شهد منتجع سوتشي الروسي طقسا مشمسا وسماء ملبدة جزئيا بالسحب في يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي انطلقت أمس. كما شهدت مواقع المنافسات الجبلية في كراسنايا بوليانا سماء صافية، ويتوقع خبراء الأرصاد استمرار نفس الطقس خلال الأيام القليلة المقبلة. ووصل نجما هوليوود الشهيران براد بيت وشريكة حياته أنجلينا جولي أمس (الجمعة) إلى المنتجع لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وأعلن منظمو الأولمبياد بحسب وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس»، أن النجمين سيبقيان عدة أيام في سوتشي في زيارة خاصة للمنطقة. ومن المنتظر مشاهدة النجمين خلال حفل افتتاح الأولمبياد في استاد «فيشت». يذكر أن بيت (50 عاما) افتتح مهرجان موسكو السينمائي الدولي في دورته الخامسة والثلاثين في يونيو (حزيران) الماضي. ولعبت جولي (38 عاما) دور عميلة أميركية مولودة في الاتحاد السوفياتي في فيلم الحركة «سالت» عام 2010. وجود العشرات من قادة العالم حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي وغياب آخرين أمر لافت للنظر. وشارك أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة في حفل الافتتاح أمس (الجمعة) في منتجع البحر الأسود، ومنهم الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي سيغادر بلاده في خضم أزمة سياسية والرئيس الصيني تشي جين بينغ. لكن قادة آخرين أمثال الرؤساء الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والألماني يواكيم غاوك، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لن يشاركوا في الاحتفال. ويعد تغيبهم إلى حد ما احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان التي تنتقدها المنظمات غير الحكومية في روسيا. وتشدد روسيا واللجنة الدولية الأولمبية على القول، إن رئيس الدولة ليس مضطرا لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، كما ينص على ذلك البروتوكول. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس الماضي أولئك الذين يحصون عدد القادة الأجانب الذين سيحضرون هذا الاحتفال، معتبرا أن هذا «تصرف غبي». وأضاف لافروف: «لا أتذكر واحدة من دورات الألعاب الأولمبية سادتها ثرثرات مماثلة». إلا أن روسيا استعدت جيدا لأن تفرش السجادة الحمراء للقادة الذين تريد استقبالهم. وانتقدت المعارضة الأوكرانية وجود فيكتور يانوكوفيتش في هذا الاحتفال، مشيرة إلى أن ذهابه إلى سوتشي أمر غير مناسب فيما تجتاز البلاد أزمة سياسية خطرة. وفي الأيام المقبلة، سيجري بوتين محادثات ثنائية مع مسؤولين كبار سيصلون إلى سوتشي، وخصوصا الرئيس تشي جين بينغ ورئيسي الوزراء التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. من جهته، وجه رئيس اللجنة الدولية الأولمبية توماس باخ الثلاثاء الماضي تحذيرا شديد اللهجة من تسييس الألعاب الأولمبية، ملمحا إلى البلدان الغربية التي تسعى إلى ممارسة ضغوط على روسيا بسبب وضع حقوق الإنسان في البلاد. وحذرت إدارة أمن النقل الأميركية مؤقتا حمل السوائل والمواد الهلامية والمساحيق والمعجون على الرحلات الجوية بين روسياوالولاياتالمتحدة. وقال المسؤول أمس إنه يسمح بوضع هذه المواد في الأمتعة التي تخضع لعمليات فحص. وأصدرت الولاياتالمتحدة تحذيرا يوم الأربعاء الماضي للمطارات وبعض شركات الطيران التي تنظم رحلات إلى روسيا لحضور دورة الألعاب الأولمبية بضرورة فحص أنابيب معجون الأسنان التي يمكن أن تحمل مكونات لصنع قنبلة على متن الطائرة. ووضعت القوات الروسية في حالة تأهب قصوى لدرء هجمات محتملة لمتشددين خلال الدورة. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقابلة مع شبكة «إن بي سي نيوز» إنه لا علم له بتهديدات محددة لدورة سوتشي. وأضاف كيري أنه سيكون مرتاحا ولن يشعر بالقلق إذا سافرت ابنته إلى روسيا لحضور دورة الألعاب الأولمبية. وقال كيري: «كما ذكرت إذا أراد أميركي حضور دورة الألعاب الأولمبية فسأقول له اذهب حتى لو كانت ابنتي». وقال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ أمس (الجمعة) إن لديه تأكيدات من السلطات الروسية بأنها ستلتزم بالميثاق الأولمبي الذي يرفض التفرقة بين الناس. وأضاف باخ للصحافيين قبل ساعات من افتتاح أولمبياد سوتشي 2014، أن اللجنة الأولمبية الدولية تدين «أي نوع من التفرقة أيا كان». وقال: «سواء كانت التفرقة عرقية أو بسبب النوع أو لأي سبب آخر.. مسؤوليتنا هي تطبيق الميثاق الأولمبي بالنسبة للألعاب الأولمبية وللمشاركين فيها. وفيما يتعلق بذلك تلقينا تأكيدات من السلطات الروسية بأن الميثاق سيطبق». وحين سئل بشأن مسألة الأمن في أولمبياد سوتشي قال باخ، إن التهديدات ضد الألعاب الأولمبية معتادة. ووضعت القوات الروسية في حالة تأهب تحسبا لهجمات محتملة لمتشددين. وأكد باخ أن الجو العام يتسم بالهدوء وأن الرياضيين المشاركين لا يشعرون بالخوف. وقال: «إذا تحدثت مع الرياضيين في القرية الأولمبية.. فإنهم جميعا يشعرون بالارتياح. الجو رائع جدا في القرية وأنا على يقين من أن هذه الأجواء الأولمبية ستنتقل من القرية الأولمبية لتشيع بين الجمهور وأثناء الألعاب». وأضاف: «الشمس مشرقة أثناء ممارسة الألعاب وعلى الرياضيين، وذلك سيشجع ويحفز الرياضيين في المنافسات على بذل قصارى جهدهم في الألعاب الأولمبية الشتوية». ويستمر أولمبياد سوتشي الذي انطلق أمس رسميا حتى يوم 23 فبراير (شباط) الحالي. ووصلت درجات الحرارة في سوتشي صباحا إلى ثلاث درجات سليسيوس في حين ظلت تحت درجة التجمد في كراسنايا بوليانا، حيث يخوض عدد من الرياضيين والرياضيات المشاركين في الدورة تدريباتهم استعدادا للمنافسات.