قدّم رئيس جبهة التغيير ثلاثة سيناريوهات يُمكن أن تحكم مجريات الانتخابات الرئاسية، وقد استعان عبد المجيد مناصرة بلغة المطاعم، لينقل موقفه للمتهافتين على "زردة الاستحقاق"، حيث توقع أن تضع الانتخابات القادمة الجزائريين أمام سيناريو الشخشوخة، أو الرفيس، وإن كان يرجّح سيناريو البغرير، حسب تعبيرات الرجل. يرى مناصرة أن الحملة الانتخابية لم تعد تجذب اهتمامات الناس، بل ما يؤرقهم هو التفكير بتخوف شديد فيما بعد الرئاسيات، ومردّ ذلك إلى الطريقة التي تُدار بها الانتخابات، وما سبقها من تدافعات،ُ ومثل في مجملها فخاخا أمام الاستحقاق الرئاسي، وألغامًا في طريق المستقبل. ورسم مناصرة، ثلاثة سيناريوهات، قد تفرزها الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وهي "سيناريو الشخشوخة"، في إشارة إلى كلام عبد المالك سلال، عندما صرح بلهجة الواثق من الصندوق، أن الجزائريين سيأكلون الشخشوخة يوم 18 افريل، احتفالا بفوز بوتفليقة بالعهدة الرابعة، وهو ما يقرأه على أن المرحلة ستمكّن لمزيد من بسط نفوذ الرئيس، وتعزيز اختياراته، حيث لا مستقبل في ظلّها للمعارضة والمقاطعة والمنافسة. أما الاحتمال الثاني الذي ورد في المساهمة الأسبوعية لوزير الصناعة الأسبق، فهو "سيناريو الرفيس"، كناية عن إمكانية نجاح علي بن فليس، لأن الرجل سبق له وأن قال "إذا نجحت كرئيس، فسوف نحتفل بالرفيس وليس بالشخشوخة"، ويفترض هذا السيناريو أن الانتخابات ستكون نزيهة، وصناديق الاقتراع محصنة ضد فيروس التزوير، ولكن هذا السيناريو ستمنعه السلطة التي يمثلها سلال، لأنه لا يعتبر الرفيس وأصحاب الرفيس "رزق ربي"، على حدّ تعبيره. ويعرض رئيس جبهة التغيير في الأخير، الافتراض الأكثر، وهو أن يجد الناخبون أنفسهم أمام سيناريو مليء بالثغرات كالبغرير، إذ يكون "الوضع سائلا يصعب لمّه بسهولة كسيولة عجينة البغرير"، وهو سيناريو يُحتمل حدوثه عندما "تقدم السلطة على التزوير الفج والمفضوح، في وجود مقاومة شديدة تمنع تمرير نتائجه بسهولة، ما قد يدفع بالوضع إلى حراك في الشارع يصعب إيقافه، وعندئذ سيتسّع الخرق على الراقع"، حينها ستضطرّ السلطة إلى الدخول في "تفاهمات تعالج بها الشرعية المفقودة، وتمنع تحوّل الاعتراض والتوتر إلى فوضى أو ثورة"، وهنا "يتم تقسيم البغرير إلى أطراف متعددة تستوعب الجهات المعنية"، ولكن هل هذا هو الحل؟ يتساءل مناصرة، قبل أن يردّ نافيًا ذلك بكلّ تأكيد، وفق صاحب المقال.