أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالمغرب العربي السيد ريمون ماكسويل أن العلاقات بين الجزائروواشنطن قوية وهي تتطور على كافة المستويات، مشيرا إلى أن الجزائر التي تعتبرها بلاده حليفا لها قد اختارت النهج الصحيح بتبنيها إصلاحات سياسية لتفادي ما حصل في بعض الدول العربية الأخرى كتونس ومصر وليبيا. وقال السيد ماكسويل في ندوة صحافية عقدها، أول مس، بمقر السفارة الامريكيةبالجزائر، بحضور السفير هنري انشر، أن المسؤولين الامريكيين الذين زاروا الجزائر خلال الأيام الماضية قد كانت لهم مشاورات مع ممثلي الحكومة الجزائرية بخصوص الإصلاحات التي تعتزم مباشرتها، مضيفا في هذا الصدد ''ننتظر أن تتجسد الوعود وتتحقق والأمر ينطبق أيضا على المغرب''. كما أشاد بالحرية الكبيرة التي تحظى بها الصحافة في الجزائر. وإذ أشار ضيف الجزائر إلى أن الزيارات الأخيرة التي أداها المسؤولون الأمريكيون للجزائر جاءت صدفة ولم يتم التخطيط لها، فقد أكد السفير الأمريكي انشر أن هذه الزيارات رفيعة المستوى تعكس نوعية العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي هذا الصدد أكد المسؤول الأمريكي أن هناك مصالح مشتركة بين البلدين وأن واشنطن ترى انه من الاهمية بمكان أن يكون هناك استقرار جهوي لدول المغرب العربي وأن ''كل هذه الزيارات لها معنى وتعزز العلاقات الثنائية والشراكة المبنية على الصداقة. وأقر في هذا السياق بالتعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة ومنع سريانها، قبل أن يضيف بأن هذه العلاقات لا بد أن تتعزز ليس مع الجزائر فحسب وإنما مع كافة دول جوار ليبيا. وبخصوص زيارته للجزائر التي تعد الاولى من نوعها ولقائه بالمسؤولين الجزائريين، قال ماكسويل أنه جاء هنا ''لتعلم الكثير''، وأنه في السياسة ''لا يجب أن ننتظر الكثير من التوقعات بل لابد من تقليصها دائما حتى لا نصاب بخيبة أمل''. وقال إن المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، تمحورت أساسا حول ضرورة تعزيز مكافحة الإرهاب ودعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وتشجيع الاستثمار المتبادل والانشغالات المشتركة على العموم، أما على المستوى الجهوي فقد تم التطرق إلى دعم الجزائر للمجلس الانتقالي الليبي الذي يواجه تحديات صعبة وتجسيد الديمقراطية انطلاقا من وضع هش. وانطلاقا من الاولوية التي توليها واشنطن للمنطقة المغاربية، قال ماكسويل إن بلاده لا تفرق في بيع تجهيزات عسكرية ذات تكنولوجيا عالية بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن هدفها من ذلك ليس من أجل إثارة حرب جهوية وأن بحث واشنطن مسألة بيع عتاد عسكري للجزائر ليس من اجل السباق نحو التسلح بل من أجل مواجهة الإرهاب ووقف نشاطات القاعدة والمتاجرة بالمخدرات وبالبشر وكل أنواع التهريب. وفيما يتعلق بتقييم الإدارة الامريكية للتطورات السياسية التي تعرفها بعض دول المنطقة بعد ثورة الربيع العربي ونجاح الإسلاميين في الانتحابات مثلما حصل في تونس، قال المسؤول الأمريكي إن بلاده لا تهمها الهوية الإسلامية من منطلق انها تحترم معتقدات الافراد وأن ما يهمها هو جملة القيم المدافعة عن الديمقراطية واحترام الحقوق. كما ابدى تفاؤله من مواقف حزب النهضة التونسي الذي فاز في انتخابات المجلس التاسيسي بالقول إنه ''سيحترم المبادئ الأساسية الشبيهة عندنا''. كما أضاف أن موقف واشنطن ينبني على اساس التعامل مع دول ذات سيادة وحق اختيار الشعب لقادته وأنها تقف ضد استعمال العنف ضد المتظاهرين سلميا والتعذيب والسجن التعسفي. وهو الرأي الذي شاطره السفير الأمريكي انشر الذي جدد موقف بلاده الرافض لاستعمال العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة، داعيا كل الدول الى نبذ ذلك. وفيما يتعلق بالطريقة التي قتل فيها الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا، أشار ماكسويل بالقول ''إننا غير سعداء وغير مرتاحين للنهاية التي عرفها القذافي الذي قبض عليه حيا، إذ كان من المفروض محاكمته وقد ضيعنا هذه الفرصة''، في حين أكد أنه ليس على علم بإمكانية وجود اتفاق بين الرئيس الامريكي اوباما ونظيره الفرنسي ساركوزي على تصفيته. وعن سؤال حول الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، أشار ضيف الجزائر الى أن واشنطن تربطها علاقات صداقة قوية مع الدولتين، آملا في أن يسود التفاهم بينهما وأن يصبح صديقا الولاياتالمتحدة صديقين أيضا بوجود سفارة الجزائر في المغرب وسفارة هذا الاخير بالجزائر. وأقر بان الجزائريين أكدوا له أن البلدين تربطهما علاقات أكثر من الصداقة وهي الاخوة، في حين أشار في هذا الصدد إلى أن بلاده يهمها الاستقرار الجهوي في المنطقة. وبخصوص موقف واشنطن من القضية الفلسطينية جدد ضيف الجزائر رؤية بلاده القاضية بضرورة حل النزاع عبر المفاوضات المباشرة بين الجانبين.