لا تنسى السلطات الاسبانية الحاكمة في مدينة سبتة المغربية المحتلة ، التذكير بماضي إسبانيا الاستعماري في أفريقيا ، والمقصود هنا أساسا جارها المغرب الذي خاضت ضده حروبا ضارية ، لم تكن في أي وقت من الأوقات ، دفاعا عن النفس. وفي هذا السياق ، قامت الحكومة المحلية ،التي يشرف عليها الحزب الشعبي اليميني ، أخيرا بتنظيم احتفال تمت خلاله الإشادة بالبطولات التي حققتها الجيوش الإسبانية ضد المغرب عام 1860 فيما يسمى "حرب تطوان " حيث فرض حصار قاس على المدينة انتهى باستسلامها. وحضر ذات الاحتفال إيغناثيو مارتين ، وهو عسكري برتبة جنرال ، يشغل منصب نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإسبانية، الذي استغل وجوده بالمدينة فتفقد المنشآت العسكرية بها ، كما اشرف على حفل تذكاري أقيم بالمناسبة ، نكست خلاله الأعلام الإسبانية أمام النصب التذكاري الذي شيد بمدينة سبتة عام 1895 ، تخليدا لفتوحات قواتها في المغرب. وخلال ذات الحفل ، نظم استعراض عسكري رمزي شاركت فيه بعض الوحدات العسكرية التي تمثل مختلف أسلحة الجيش الإسباني. وذكرت وكالة" إفي" الإسبانية أنه قبل ساعتين من انطلاق الاحتفال استمع الحاضرون إلى محاضرة ألقاها جنرال من مواليد مدينة سبتة ، يشغل حاليا منصبا رفيعا، هو مدير المستخدمين بقيادة الجيش الإسباني . وتناولت المحاضرة الصراعات المسلحة مع المغرب. لا يعرف إن كان الجنرال المحاضر، قد استعمل أساليب التحليل التاريخي في دراسة الماضي ، أم أنه اكتفي بتمجيد ما قام به أسلافه في المهنة. يذكر أن سبتة ، هي المكان الوحيد الذي ما زال يحتفظ ببعض المآثر الممجدة لحروب إسبانية في الماضي بما فيها الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1936 ، إثر تمرد العناصر الفاشية في القوات المسلحة ضد النظام الجمهوري الشرعي. ومانعت المدينةالمحتلة على غرار نظيرتها مليلية ، التخلص من الآثار الدالة على ذلك الماضي الذي جاءت الديمقراطية بعد وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو ، لتمحوه من التاريخ.