"الشرق الاوسط" لندن:حاتم البطيوي الرباط لطيفة العروسني قالت مصادر متطابقة في احزاب الغالبية الحكومية التي ستتكون منها حكومة عبد الاله بن كيران، الامين العام لحزب العدالة والتنمية الاسلامي ،متصدر نتائج انتخابات يوم 25 نوفمبر ( تشرين الثاني ) الماضي ، ل" الشرق الاوسط" ان اجتماع الامناء العامين للاحزاب الاربعة وهي : العدالة والتنمية ، والاستقلال ، والحركة الشعبية ، والتقدم والاشتراكية ، الذي جرى الليلة قبل الماضية في الرباط ،قرر ان تتقدم احزاب الغالبية بمرشح واحد لرئاسة مجلس النواب الجديد ، وان الاختيار استقر على كريم غلاب ، وزير التجهيز والنقل، في حكومة عباس الفاسي، المنتهية ولايتها . و ترشح غلاب باسم حزب الاستقلال في الانتخابات التشريعية في ولاية الدارالبيضاء الكبرى، وفاز فيها. وفي غضون ذلك، قال مصدر قيادي في حزب الاستقلال ل" الشرق الاوسطِ" ان اللجنة التنفيذية للحزب التأمت مساء امس في الرباط لاتخاذ القرار النهائي في مسألة ترشيح غلاب لرئاسة الغرفة التشريعية الاولى . وعلمت " الشرق الاوسط " انه تم خلال اجتماع الامناء العامين الاربعة الاتفاق على الخطوات الاخرى وضمنها تشكيل الحكومةفي اقرب الاجال . وقال مصدر حزبي موثوق انه تم الاتفاق على بحث هيكلة الحكومة التي سيتم على اساسهامعرفة عدد الحقائب الوزارية ، وبالتالي اسماء المرشحين لتولي تلك الحقائب ، كما تم الاتفاق على وضع الية لصياغة البرنامج الحكومي الذي سيتتقدم به بن كيران امام البرلمان . واشار المصدر الى ان هذين المحورين سيتم العمل في اطارهما خلال الايام السبعة المقبلة حتى تكون الحكومة جاهزة .وقال إن الاعلان عن الفريق الحكومي الجديد سيتم في بداية الاسبوع المقبل، ولن يتأخر عن يوم الاربعاء المقبل كحد اقصى. الى ذلك ، قالت مصادر مطلعة ل" الشرق الاوسط" ان وزارتي الدفاع والاوقاف والشؤون الاسلامية ،لن تكون موضع نقاش خلال مشاورات تشكيل الحكومة ،وانها ستترك للملك محمد السادس لكي يختار من يصلح لهما. واضافت المصادر ذاتها ان باقي الوزرات الاخرى التي كانت تعتبر سيادية مثل الخارجية والداخلية والعدل والامانة العامة للحكومة ما زال النقاش مفتوحا بشأنها. وتوقعت مصادر مطلعة ان يبقى الطيب الفاسي الفهري ، وزير الخارجية الحالي في موقعه، في وقت تحدثت انباء عن قرب انتقاله الى الديوان الملكي لشغل منصب مستشار في الشؤون الدبلوماسية،واحتمال تعيين نبيل بن عبد الله، امين عام حزب التقدم والاشتراكية ، على رأسها . بينما سرت انباء عن احتمال تعيين محند العنصر ، الامين العام للحركة الشعبية، وزيرا للداخلية خلفا للطيب الشرقاوي ،بيد ان المصادر شددت على القول ان اسماء الوزراء لم تطرح بعد رسميا في انتظار الحسم في هيكلة الحكومة المنتظرة. وكان عبد الاله بنكيران،رئيس الحكومة المعين قد التقى اول من امس بمحمد ابيض، امين عام حزب الاتحاد الدستوري ،الذي خاض الانتخابات الاخيرة ضمن تحالف الاحزاب الثمانية ( التحالف من اجل الديمقراطية)، ووصف مصدر اللقاء بانه كان وديا وبروتوكوليا وليس من اجل دعوة الحزب للمشاركة في الحكومة مادام ان الغالبية المقبلة اقتصرت على اربعة احزاب. الى ذلك ، حضر بن كيران الليلة قبل الماضية،حفل إعلان لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة ،عن أسماء الفائزين بجائزة الدورة التاسعة المنظمة بمناسبة اليوم الوطني للإعلام في أصناف التلفزيون والإذاعة والوكالة والصحافة المكتوبة، بالإضافة إلى جائزة الصورة والجائزة التكريمية. ومنحت الجائزة في صنف "التلفزيون " لياسين عمري، عن تحقيق أنجزه في موضوع " تندوف.. تهريب للانسانية".وفي صنف "الإذاعة" منحت الجائزة مناصفة للصحافيين محمد الغيداني عن برنامج ثقافي توثيقي بعنوان "الأذن الذاكرة " خاص عن عبد النبي الجراري، والحسين الخباشي من إذاعة طنجة عن مجلة إذاعية بعنوان "الطريق الى الحياة". وفاز بجائزة "الصحافة المكتوبة" مناصفة الصحافيان يوسف ججيلي من أسبوعية "أوال" عن تحقيق ميداني في موضوع "أسبوع داخل دولة الوهم.. تحقيق بمخيمات تندوف"، وصلاح الدين لمعيزي من مجلة "لوبسيرفاتور دي ماروك" عن روبورتاج بعنوان "الشمال يتعاطى الهيروين". وفي صنف الوكالة نال جائزة هذه السنة مناصفة الصحافيان نور الدين حساني وعبد اللطيف أبي القاسم من وكالة المغرب العربي للأنباء، الأول عن روبورتاج بعنوان "رحلة رمضان الروحية.. مغامرة شاب مغربي عبر 30 مسجدا بفرنسا"، والثاني عن استطلاع صحفي بعنوان" أطفال القمر بالعيون: تلاميذ خانتهم شمس النهار فأصروا على طلب العلم في جنح الظلام". أما جائزة الصورة ففاز بها مناصفة محمد وراق من جريدة" الأحداث المغربية" وأحمد بوسرحان من جريدة " لانوفيل تريبون"، فيما قررت لجنة التحكيم منح "الجائزة التكريمية" مناصفة للكاتب والصحفي عبد اللطيف جبرو، تقديرا لمسار نصف قرن من المثابرة والعطاء وإغناء المشهد الاعلامي الوطني، والصحفية الإذاعية أمينة السوسي من إذاعة طنجة، تقديرا لدورها الطلائعي في إعلام القرب. وضمت لجنة التحكيم، بالإضافة إلى محمد ماماد رئيسا، سبعة أعضاء يمثلون عددا من المنابر الإعلامية الوطنية المكتوبة والمرئية والمسموعة. يذكر انه عقب الاعلان عن اسماء اعضاء لجنة تحكيم الجائزة ، اعلنت مقدمة الحفل ان رئيس الحكومة المعين سيوجه كلمة ، وصعد الى منصة الحفل حيث قال " لا اريد ان اقول شيئا، فقط لاحظت انه يوجد بين اعضاء لجنة التحكيم عضو كان استاذي وبالتالي اريد ان احييه ". وعانق بن كيران استاذه طويلا قبل ان ينسحب من الحفل وسط تصفيقات الحضور الحارة . وكانت " الشرق الاوسط" قد اجرت اخيرا حوارا مع الكاتب الصحافي محمد بوخزار ، الذي سبق له ان درس مادة اللغة العربية لبن كيران في قسم البكالوريا (الثانوية العامة) بثانوية مولاي يوسف بالرباط، قال فيه إن ما يحتفظ به عنه ، وقد بعُد الزمن، هو دماثة الخلق والحياء والتهذيب المفرط، مشيرا إلى أن بن كيران التلميذ بدا له منذ الوهلة الأولى أنه يخفي شخصية قوية ذات مواهب قيادية واضحة، وأنه كان يلمس قدرته على الإقناع والتأثير في زملائه، وتحريك الصف نحو الوجهة التي يراها الأصلح. وأضاف بوخزار أن التلاميذ كانوا يخوضون مع بن كيران المعارك والاحتجاجات على مستوى القسم أو المؤسسة ككل، لا ينازعه أحد، حسب علمه، في ذلك الوقت، وعلى الأقل في قسمه الدراسي. وقال بوخزار إن التلميذ عبد الإله كان يجلس مؤثرا الصفوف الأخيرة، مما يمكنه من مراقبة القسم. وأضاف: «بدا لي في أول لقاء مع أقرانه صغير السن نحيف الجسم، عكس كثيرين، لكنه أكثرهم يقظة وانتباها واهتماما بما يجري حوله". وأشار بوخزار إلى أنه يذكر جيدا أن القسم استقبله بترحاب، كونه أستاذ اللغة العربية. وكيف أن بن كيران تحدث باسم زملائه، طالبا منهم الإصغاء إلى مدرس اللغة العربية الجديد والكف عن الفوضى التي كانت تسود القسم من قبل. وقال بوخزار إن «سلفه» كانت تأخذه في الغالب سنة من النوم في الحصص المدرجة بعد الزوال؛ حيث لا يستطيع مقاومة إغراء القيلولة في جو الرباط الرطب، فينخرط التلاميذ في دردشات وهمهمات يتجاوز صخبها جدران القسم، بينما ينهمك آخرون في إنجاز التمارين والفروض التي يطلبها الأساتذة. على صعيد اخر ، عرض وفد قطري على بن كيران مشروعا لإنشاء بنك إسلامي ، وشركة إسلامية للتأمين في المغرب،وترأس الوفد القطري الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني، رئيس مجلس إدارة بنك قطر الدولي الإسلامي، ونائب رئيس رابطة رجال الأعمال القطريين.واعتبر بن كيران أن هذا المشروع الذي سيملك المغاربة 51 في المائة من اسهمه "سيخدم مصالح المساهمين المغاربة وسيسهل معاملاتهم المصرفية ويلبي مختلف حاجياتهم".