يواجه عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، المشارك في الأغلبية الحكومية، حاليا متاعب داخل تنظميه السياسي، تنضاف إلى متاعبه الصحية، نتيجة الانتقادات الموجهة إليه، بالتقصير في التدبير أثناء المفاوضات لتشكيل الحكومة الجديدة. فما أن ارتاح الفاسي من ثقل مسؤولية تدبير الشأن العام، طيلة أربع سنوات، على رأس الجهاز التنفيذي، حتى وجد نفسه في قلب عاصفة تحيط به من كل جانب، ومن طرف أقرب المقربين إليه في الحزب، وربما قد تعجل برحيله قبل استكمال ولايته الحالية، في نظر بعض المتتبعين للشأن السياسي الوطني. وحسب بعض المصادر المطلعة على كواليس المقر المركزي لحزب الاستقلال في ساحة باب الأحد بالرباط، فإن جلسة ساخنة تنتظر الفاسي غدا الأربعاء بمناسبة اجتماع اللجنة التنفيذية لاستكمال الاستماع إلى باقي تدخلات أعضائها حول مسألة استوزار المحسوبين عليه، مثل محمد الوفاء، وزير التربية الوطنية، ونزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية، وكلاهما من أصهاره، وإقصاء اخرين، محسوبين على حميد شباط، الأمين العام للذراع النقابي للحزب، مثل عبد القادر الكيحل، وعبد الله البقالي. ووجهت إلى الفاسي تهم ثقيلة من قبيل أنه أخضع تدبير الحزب ل" مفهوم العائلة" في تلميح إلى نزار بركة ومحمد الوفا، وذهب البعض إلى حد اتهامه ب"الكذب " بخصوص رفض القصر لبعض الأسماء، مثل عبد الله البقالي، الفائز في انتخابات 25 نوفمبر، ومسؤول التحرير ب" العلم"، الجريدة الناطقة بلسان حزب الاستقلال، والذي تتردد أخبار كثيرة بشأنه، ومنها أنه غاضب ومعتكف داخل بيته،احتجاجا على عدم استوزاره. ومن تداعيات هذا المشكل الذي تولدت عنه خلافات داخل أعضاء اللجنة التنفيذية، ماتناقلته بعض المنابر الإعلامية من تصريحات نارية لعبد القادر الكيحل في حق عباس الفاسي، مشيرا إلى أنه كان قد اقتنى لباسا يليق بمناسبة تعيينه وزيرا للشباب والرياضة، قبل أن يفاجأ بأن ذلك الخبر الذي تلقاه من الأمين العام للحزب لا أساس له من الصحة. ونسبت جريدة "أخبار اليوم"، إلى الكيحل مخاطبته للفاسي بخصوص اعتماد معيار الخبرة للاستوزار، قوله "تتحدثون عن التجربة .في 1997عينت وزيرا كان مجرد محام حاصل على الإجازة، وأنا اليوم حاصل على ثلاث إجازات، وأستدعيك لحضور مناقشة أطروحتي شهر فبراير المقبل". إلى ذلك تتوقع مصادر أخرى أن يكون تدخل محمد الخليفة، القيادي الاستقلالي الأقوى والأعنف من نوعه، في اجتماع الغد،لاسيما وأنه سبق له أن أعطى إشارات قوية في هذا الاتجاه، عبر خرجاته الإعلامية. وتخشى بعض الجهات أن تكون لهذه الخلافات داخل حزب الاستقلال،انعكاسات سلبية،على التصريح بالبرنامج الحكومي، خشية التصويت ضده من طرف بعض نواب الفريق الاستقلالي الغاضبين على الأمانة العامة ممثلة في شخص عباس الفاسي. وتم الاستناد في هذا الاستنتاج على خلفية ماراج من أخبار قادمة من فاس، تخص عقد اجتماع لنواب من حزب الاستقلال،بتوجيه من حميد شباط، العضو القيادي والنقابي، قيل إن اتفاقا مبدئيا حصل خلاله بشأن عدم التصويت على البرنامج الحكومي المقبل،عند تقديمه أمام ممثلي الشعب في البرلمان. واستبعد مصدر من الحزب أي تفكير في هذا المنحى، مفندا كل الشائعات الرائجة في هذا المجال،معبرا عن اعتقاده بأن الخلافات شأن داخلي، ولاتتجاوز أسوار البيت الاستقلالي الكبير في ساحة باب الأحد، وسط العاصمة السياسية للبلاد.