ذكرت مصادر إعلامية إسبانية متطابقة، أن سفير المغرب الجديد في مدريد، محمد فاضل بن يعيش الذي اعلن عن تعيينه أمس خلال مجلس للوزراء رأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد تخلى عن الجنسية الإسبانية التي يحملها منذ ولادته، كون والدته مواطنته إسبانية اقترن بها والده الراحل عندما كان يدرس الطب بإسبانيا. وأشارت ذات المصادر إن الدبلوماسي المغربي، اتخذ هذا الإجراء لأسباب أخلاقية وقانونية، لها صلة بالحصانة التي يتمتع بها الدبلوماسيون المعتمدون خارج بلادهم، فإذا ظل السفير محتفظا بجنسيته الإسبانية وهو يمثل بلاده فيها، فإنه يفقد الحصانة ويسري علبيه تطبيق القانون الإسباني في حالة ارتكابه مخالفة. وعلى الصعيد الأخلاقي، يبدو أن السفير اراد أن يضع حدا للأقاويل والتعليقات الصحافية التي سرت في المغرب منذ انتشارخبر عن تعيينه في المنصب الجديد، وبالتالي فإنه سيدخل السفارة المغربية مواطنا مغربيا وحيد الجنسية. وبصرف النظر عن نلك الاعتبارات التي لخا أهمية شكلية في الأعراف الدبلوماسية الدولية، فإن تعيين "بن يعيش" لقي على العموم ترحيبا في إسبانيا؛ وساء في وزارة الخارجية أو لدة هيئة رجال الأعمال وربما هي المرة الأولى التي يمثل فيها المغرب دبلوماسي له إلمام شامل بملف العلاقات بين البلدين،قريب جدا من مصدر القرار أي الديوان الملكي، حيث كان بن يعيش، بصفته مكلفا بمهمة، إلى جانب الملك محمد السادس وهو رفيق دراسته، مشرفا على ملف العلاقات بين البلدين الجارين ن في شقيها الاقتصادي والسياسي. وكثيرا ما تردد أنه قام بمهام سرية لم يعلن عنها لدى الجارة الإيبيرية. إلى ذلك تزامنت تسمية السفير الفاضل في مدريد مع مصادقة الغرفة الأولى في البرلمان المغربي على اتفاقية الصيد البحري المبرمة مع الاتحاد الأوروبي حيث لوحظ ان الموافقة اتسمت بالإجماع، وهي رسالة من النواب المغاربة نحو الجارة إسبانيا قبل الاتحاد الأوروبي،على اعتبار أن أكثر من مائة وحدة من قطع اسطول الصيد الإسباني هي المستفيدة قبل عيرها من مجموع 126، من نشاط الصيد في الشواطئ المغربية. وسيكون من باب تحصيل الحاصل أن يصوت بنفس الإجماع مجلس المستشارين على ذات الاتفاق قبل عطلة المؤسسة التشريعية ابتداء من 18 من الشهر الجاري ؛ وإذا تعذر على الغرفة الثانية التصويت قبل التاريخ المذكور فإن الدورة التشريعية قد تمدد قليلا لإنجاز العملية. وعلى صعيد آخر، يقوم، الأدميرال فرناندو غارثيا سانشيث، القائد العام للقوات المسلحة الإسبانية، بزيارة إلى المغرب ابتداء من يوم أمس يجري خلالها مباحثات مع الوزير المنتدب المكلف إدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي وكذا مع نظيره الجنرال عبد العزيز بناني، قائد المنطقة الجنوبية، تتناول قضايا التعاون بين القوات المسلحة في البلدين. ويتفقد القائد العسكري الإسباني الرفيع، وحدات من الأسلحة الثلاثة في عدد من الثكنات التابعة للقوات المسلحة الملكية فيكل من الدارالبيضاء ومراكش وأكادير، طبقا لما ذكرته مصادر صحافية إسبانية. اجدر الإشارة إلى أنه لم يعلن عن المهمة التي ستسند إلى السفير السابق أحمدو ولد سويلم، هل سيظل في الخارجية المغربية أم قد يحظى بوظيفة جديدة في الداخل أو الخارج، تؤهله مواقفه من الوحدة الترابية للمملكة بعد تحرره وقراره من وهم "جمهورية البوليساريو".