جرت بعد عصر اليوم الخميس بالرباط، مراسم تشييع جثمان المرحوم محمد البردوزي الذي انتقل إلى عفو الله بأحد مستشفيات العاصمة عن سن 63 عاما. وبعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء، حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب بحضور السادة عباس الفاسي رئيس الحكومة ومحمد معتصم وعبد اللطيف المنوني مستشاري الملك محمد السادس، والطيب الشرقاوي وزير الداخلية والمحجوب الهيبة المندوب الوزاري لحقوق الإنسان وإدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومحمد الصبار الكاتب العام للمجلس وعبد العزيز بنزاكور رئيس مؤسسة الوسيط والعديد من الفعاليات السياسية والنقابية والفكرية والثقافية وأصدقاء وأقارب الفقيد. وكان الملك محمد السادس قد بعث، بهذه المناسبة الحزينة، برسالة تعزية ومواساة إلى أرملة وأسرة الراحل البردوزي، عبر لهم فيها عن أحر تعازيه وأصدق مواساته في هذا المصاب الأليم. وأكد العاهل المغربي أن رحيل الفقيد المبرور إلى دار البقاء، لا يعد خسارة لأسرته فقط، وإنما خسارة أيضا للمغرب "الذي فقد فيه أحد أبنائه البررة المخلصين، المشهود لهم بالتشبث الراسخ بالقيم المثلى للوطنية الصادقة، والمواطنة المسؤولة، والالتزام الصادق بالدفاع عن القضايا العادلة لوطنه، والعمل الجاد في سبيل تقدمه. كما فقدت فيه الجامعة المغربية أحد أساتذتها الباحثين المرموقين، على المستويين الوطني والدولي، الذين بصموا مجال العلوم السياسية والاجتماعية والسياسات العمومية، بأبحاثهم العلمية وخبرتهم المتميزة". والفقيد حاصل على دكتوراه الدولة في القانون العام والعلوم السياسية. وكان يعمل أستاذا للسوسيولوجيا السياسية بكلية الحقوق الرباط - أكدال، ومستشاراً متخصصا في مجالات التكوين والسياسات العمومية واستراتيجيات التنمية المؤسساتية. وبالإضافة إلى كونه عضوا سابقا بهيئة الإنصاف والمصالحة، فقد كان الأستاذ البردوزي أيضا عضوا باللجنة العلمية للفريق الذي أنجز تقرير "50 سنة من التنمية البشرية في المغرب وآفاق 2025"، وعضوا مؤسسا للجمعية المغربية للقانون الدستوري. كما كان الفقيد عضوا باللجنة الاستشارية المكلفة بمراجعة الدستور. وقد شغل الراحل عدة مهام، منها عضويته في جمعية مغرب 2020 ومستشارا سابقا لدى وزارات الأشغال العمومية، والفلاحة والاستثمار الفلاحي والتكوين المهني، وعضويته في المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، واللجنة الاستشارية للجهوية، واللجنة الخاصة للتربية والتكوين والمجلس الأعلى للتعليم، ومساهما في مجلس الجالية المغربية بالخارج. وقد أنجز الراحل العديد من الدراسات والأبحاث، من بينها كتاب "تحديث التعليم .. من الميثاق إلى التفعيل"، كما ترجم إلى اللغة العربية كتاب "علم النفس والبيداغوجيا" لجان بياجي (نشر دار توبقال).