستوى القطاعات التي كانت موضوع لقاءات بين البلدين، على غرار الفلاحة والطاقة والشباب، فيما سيتم الانكباب على القطاعات التي لم تكن بعد موضع لقاءات كالتعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية والإعلام. واتفق الطرفان على عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في غضون سنة 2012، كما اقترحا تشجيع لقاءات بين رجال الأعمال والمقاولات والبرلمانيين وجمعيات المجتمع المدني وذلك بهدف ربط جسور ثابتة للتعاون وتبادل التجارب والخبرات. وبالنسبة لآليات التعاون، اقترح الجانبان عقد اجتماع كل ستة أشهر لوزيري خارجية البلدين لتقييم ما تم إنجازه في إطار ما اتفق عليه، فضلا عن وضع برامج جديدة. على المستوى المغاربي، اتفق الطرفان على مواصلة التشاور والتعاون لتجاوز حالة الجمود التي يعرفها اتحاد المغرب العربي وتفعيل مؤسساته. وفضلا عن المباحثات التي أجراها مع نظيره الجزائري، تميزت زيارة العثماني للجزائر، على الخصوص، بالاستقبال الذي خصه به الرئيس الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة، واللقاء الذي عقده مع السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس الجزائري، والذي تم خلاله بحث "مختلف أوجه العلاقات بين المغرب والجزائر والإشكالات المطروحة حاليا".