تم زوال اليوم محاصرة المسيرة المنظمة من طرف شباب الأمازيغ، من طرف قوات الأمن، ومنعها من الوصول إلى مقر القنصلية الليبية بالعاصمة السياسية، حيث كان مقررا تنظيم وقفة احتجاجية أمامها. وقال عبد الله بوشطارت،عضو لجنة الإعلام بتنسيقية " توادا" المنظمة للمسيرة، إن الهدف كان هو "إبداء مشاعر التضامن مع الشعب الأمازيغي في ليبيا، بعد إقصاء أمازيغ هذا القطر من الحكومة، وظهور إشارات تفيد عدم إدراج الأمازيغية ضمن مقتضيات الدستور الجديد." وأضاف بوشطارت في تصريح لموقع "مغارب كم"، أن عدد المشاركين في المسيرة،يتراوح في تقديره،"مابين 2500 و 3000 شاب قدموا من جميع أنحاء المغرب من الريف إلى الصحراء"، مشيرا إلى أن دوافعها تتمثل في الدعوة إلى إقرار جميع مطالب الحركة الأمازيغية بالمغرب، والتسريع بتنفيذها، " في ظل السياقات الجديدة التي تعيشها البلاد ،بعد صعود تيار إسلاموي محافظ،وبروز تخوف من التضييق على الحريات، وعلى الحقوق الأمازيغية بالذات." وانطلقت المسيرة السلمية صباح اليوم من ساحة باب الأحد، وسط الرباط، لتنطلق عبر شارع محمد الخامس بالر باط، وتتوقف عند البرلمان، مرددة مجموعة من الشعارات، وتلوح بلافتات تدعو إلى "الاعتراف الرسمي بالأمازيغية في المغرب ،أرضا وشعبا وهوية وحضارة"، عبر تكريس البعد الثقافي واللغوي، و"إطلاق سراح المعتقلين السياسيين" على خلفية القضية الأمازيغية، و"انتزاع جميع المطالب والحقوق ورفض سياسة التسويف والترقيع،" و" اعتبار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية"، و" كتابة التاريخ المغربي بأقلام وطنية نزيهة". وأبرز رشيد رخا،الرئيس المنتدب للعلاقات الخارجية للتجمع العالمي الأمازيغي ،أنه لابد من تدعيم هذه المطالب، معلنا في تصريح لموقع" مغارب كم"، إن هذه المبادرة سوف تتلوها مبادرات أخرى، يتم التخطيط لها حاليا، بعد تنصيب الحكومة الجديدة. وقال سعيد الفرواح، أحد منظمي المسيرة، إن هذه المبادرة جاءت من شباب الأمازيغ، انطلاقا من " الفايسبوك"، من خلال عدد من التنسيقيات المحلية في عدد من المدن المغربية، " كخطوة أولى في مسار احتجاجي من أجل أن ينتزع الأمازيغ كامل حقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية." واستطرد قائلا، إن هذه المسيرة جاءت "بعد أن تولدت لدى الشباب الأمازيغي قناعة مفادها انه لايحق لأي أحد أن يؤجل حقوق الأمازيغ،" مضيفا "إن سقف مطالبنا يتجاوز السقف الذي رسمته الدولة، ونحن لانكثرت لاللنصوص التنظيمية في البرلمان المعللة بتنزيل الأمازيغية، ولا بإعادة النقاش من جديد حول كتابة حرف " تيفيناع"، ونعتبر ذلك محاولة من قبل الدولة لإشغال الأمازيغ في معارك وهمية، تكسب فيها الدولة المزيد من الوقت، ويتعرض فيها الأمازيغ للمزيد من التهميش والحرمان " حسب تعبيره. وندد المشاركون في المسيرة الأمازيغية بتعرض سائق سيارة محملة ببعض الشعارات واللافتات والتجهيزات الخاصة بهذه التظاهرة السلمية لسحب رخصة السياقة منه، من طرف الأمن، مما حال بينه وبين الوصول إلى الالتحاق بهم. يذكر أنه بعد منع المسيرة الأمازيغية،" توادا"،والحيلولة بينها وبين الوصول إلى مقر القنصلية الليبية بالرباط، عاد المشاركون فيها من جديد، إلى الساحة المواجهة للبرلمان، حيث نظموا وقفة احتجاجية رددوا فيها شعارات، اتسمت بنوع من الحدة في بعض التعبيرات ضد سياسة الحكومة، سواء منها القديمة في عهد عباس الفاسي، أو الحكومة الجديدة في عهد عبد الإله بنكيران، قبل أن يعلن المنظمون عن نهاية الوقفة حوالي الساعة الثانية والنصف زوال اليوم، متواعدين على اللقاء من جديد في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، معتبرين " توادا"(مسيرة ) اليوم" بداية النضال الميداني الأمازيغي".