على إيقاع رقصات شاكيرا ونبرات صوتها، في سهرة فنية باذخة، أسدل الستار على مهرجان "موازين" في دورته العاشرة، وسط إجراءات أمنية مكثفة، نظرا للاحتجاجات التي سبقته، والجدل الذي رافقه بين محبذ ومنتقد. ويبدو أن منظمي المهرجان قد كسبوا الرهان، بما يشبه تحديهم لكل الدعوات التي كانت تنادي بإلغائه، فكان التنظيم في منتهى الدقة والإتقان، وكان الحرص كبيرا على توفير شروط الأمن والسلامة في جميع المنصات الفنية. وقد خلقت شاكيرا الحدث بامتياز، وأفرد لها التلفزيون حيزا كبيرا ضمن أخباره، لدرجة أن القناة التلفزيونية الثانية جعلته الموضوع الرئيسي لنشرتها المسائية، وتولت نقل وقائع الحفل مباشرة من منصة السويسي، أحد الأحياء الراقية بالعاصمة السياسية. وبدأت السهرة متأخرة عن وقتها المحدد، بحوالي نصف ساعة تقريبا، تلبية لرغبة شاكيرا لتتمكن من متابعة مباراة فريق برشلونة الإسباني الذي يلعب ضمن صفوفه صديقها بيكي، خلال لقائه مع فريق مانستشير الإنجليزي، ضمن عصبة الأبطال الأوروبية.ووفر لها المنظمون شاشة تلفزيونية كبيرة لتحظى بفرجة رياضية متميزة. ومن فوق منصة الغناء، هتفت شاكيرا بأعلى صوتها" تحيا البارصا" وسط تصفيقات الجمهور، الذي يتكون في غالبيته من الشباب، والذي ردد وراءها إسم هذا الفريق، ماجعلها تكرر كلمة الشكر" ثانكيو" أكثر من مرة، وهي في غمرة الحماس والنشاط. وألهبت شاكيرا الأجواء في هذا الحي الهادئ، بالغناء والرقص، مع أعضاء فرقتها، وكانت تحرك كل أعضاء جسدها، انسجاما مع الإيقاع، وتفاعلا معه، بمنتهى الإحساس في تعبيرات ذات إيحاءات مختلفة، قابلة لكل القراءات، فيما كانت خصلات شعرها الذهبي تتطاير في الهواء، مثل سنابل قمح في عز موسم الحصاد. كانت شاكيرا تتحرك فوق خشبة العرض، حافية القدمين، مرتدية بذلة الرقص الشرقي، بخفة وحيوية ورشاقة مثل فراشة ملونة، تحوم حول الأضواء، فيما كانت الأكف تلتهب بالتصفيق لها، والحناجر تصاحبها بالغناء، لتختتم السهرة بأغنيتها عن افريقيا، كانت تبدو في الخلفية، على شاشة عملاقة، صور أطفال القارة السمراء وصباها، بإبتساماتهم وعيونهم البريئة المتطلعة بأمل نحو المستقبل. وإذا كان مهرجان "موازين" قد انطلق بهدوء، وحضور جماهيري قليل، في بدايته، أثناء سهرة المطربة السورية ميادة الحناوي، فإنه في حفل شاكيرا الختامي، انتهى بصخب ومرح وانطلاق، حيث تحول الليل في سماء الرباط إلى كتلة من النور والموسيقى والقصاصات الورقية الملونة التي كانت تتساقط من الجو، لتشكل مشهدا حيا ومتماوجا يشي بالفرح، فيما ودعت المطربة الكولومبية الجمهور، ملوحة بأيديها، وهي تردد بالعربية" شكرا الرباط"، لتنصرف إلى استكمال جولتها الفنية حول العالم، التي أطلقت عليها "الشمس تشرق"..