عبرت منظمة العفو الدولية عن "قلقها" للاعتداءات التي تعرضت لها عدة نساء مؤخرا في حاسي مسعود بجنوبالجزائر ،ودعت السلطات الجزائرية لفتح تحقيق من اجل معاقبة مرتكبيها. واعلنت المنظمة ، التي تتخذ مقرا لها في لندن ، في بيان صدر امس الاحد عن مكتبها الاقليمي في الرباط، ان "على السلطات الجزائرية ان تتخذ اجراءات عاجلة للتحقيق واحالة المسؤولين المفترضين عن هذه الاعتداءات على نساء على العدالة". واشارت المنظمة الى ان "نساء من حاسي مسعود ،المنطقة النفطية الواقعة على مسافة 627 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية،تعرضن خلال الشهرين الماضيين لهجمات شنتها مجموعات من الشبان المجهولين". وتابع البيان "يبدو ان ما شجع هذه الهجمات ان المسؤولين عن تطبيق القوانين لا يتولون بشكل فاعل حماية الضحايا ولا يلاحقون مرتكبي هذه الافعال". و دعت منظمة العفو السلطات الجزائرية ايضا الى الالتزام ب"المعايير الدولية المدرجة في قانون حقوق الانسان لمكافحة العنف بحق النساء". وذكر البيان ان "المهاجمين اعتدوا جسديا على بعض النساء ولا سيما بالسكاكين وسلبوهن هواتفهن الجوالة ومجوهرات"، مشيرا الى ان المهاجمين "نزعوا بالقوة ثياب بعض الضحايا وشتموهن ونعتوهن بالعاهرات". واضاف البيان ان "بعض الضحايا تعرضن ايضا لاعمال عنف جنسية". وابدت منظمة العفو قلقها "لكون السلطات الجزائرية لم تتخذ حتى الان اجراءات عملية لتنفيذ توصية اللجنة (الدولية) لحقوق الانسان حول القضاء على العنف بحق النساء بما في ذلك داخل العائلة". وفي غضون ذلك ، اعلنت 15 جمعية جزائرية للدفاع عن الحقوق والحريات الاحد انشاء لجنة الدفاع والتضامن ردا على "الاعتداءات العنيفة" على النساء في حاسي مسعود. وقالت شريفة بوعطا ،خلال مؤتمر صحافي ان اللجنة هي "قبل اي شيء تعبير عن تضامننا مع تلك النساء اللواتي تعرضن للرجم والضرب والسرقة والتعنيف في حاسي مسعود". وكانت عدة جمعيات اعلنت في وقت سابق ان مجموعات من الرجال المجهولين تعدت على عدد من النساء في مارس ومطلع ابريل، موضحة ان الرجال الملثمين والمسلحين "ارهبوا كلا من الضحايا" اللواتي يعشن وحيدات فقاموا بسرقتهن وتعنيفهن بعدما اقتحموا منازلهن عنوة. وقالت مسؤولة في منظمة غير حكومية ان "النساء اللواتي تم الاعتداء عليهن يعملن معظمهن في قواعد الشركات النفطية الاجنبية،وهن يعملن في التنظيف والكوي والطهي ويقمن وحيدات او مع اطفالهن في حي فقير". واضافت بوعطا من جمعية الدفاع والنهوض بحقوق النساء ان لجنة الدفاع والتضامن تعتزم "طلب توضيحات من السلطات العامة، من الدولة التي يترتب عليها ان تضمن حماية جميع المواطنين". وقالت "يتهيأ لنا ان النساء يعتبرن في المجتمع الجزائري بمجمله مواطنات من الدرجة الثانية. لكن ينبغي احترام حقوقهن في العمل وحرية التنقل". وفي 13 يوليوز 2001، قام 300 رجل مسلح بالاعتداء على 100 امرأة يعشن وحيدات في حي الهايشة الفقير في حاسي مسعود فارتكبن بحقهن "اسوأ الفظاعات" بحسب اللجنة.