الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار نفت السلطات المغربية أن يكون النائب الأوروبي "ويلي مايير" الذي منع من النزول من الطائرة في مطار العيون، كبرى مدن الصحراء، قد تعرض لأذى أو سوء معاملة، خلافا لما صرح به بعد عودته على نفس الطائرة إلى "لاس بالماس" وحصل على شهادة طبية تثبت "إصابته" في العنق. وكان "مايير" المعروف بمواقفه المعادية للمغرب على خلفية نزاع الصحراء، حاول عنوة أمس الأحد النزول من الطائرة في مطار "العيون" لكن عناصر الأمن أفهمته أنه غير مرغوب فيه، بالنظر إلى دوافع الزيارة التي لا يمكن للمغرب أن يقبلها على اعتبار أن البرلماني المنتمي لحزب اليسار الموحد الإسباني، داب منذ مدة على مناوئة المغرب بخصوص الصحراء. وحاول النائب إقناع السلطات المغربية أنه سينزل بأرض غير خاضعة لسيادة المغرب، قبل أن يعود إلى الطائرة من جديد حيث جرى النقاش معه على سلمها. ويقول محافظ جهة العيون، إبراهيم الدخيل، إن الصحراء أرض مفتوحة وليست مغلقة، كما يزعم "مايير" إذ يزورها عدد من السياح الإسبان، بشكل منتظم دون أن يعترض سبيلهم أحد في المطار أو غيره. وأضاف المحافظ معلقا على المنع الذي قوبل به "مايير" من الأمن المغربي "إن ذلك جزاء كل من يدافع عن قضية غير عادلة". وكان "مايير" الذي رافقه أحد المحامين، ينوي حسب تصريحاته، التحقق من احترام حقوق الإنسان في الصحراء من طرف المغرب، ولذلك كان في انتظاره بالمطار نشطاء صحراويون مساندون لأطروحة جبهة البوليساريو الداعية لانفصال الصحراء عن المغرب. وفي هذا السياق أشارت تقارير صحافية إلى أن الناشطة "أمينتو حيدر" صاحبة الإضراب الشهير عن الطعام في مطار"لانثاروتي" بالجزر الكنارية، كانت في طليعة المنتظرين بمطار العيون، وصول النائب "مايير" الذي سبق للسلطات المغربية أن منعته من الدخول إلى المدينة، العام الماضي في محاولة مماثلة، ما يعني أنه كان مدركا أنه لن يسمح له بدخول الأراضي الصحراوية ما لم يغير مواقفه المنحازة ومع ذلك أصر على القيام بهذه الحركة، بقصد إحداث ضجيج إعلامي. ولاحظ مراقبون أن "مايير" أقدم على خطوته بعد الزيارة الناجحة التي قامت بها إلى المغرب الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الإسبانية، حيث أجرت محادثات مع عدد من المسؤولين بينهم رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، المنحدر من الصحراء، كما التقت الوزيرة، عمر عزيمان، السفير المغربي السابق في مدريد الذي اشرف على اللجنة التي أعدت مشروع الجهوية الموسعة. وكانت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، اتدحت، خلال زيارتها الأخيرة للرباط، الإصلاحات السياسية التي باشرها المغرب في المدة الأخيرة ورسخها الدستور الجديد للمملكة الذي صادق عليه الشعب المغربي بأغلبية قريبة من الإجماع. إلى ذلك ذكرت مصادر إعلامية إسبانية أن وزارة الخارجية احتجت على المعاملة التي لقيها "مايير" دون أن تشير إلى صيغة الاحتجاج.