تجددت المواجهات، مساء أمس، بأحياء دواجي والشرطة في مدينة بجاية بين المتظاهرين من تلاميذ وشباب الأحياء وأفراد مكافحة الشغب الذين لجأوا إلى الاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وتوسعت المطاردة التي بدأت من مقر الولاية إلى عمق الأحياء الشعبية لتصبح أكثر ضراوة. من جهتهم، لجأ شباب الأحياء إلى وضع المتاريس والأعمدة الحديدية في الطرقات الرئيسية، لمنع تقدّم رجال الأمن. ولتفادي الانزلاق، اضطر والي بجاية إلى التدخل على المباشر عبر أمواج الإذاعة المحلية، ليطلب من أعيان المدينة وأولياء التلاميذ التدخل لإقناع التلاميذ والشباب بالانصراف والتوقف عن مواجهة رجال الأمن، حيث قال إن "المسألة ليست لعبة للتسلية". واستمرت المواجهات الحادة إلى ساعة متأخرة من مساء أمس. وللتذكير، فإن حدة المواجهات تسببت في إتلاف العديد من أملاك المواطنين، منها تضرر الكثير من السيارات التي كانت راكنة بالطرقات التي شهدت أعنف المواجهات إلى جانب تضرر بعض المحلات التجارية، ما دفع الكثير من التجار إلى غلق محلاتهم منذ بدء الاحتجاجات. كما أوقفت مصالح الأمن، ساعات بعد إطلاق سراح مجموعة من التلاميذ، مجموعة أخرى خلال المواجهات، وتم اقتيادهم إلى مراكز الشرطة. كما علمت "الخبر" أن عدد الجرحى في صفوف الشرطة بلغ 22 حالة، وأكبر عملية مداهمة سجلت خلال اقتحام أحياء دواجي وسيدي أحمد في سعيها لمحاصرة المتظاهرين، وهو ما خلّف إصابة العشرات من التلاميذ والشباب بجروح متفاوتة تم نقلهم إلى العيادات الصحية عبر سيارات الإسعاف والمتطوعين من المواطنين.