القذافي ينفي مغادرته لليبيا ويسخر من شائعات دخوله النيجر ويتوعد بسحق الناتو نفى العقيد الليبي ما راج من أنباء بشأن فراره إلى النيجر وجدد إصراره على البقاء داخل البلاد، متوعدا بإلحاق الهزيمة بحلف الشمال الأطلسي الذي ساعد ثوار ليبيا في الإطاحة بنظامه. وقال القذافي -في رسالة صوتية منسوبة له أذاعتها قناة الرأي التي تبث من سوريا- إن ما تواتر من أنباء حول فراره إلى النيجر جزء مما سماه «الحرب النفسية والأكاذيب»، قائلا «آخر شيء قالوه إننا رأينا رتل القذافي» دخل إلى النيجر. وأضاف العقيد الليبي ساخرا «أرتال من المهربين والبضائع والناس تدخل إلى النيجر والسودان ومالي وتشاد والجزائر يوميا، كأنه أول رتل يدخل إلى النيجر». من جهة أخرى قال القذافي إن الناتو سيفشل لأن «إمكانياته المادية لن تسمح له بمواصلة العمليات» وتعهد بإلحاق الهزيمة بالناتو، وقال إن الجماهير ستنتفض من جديد. وأشار العقيد الليبي إلى أن الثوار «فقدوا كل شيء» ووصف موقفهم حاليا بأنه «مخز» وأنهم لا يملكون الآن سوى «الحرب النفسية والكذب والدعاية». وانتقد القذافي وسائل الإعلام العربية في تغطيتها للأحداث التي تشهدها ليبيا. وتأتي كلمة القذافي بعد أن أرسل المجلس الوطني الانتقالي الليبي وفدا إلى النيجر المجاورة لبحث أي تسلل محتمل للقذافي، في وقت لا يزال الغموض يلف مكان وجوده منذ دخول الثوار إلى العاصمة طرابلس قبل أكثر من أسبوعين. ونقلت وكالة رويترز عن رئيس لجنة الشؤون السياسية بالمجلس فتحي بعجة أن المجلس أرسل وفدا إلى النيجر لبحث الوصول المحتمل للقذافي، مضيفا أن العقيد المخلوع ربما كان قريبا من حدود النيجر أو الجزائر في انتظار فرصة للتسلل عبرها. ومن جهته نفى وزير العدل في النيجر مارو أمادو الأنباء التي أفادت بلجوء القذافي إلى بلاده، كما نفى دخول أي موكب سيارات من ليبيا إلى أراضي النيجر. ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه لا أدلة لديها على أن القذافي أو أفراد عائلته عبروا الحدود إلى النيجر. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن سلطات النيجر أبلغت السفير الأميركي أن الذين عبروا الحدود إلى النيجر هم مسؤولون كبار في نظام القذافي. والقذافي مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للبرلمان إن أي بلد يذهب إليه يجب أن يسلمه ليحاكم، وهي وجهة النظر نفسها التي عبر عنها السفير الأميركي لدى ليبيا جين كريتز. ولا تزال التقارير الخاصة بمكان القذافي غير واضحة، وقال مسؤول كبير في المجلس الوطني الانتقالي إنه جرى رصده هذا الأسبوع في منطقة بالصحراء الخالية جنوبي ليبيا. وكانت أنباء تواترت بأن القذافي ونجله سيف الإسلام لا يزالان داخل ليبيا وأنهما لم يغادراها حتى الآن. ونقت وكالة الأنباء الألمانية عن متحدث باسم الثوار قوله إن الثوار يحاصرون القذافي حاليا، وأن القبض عليه أو تصفيته ليس إلا مسألة وقت. وكانت تقارير إخبارية ذكرت أمس الأربعاء أن الساعدي نجل القذافي أجرى محادثات سرية مع مسؤولين في الحكومتين الفرنسية والبريطانية لتأمين ممر آمن لوالده. ونقلت عن مصادر أن أحد مساعدي الساعدي قال إن القذافي لا يزال في ليبيا ولم يغادرها. وكانت أنباء قد تواترت من عدد من المصادر تؤكد أن العقيد الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام لا يزالان داخل ليبيا وأنهما لم يغادراها حتى الآن، في حين ذكرت تقارير صحفية أن تحركات دبلوماسية سرية تجري لتمكين القذافي من مغادرة ليبيا. فقد قال المبعوث الرئاسي الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف إن الزعيم الليبي معمر القذافي مختبئ في ليبيا، وأضاف أن الأيام ستُظهر إلى أين سينتقل في المستقبل. في الوقت الذي قال ضابط كبير سابق في الجيش الأميركي -شارك في قيادة جهود القبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين- إنه يعتقد أنه سيتم القبض على القذافي ما دام من يتعقبونه يستخدمون المخابرات المحلية ويركزون على حراسه المقربين. وأضاف العقيد المتقاعد ستيف راسل أن للقذافي صفات شبيهة بصدام «وغيرهما من الحكام المستبدين» تجعل من المرجح أن يعتمد على شبكة صغيرة من الموالين شديدي الإخلاص. وقلل راسل من احتمالية أن يغادر القذافي ليبيا قائلا إنه «على الأرجح مغرور ومتكبر لدرجة أنه لن يغادر ليبيا» وأضاف «عندما تعتاد على أنك محور عالمك على مدى أربعين عاما من الصعب أن تتغير». وأعلن مشعان الجبوري مالك قناة الرأي -التي تبث من دمشق وسبق أن بثت كلمات صوتية للقذافي منذ أن سيطر الثوار على طرابلس- أن القذافي ونجله سيف الإسلام لا يزالان في ليبيا وبحالة معنوية جيدة. وأضاف أن «القذافي يشعر بالقوة وليس خائفا، وسيكون سعيدا إذا مات أثناء قتاله ضد المحتلين».