افاد استطلاع للرأي أجري أخيرا لفائدة جريدة "الباييس" الإسبانية،نشرت نتائج تفاصيله يومه الأحد، أن الحزب الاشتراكي المعارض سيتفوق على الحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية لعضوية البرلمان الأوروبي، المقرر إجراؤها في شهر مايو المقبل. وكان استطلاع آخر أجرته ذات الجريدة في وقت سابق، بخصوص ميول الناخبين في التشريعيات في خالة أجرائها وقت الاستطلاع، قد أكد نفس توجه الناخبين نحو الابتعاد عن الحزب الشعبي الحاكم دون أن يستفيد من ذلك كلية و بالمطلق الحزب الاشتراكي المعارض، علما أن النتيجة النهائية لصالح الحزبين مرهونة بالتطورات الداخلية في إسبانيا وتداعيات مجموعة من القضايا الصعبة التي تواجهها الحكومة اليمينية مثل الأزمة الناشبة في اقليم كاتالونيا وقانون الإجهاض المثير لجدل اجتماعي وسياسي واسع، فضلا عن تأخر نتائج الإجراءات الاقتصادية التقشفية التي اتخذتها الحكومة الحالية لعلاج الازمة التي خلفها الاشتراكيون. وحسب ذات الاستطلاع فإن نتيجة الحزبين الكبيرين ستكون متقاربة في المقاعد، خلاف الأصوات، إذ لا يفترقان إلا بمقعد واحد وهو ما تترجمه نسبة المصوتين لصالح كل فريق، أذ من المقدر ان تصل نسبة المقترعين لصالح الاشتراكيين إلى 28 في المائة بينما تقف عند 26.4 بالنسبة للحزب الشعبي. مع ترك الباب مفتوحا لاحتمالات المستقبل. غير أن الاستطلاع ورغم الفارق النسبي بين الحزبين فإنه يعكس بوضوح تراجع شعبية الحزب الحاكم ؛ ولعله يؤدي ضريبة مجموعة من الأخطاء ضمنها المخالفات المالية التي تورط فيها بعض قيادييه وقانون الإجهاض وتشدد اليمين حيال الازمة السياسية في كاتالونيا. ما جعل خسارة "الشعبي " تصل إلى 16 نقدة،مقارنة بنتائج استحقاقات 2009 بينما تقف خسارة الاشتراكيين عند حدود 10 نقط فقط. وبرأي المحللين فإن هناك عوامل أخرى ستؤثر في نتيجة هذا الحزب أو ذاك، وأهمها من سيترأس قائمة المرشحين حيث تتفاوت الصعوبات بين المعسكرين، فالحزب الشعبي موزع بين اختيار وزير الداخلية الأسبق "ماجور أوريخا" الذي سيرضي الجناح المحافظ في الحزب، وفي حالة عدم الفوز في الانتخابات الأوروبية فإن الخسارة ستكون متقاسمة بين رئيس الحزب، ماريانوراخوي، وجناحه المحافظ ؛بينما سيجني وحده ثمار تفضيله لوزير الصيد والزراعة الحالي "إلياس كانييطي" مع الإشارة إلى أن البرلمان الأوروبي اصبح له دور تقريري أكبر من ذي قبل حيث ينتخب رئيس الاتحاد. ويواجه الاشتراكيون صعوبات من نوع آخر لها علاقة بزعامة الحزب مستقبلا فإذا نجح اختار الأمين العام الحالي للقائمة التي سترأسها , رايمونخاوركي، الوزير السابق بمجلس الوزراء، وإيلينا فلنثيانو، نائبة الأمين العام ؛ أذا فاز هذا الرهان، فقد يدفع "الفريدو روبالكابا " إلى الترشح مجدد لمنصب الأمين العام. إلى ذلك، سجلت يومية "الباييس" أن الناخبين الإسبان، باتوا متشككين في الانتماء إلى أوروبا أكثر من ذي قبل بنسبة 12 نقطة، فقد اعتقدوا في الماضي أن "بروكسيل" هي التي فتحت أمامهم ابواب المستقبل الزاهر، بينما يرونها حاليا، وفي ظرف الأزمة، مصدر مشتكاهم وتعاستهم الاقتصادية، على اعتبار أن التدابير التقشفية والاقتطاعات المالية، تمليها المجموعة الأوروبية. وكرد فعل على الإحساس الشعبي المتنامي بعدم جدوى الاندماج في أوروبا، فمن المتنوع أن ترتفع نسبة المتغيبين عن صناديق الاقتراع إلى عتبة 54 في المائة مع اختلاف الاسباب بين ناخب وأخر وفئة اجتماعية وأخرى. وفي حال هذا السيناريو، سيكون تصويت الناخبين الإسبان، هم وغيرهم في الدول الاوروبية، عقابا مزدوجا للحكومات القائمة، على سياساتها في الداخل وعلى امتثالها للإملاءات الصادرة من بروكسيل. وبمرور الوقت، سيضيق هامش المناورة أمام الحزب الشعبي الحاكم، ولا ينتظر تحقيق معجزة اقتصادية نغير رأي الناخبين، وليس بيد الحكومة سوى التعلق بأمال الانتعاش الاقتصادي في العام 2015 موعد الاستحقاقات البلدية.وهو رهان ليس ضمونا مائة في المائة.