دعا ميغيل أنخيل موراتينوس وزير الخارجية الإسباني السابق إلى إعادة النظر في العلاقات بين بلاده والمغرب، معتبرا أن تعميق وتنويع الروابط العريقة بين الرباط ومدريد لا ينبغي أن يقتصر على قطاع وحيد "استراتيجي"، هو قطاع الصيد البحري. ووصف موراتينوس، الذي كان ضيف برنامج "مي أونكور"، الذي بثته القناة الثانية "دوزيم" مساء أمس الاثنين، غداة تصويت البرلمان الاوربي برفض تمديد العمل باتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوربي، قرار أعضاء برلمان ستراسبورغ ب`" الخبر السئ " . وقال "إننا نتفهم موقف المغرب إزاء مثل هذا القرار"، مضيفا "إننا ننتظر لكي نفهم بشكل واضح حقيقة موقف النواب الاوربيين الذين صوتوا لعدم تمديد هذا الاتفاق". ولاحظ أن "الأكثر إثارة في كل هذا ، هو أن التصويت ضد تمديد اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الاوربي ،كان من جانب النواب الأنغلوساكسونيين بالبرلمان الاوربي". وكان المغرب قد طالب، يوم الأربعاء الماضي، بمغادرة أسطول الصيد الأوربي، لمياهه الإقليمية عقب تصويت البرلمان الأوربي ، والذي اعتبرته المملكة المغربية قرارا "مؤسفا" . وطالب موراتينوس، الذي تملك بلاده أكبر أسطول الصيد المستفيد الاول من الاتفاق بين دول الاتحاد، ، مما يجعلها أكبر متضرر من عدم تمديد العمل بها ، بمراجعة العلاقات بين الرباط ومدريد وبعدم حصر هذه العلاقات في مجال الصيد البحري، في أفق تنويعها وتعزيزها في مختلف المجالات. وأشار إلى أن الروابط المغربية الإسبانية، تاريخية، "غير أننا ندعو إلى علاقات جديدة ومنصفة تقوم على المصالح المشتركة لفائدة البلدين". وأضاف أن إسبانيا مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى ربط علاقات متميزة مع شريكها الجنوبي بالمتوسط، في إطار التفاهم المتبادل والتعاون المثمر، مبرزا أن البلدين يتقاسمان تاريخا مشتركا كبيرا. وأعرب موراتينوس وزير الخارجية الإسباني ما بين 2004 و2010 ، عن أسفه لكون الإسبان "لايعرفون جيدا المغرب، خلافا للمغاربة "الذين "يعرفون إسبانيا بشكل أفضل" . ولدى تطرقه للانتخابات التشريعية ل` 25 نوفمبر ، والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية ، وصف موراتينوس هذا الاقتراع ب`"الشفاف "، مؤكدا أن الملك محمد السادس وضع اللبنات الأولى للمسلسل الديمقراطي والحداثة بالمملكة. وأكد بهذا الخصوص أن المغرب، الذي ينعم بالاستقرار، يعد شريكا مثاليا ونموذجا في مجال التحديث بالعالم العربي. وبخصوص قضية الصحراء ، أعرب موراتينوس عن الأمل في تسوية المشكل في أقرب الآجال، داعيا إلى تحقيق الاندماج المغاربي أولا. وقال في هذا الصدد " في هذه الظرفية الإقليمية الجديدة (الربيع العربي)، أتمنى أن يتوصل البلدان أي المغرب والجزائر إلى التفاهم وتجسيد اتحاد المغرب العربي". وأعرب عن ارتياحه ل "الربيع العربي " الذي سمح لشعوب المنطقة من الوقوف في وجه الأنظمة الاستبدادية والمطالبة بالمزيد من الديمقراطية، معربا عن أسفه ل`"قلة الاهتمام " الذي يوليه الاتحاد الأوربي للتحولات التي تطرأ في هذا الجزء من العالم. وخلال هذا البرنامج ، توقف موراتينوس مليا عند العديد من القضايا، من ضمنها النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني، والوضع بسورية وتزايد تأثير الدور التركي في المنطقة والتهديد النووي الإيراني .