"القدس العربي" مدريد: حسين مجدوبي زار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اسبانيا أمس الاثنين في أول زيارة لزعيم لهذا البلد في أعقاب تشكيل الحكومة الجديدة، وإضافة الى العلاقات الثنائية بين مدريد وباريس التي تناولت الأزمة الاقتصادية الأوروبية ومكافحة منظمة إيتا الإرهابية، فقد حضر المغرب في أجندة اللقاء نظرا للأولوية التي يتمتع بها في أجندة باريس ومدريد على حد سواء. وخصصت السلطة الإسبانية استقبالا كبيرا للرئيس ساركوزي حيث وشحه الملك خوان كارلوس بوسام كبير، وحضر مأدبة غذاء بمشاركة كل من الملك خوان كارلوس ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي ورؤساء الحكومات السابقين، فيلبي غونثالث، وخوسي ماريا أثنار وخوسي لويس رودريغيث سبتيرو. وهذا يحدث نادرا ويؤكد على الأهمية التي تعطيها مدريد لباريس في الوقت الراهن. وتضمنت أجندة اللقاء مواضيع متعددة، أبرزها حسب المصادر الحكومية وتصريحات المسؤولين، مكافحة منظمة إيتا الإرهابية والتي جرى اعتقال ثلاثة أفراد منذ يومين في فرنسا ثم تنسيق مواقف البلدين في الاتحاد الأوروبي وأساسا الأزمة المالية التي تمر منها أوروبا وخاصة اسبانيا رفقة دول أخرى مثل إيطاليا والبرتغال ووصلت مؤخرا الى فرنسا. ونظرا لدور البلدين في الساحة الدولية وامتداد نفوذهما الى دور الجوار ومن ضمنها المغرب، فقد شكل هذا البلد وكالعادة نقطة في الأجندة وإن كان بشكل ثانوي هذه المرة نظرا لطغيان الأزمة الاقتصادية. وتبرز مختلف وسائل الاعلام اتفاق البلدين مسبقا على عدد من القضايا تجاه الرباط وتتجلى في دعم الانتقال السياسي بوصول حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية السياسية الإسلامية الى الحكم، من أجل تحقيق استقرار في المغرب الذي يتمتع بأولوية قصوى في أجندة باريس ومدريد. وفي إطار دعم استقرار المغرب، أوردت عدد من وسائل الاعلام الإسبانية ومن ضمنها آ بي سي عزم باريس ومدريد بضرورة تجديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي والعمل على تفادي تحول ملف الصحراء الغربية الى عائق بشأن التجديد ، ذلك أن البرلمان الأوروبي ألغى الاتفاقية منذ شهر بسبب عدم التزام المغرب بحقوق الإنسان في منطقة الصحراء. وكانت الدنمارك التي ترأس الاتحاد الأوروبي خلال الدورة الحالية ما بين يناير حتى يونيو المقبل قد أكدت خلال الأسبوع الماضي استحالة عدم مناقشة الصحراء في حالة ما إذا تم طرح ملف الصيد البحري. والمثير أن بعض الأحزاب السياسية الإسبانية مثل اتحاد التقدم والديمقراطية يطالب الأخذ بعين الاعتبار حقوق الصحراويين في أي اتفاق مقبل. ودائما في إطار دعم الرباط، كان موقع كونفدنسيال الإسباني قد أورد خبرا يتعلق بالدور الهام الذي لعبه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في دفع رئيس الحكومة الإسبانية الجديد ماريانو راخوي بزيارة المغرب في أول زيارة له للخارج للمحافظة على التقليد الذي أرساه أسلافه في رئاسة الحكومة. وستجري الزيارة غدا الأربعاء. وكالعادة، فقد كان نزاع الصحراء الغربية حاضرا في أجندة اللقاء، وتشير مختلف المصادر الى إقناع ساركوزي لرئيس الحكومة الإسباني الجديد بتبني موقف الاعتدال اتجاه المغرب. وتؤيد فرنسا المغرب في نزاع الصحراء. ولهذا من المنتظر أن تكون جمعيات اسبانية مؤيدة للبوليساريو قد تظاهرت في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول أمام السفارة الإسبانية في مدريد للتنديد بموقف ساركوزي في نزاع الصحراء والتي تعتبر مواليا للمغرب.