الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار أقرت السلطات الإسبانية تشريعا غريبا، يمنع على المغاربة المولودين بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أن يثبتوا كلمة المغرب، في جوازات سفرهم. وبموجب هذا القرار، سيمنع كل مغربي لم يتقيد بهذا الإجراء، من الدخول إلى الأراضي الإسبانية بما فيها سبتة ومليلية اللتين تدعي إسبانيا أنهما تشكلان قطعة من ترابها الوطني ، غير مكترثة بالمطالب والحقوق المغربية الثابتة. ودعا مسؤول شرطة مليلية، ميغيل فاكيرو، يوم الثلاثاء، ممثلي الصحافة المحلية في المدينة ليخبرهم أن الحالات المعنية قليلة لكنه أضاف أن الأوامر صدرت إلى مراكز الحدود لرفض أي وثيقة سفر مغربية تشير إلى تبعية سبتة ومليلية إلى الأراضي المغربية، تنفيذا لمقرر سابق صادر عن وزارة الخارجية الإسبانية عمم على القنصليات والسفارات المعتمدة في الخارج ، تحثهم على التأكد من عدم وجود كلمة "المغرب" إلى جانب سبتة أو مليلية عند حاملي جوازات السفر المغربية الدين ولدوا بالمدينتين. وبرر مندوب الحكومة الإسبانية في مليلية، الإجراء بكونه عاديا لأنه لا أحد يشك من وجهة نظره في أن المدينتين ليستا إسبانيتين. يذكر أن الحالات التي سترفضها السلطات الإسبانية تعني بالدرجة الأولى سكان إقليمي تطوان والناظور، وهما المدينتان القريبتان من سبتة ومليلية، حيث يعيش عدد كبير من المغاربة بهما كما أن آخرين غادروا المدينتين واستقروا في المغرب لكنهم مقيدون في سجلات مواليد سبتة ومليلية. وكان بإمكان السلطات الإسبانية أن تغض الطرف عن هذا المشكل العالق، لكن الحزب الشعبي الحاكم في المدينتين أثار هذا المشكل في البرلمان الإسباني، ما جعل الحكومة المركزية في مدريد توافق على هذا الإجراء التمييزي في حق فئة من المغاربة. تجدر الإشارة إلى أن جوازات السفر المغربية بما فيها "البيوميترية" الجديدة تشير إلى مكان وتاريخ ازدياد حامل الجواز، متبوعين بالبلد، وبالتالي فإن موقعة سبتة ومليلية خارج إطارهما الطبيعي ستعتبر تسليما بالسيادة الإسبانية عليهما . يبقى سؤال موجه إلى السلطات الإسبانية مفاده هل تعامل بالمثل سكان مستعمرة جبل طارق الذي تعتبره الوثائق الإدارية الرسمية الصادرة عن المستعمرة، حكومة مستقلة مشمولة برعاية التاج البريطاني، بينما ما انفكت مدريد عن اعتبارها جزءا من تراب المملكة الإسبانية .