أكد الناشط الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود أن "الصحراويين في المخيمات ليسوا استثناء من العالم العربي الذي يضج بالثورات"، مضيفاً بأن المسؤولين في البوليساريو لا يريدون للشباب أن يشارك في البناء حيث يعاملونه معاملة الأطفال". وقال في ندوة نظمتها منظمة ذاكرة وعدالة الحقوقية مساء أمس بمناسبة مرور سنة على "اختطافه" على يد قوات جبهة البوليساريو، إن محمد عبد العزيز عاصر في قيادته للبوليساريو سبعة رؤساء موريتانيين. وتمنى ولد سيدي مولود أن يكون الأخير في سلسلة المعانين الذين قال بأنهم سبقوه إلى هنا هرباً من الظلم في المخيمات الصحراوية على يد جبهة البوليساريو، بحسب تعبيره. وفي سياق حديثه عن منعه من العودة إلى أهله بالصحراء قال المناضل الصحراوي إنه أكثر انتماء إلى أرض الصحراء من مسؤولي جبهة البوليساريو أنفسهم، حيث قال "أتحداكم أن تأتوني باسم مسؤول واحد في جبهة البوليساريو ولد في الصحراء"، معتبرا أن المخيمات الصحراوية تعاني من تعتيم إعلامي كبير، حيث لا يوجد هنالك أي تمثيل لأي وسيلة إعلامية واحدة، كما تغيب الانترنت، على حد قوله. وأضاف أنه يتواصل مع عائلته عن طريق الهاتف، مشيرا إلى أنه يتمنى أن تكون بصحة وعافية رغم الضغوط التي تتعرض لها. ياري افال، رئيس رابطة محامين بلا حدود بالسنغال والأمين العام للاتحاد السنغالي لحقوق الإنسان، قال إنه تمت دعوتهم لحضور الندوة بصفتهم مناضلين حقوقيين معنيين بمثل قضية مصطفى سلمى، مشددا في نفس السياق على أن زمن إفلات الحكام من العقاب قد ولى، ومؤكدا أن الذين يرتكبون جرائم "إن لم تتم محاكمتهم في دولهم فإنه سيتم تقديمهم لمحاكمات دولية". أما الشيخ أمادو انجاي، رئيس شبكة دعم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء الغربية وعضو منظمة محامون بلا حدود بالسنغال، وعضو الاتحاد السنغالي لحقوق الإنسان، فقد قال "نحن نعتبر أن حالة مصطفى سلمى هي اغتصاب صارخ لحقوق الإنسان وانتهاك لميثاق الأممالمتحدة الذي يكفل للفرد حرية الرأي وحرية التعبير، وخروج على الاتفاقية الإفريقية لحقوق الإنسان". وطالب انجاي في نفس السياق بضرورة وضع هذه القضية أمام اللجنة الدولية لحقوق الإنسان حتى تتبناها وتدافع عن صاحبها، مضيفاً بأنه على يقين من أن "هنالك آخرين مثل (مصطفى سلمى) في المخيمات ولكنهم خائفون من التعبير عن أنفسهم حتى لا يلقون نفس المصير". وكانت جبهة البوليساريو قد سلمت مفوض الشرطة المصطفى سلمى ولد سيدي مولود في ديسمبر 2010 للمفوضية السامية لحقوق اللاجئينHCR بعد احتجازه على مدى 71 يوماً تحت الإقامة الجبرية وذلك إثر إعلانه الاقتناع بمبادرة المغرب لحل القضية الصحراوية. وبدأت قصة المصطفى سلمى عندما زار الأقاليم الصحراوية، ليعرب خلال تصريحات أدلى بها عن اقتناعه بطرح الحكم الذاتي، وقرر العودة إلى مخيمات البوليساريو في تيندوف لإقناع الصحراويين بجدوائية قبول الطرح قبل أن تلقي الجبهة القبض عليه وتقوم بنفيه. يشار إلى أن الندوة شهدت حضور جمع غفير من المتضامنين مع المناضل الصحراوي والمهتمين بقضيته، إضافة إلى حقوقيين موريتانيين ومغاربة وسنغاليين، وعدد من نشطاء منظمة ذاكرة وعدالة وجمع من الصحفيين.