الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار جددت الأحزاب الإسبانية الممثلة في البرلمان المحلي لمدينة مليلية المحتلة، حملتها ضد المغرب، على خلفية تصريحات أدلى بها عمر عزيمان، رئيس اللجنة المكلفة إعداد مشروع الجهوية. وكان سفير المغرب السابق في مدريد، الذي يعرف الإسبان هدوءه ورزانته، أدلى يوم الثامن والعشرين من شهر مارس الماضي، بتعقيب على سؤال وجهه إليه أحد الصحافيين وهو يعرض أمام الصحافة نتائج عمل اللجنة التي ٍاسها، بخصوص وضع وموقع المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، ضمن خارطة الجهات التي سينقسم إليها المغرب مستقبلا، فأجاب عزيمان، دون تردد وكما يفرض ذلك منطق التاريخ والجغرافيا والسياسة، أن مليلية ستعتبر جزءا من جهة الريف بينما تعد سبتة مكونا ترابيا تابعا لجهة طنجة تطوان. ولم يضف رئيس اللجة أي تعليق ذا طبيعة سياسية بخصوص النزاع القائم بين المغرب وإسبانيا منذ قرون، بسبب تشبث إسبانيا باحتلال الثغرين المغربيين. واتفقت أحزاب برلمان مليلية ، وهي "الشعبي" الحاصل على الأغلبية و"الاشتراكي العمالي" المعارض إلى جانب "التحالف من أجل مليلية" الذي يتزعمه مصطفى أبرشان، ويضم في عضويته كثيرا من المغاربة المقيمين بالمدينة المحتملة. وصادق النواب المنتمون للأحزاب المذكورة، بالإجماع أول من أمس، على بيان، تضمن عبارات نابية في حق المغرب من قبيل الزعم بأنه يتدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا ومطالبته بما ليس له ولا من حقه، فالدولة المغربية الحالية، وفق المنطق الاستعماري، الذي يتبناه برلمان المستوطنين في مليلية ، لم تكن (الدولة) موجودة أثناء ضم المدينتين بالقوة إلى سيطرة التاج الإسباني قبل أكثر من خمسة قرون، وبالتالي يضيف البيان، فإنه ليس من حق،عمر عزيمان، ولا أي عضو آخر في الحكومة المغربية، التشكيك في الطابع الإسباني لمدينتي سبتة ومليلية. وأضاف ممثلو مليلية، فيما يشبه التحدي أنهم ملوا من تكرار مطالب المغرب الذي يفتقد من وجهة نظرهم أي سند تاريخي وقانوني يبرر مطالبته باسترجاع المدينتين، كما استنكروا عملية إقحام موضوع سبتة ومليلية في العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، التي يلحون، في مفارقة غريبة، على أن تكون علاقات حسنة بل إنهم يريدون أن يكونوا جيرانا طيبين للمغرب شريطة القبول بأن سبتة ومليلية تمثلان جزءا من أراضي الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحافة المحلية الصادرة في المدينة إلى أن حزب التحالف من أجل مليلية لم يكن موافقا على مجمل صياغة البيان ولذلك طالب بالتخفيف من اللغة التي حررت بها الديباجة واستبدال اتهام المغرب بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا. وبرأي ملاحظين، فإن اتفاق الأحزاب المذكورة على بيان موحد، يأتي في سياق المنافسات الجارية لاستمالة الناخبين في الانتخابات الإقليمية التي ستجرى يوم الثاني والعشرين من الشهر المقبل لتجديد البرلمانات المحلية في أغلب التراب الإسباني، وضمنه سبتة ومليلية اللتين منحتهما السلطات الإسبانية وضعية الإقليمين المستقلين، باستثناء صلاحيات محددة لم تخول لهما عكس باقي الحكومات المحلية المستقلة الأخرى. ولم تعلق الحكومة الإسبانية على بيان برلمان مليلية، مع الإشارة إلى أن المجالس التشريعية المحلية لا يحق لها التقرير في أمور السياسة الخارجية خاصة إذا كان الموقف مع دولة أجنبية، دقيقا وشائكا مثلما هو الوضع مع المغرب بشأن سبتة ومليلية.