قال رئيس قناة الرأي التلفزيونية التي أصبحت تبث في الآونة الأخيرة رسائل للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي ان من واجبه بث هذه الرسائل ووعد بإذاعة كلمة جديدة قريبا. وقال رئيس القناة وهو نائب عراقي سابق يدعى مشعان الجبوري انه مازال على اتصال يومي مع أفراد في أسرة القذافي أو مقربين منه وأضاف أن الزعيم المخلوع موجود في ليبيا ويتمتع بروح معنوية جيدة لكنه لم يحدد مكانه. وذكر الجبوري أنه ليس مؤيدا للقذافي لكن قناته تقف بجانب معارضي "احتلال" ليبيا وأضاف أن الناس لديهم "حق مقدس" في سماع طرفي الرواية. وقال لرويترز "تنقل كل وسائل الإعلام اليوم وجهة نظر الحلف" في إشارة الى حلف شمال الأطلسي الذي ساعد المعارضين الليبيين على الإطاحة بالقذافي ودخول طرابلس الشهر الماضي. وأضاف في اتصال هاتفي من سوريا في وقت متأخر من أمس الخميس «الجهة الثانية ليس لها صوت. من واجبنا أخلاقيا ومهنيا أن نوصل هذا الصوت سواء اتفقنا معه أو لم نتفق». وتحدث القذافي بنبرة تحد في عدة كلمات بثتها قناة "الرأي" منذ أن فقد السيطرة على طرابلس يوم 23 أغسطس اب ودعا أنصاره لاستمرار مقاومتهم للسلطات الجديدة في ليبيا. وقال الجبوري ان قناته لديها صور خطاب للقذافي مضيفا أن الكلمة الجديدة التي ستبثها القناة سجلت خلال اليومين الماضيين. وذكر أن القناة ستبث الكلمة بمجرد الانتهاء من مشاكل تقنية. وقالت شركة يوتلسات للأقمار الصناعية ومقرها باريس الأسبوع الماضي انه لا يحق لها وقف بث قناة الرأي على الرغم من قيام شركة التوزيع المحلية نورسات بحجب قناة أخرى من قنوات الجبوري هي قناة العروبة بناء على طلب يوتلسات. وقال الجبوري ان فلسفة قناة الرأي هي «الوقوف الى جانب أي شعب يدافع عن نفسه أو يريد تحرير أرضه أو يتعرض لعدوان... أينما كان سواء كان في أمريكا اللاتينية أو في الشرق الأوسط». وكان الجبوري وهو رجل أعمال ثري مقربا في يوم من الأيام من عدي ابن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لكنه فر الى سوريا قبل الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام في 2003 . وعاد الجبوري في وقت لاحق وانتخب نائبا في البرلمان العراقي لكنه عاد الى سوريا مجددا لتفادي اتهامات بالفساد قال إنها ملفقة. ويقول الجبوري انه يمول نشاطه في مجال العمل التلفزيوني بنفسه ولا يتلقى أي أموال من القذافي باستثناء 400 ألف دولار حصل عليها قبل أربع سنوات ومبلغين قيمتهما معا نحو 50 ألف دولار حصل عليهما في ابريل نيسان ومايو ايار لشراء معدات بث والتدريب عليها. وقال الجبوري «لا أساند القذافي. القذافي اتصل بالقيادة السورية قبل ستة أشهر وقال لها انه سينسف قناة الرأي ما لم تتوقف عن تغطية أحداث الثورة المصرية». وأضاف أن القناة أيدت الثورة الليبية عندما بدأت الاحتجاجات أول الأمر في بنغازي. وتغطية قناة الرأي لما يحدث في ليبيا ليست هي المرة الأولى التي تثير قلق الغرب. فهناك برقية مسربة من السفارة الأمريكية في دمشق في أكتوبر من عام 2008 نشرها موقع ويكيليكس وجاء بها أن قناة الرأي تمجد الهجمات على القوات الأمريكية في العراق. وأضافت البرقية «وبالإضافة الى ذلك تسعى القناة عبر أدواتها التحريرية الى تشويه صورة الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري بشار الأسد... ربما يكون الوقت الحالي هو الوقت المناسب لدعوة مقدمي الخدمات الفضائية العربية الى وقف بث قناة الرأي». وقال الجبوري ان المساعي الرامية لوقف بث قناته لا تقلقه. وأضاف «تعرضنا لضغط أكبر من هذا وتلقينا تهديدات بالضرب بالصواريخ.» ودفاعا عن تغطية القناة لما يحدث في العراق قال الجبوري ان قناة الرأي تفرق بين تأييد الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق والتي يرى فيها مقاومة مشروعة لقوة احتلال والهجمات على المدنيين بمن فيهم المتعاقدون الأمريكيون أو المترجمون العراقيون الذين يعملون لدى القوات الأمريكية والتي يعتبرها إرهابا. وأضاف «القوات العسكرية التي تهاجم بلدا آخر أو تحتل أرضا أخرى.. نسميها قوات محتلة ونطلق على مهاجمتها اسم مقاومة.» وتابع «نحن مع القذافي حاليا لأنه يقاتل مهاجمين. لا أقول ان القذافي كان حاكما عادلا... لكننا نتحدث عن عدوان.. عن قتل نساء وأطفال».