كشفت بريطانيا أمس عن وثائق سرية حول محاولات الرئيس الأسبق للاتحاد السوفيتي المنهار ميخائيل جورباتشوف إقامة علاقات أوثق مع الغرب, في الوقت الذي كانت فيه الحرب الباردة علي أشدها. وأظهرت الوثائق أن زيارة جورباتشوف لبريطانيا بناء علي دعوة من رئيسة الوزراء مارجريت ثاتشر عام1984 ساعدت علي تغيير مسار الحرب الباردة بإقناع المرأة الحديدية وحليفها الرئيس الأمريكي, في ذلك الوقت رونالد ريجان إن الاتحاد السوفيتي ربما يقوده قريبا رجل يمكن للغرب التعامل معه. وقالت ثاتشر لريجان في مذكرة, اعتبرت سرية, بعد ساعات من محادثاتها مع جورباتشوف عن سباق التسلح في الحرب الباردة وجدته بالتأكيد رجلا يمكن التعامل معه بل انني أعجبت به بعض الشيء, فلا شك أن ولاءه كامل للنظام السوفيتي لكنه مستعد للانصات ولإجراء حوار حقيقي واتخاذ قراره بنفسه. كما كشفت الوثائق أن ثاتشر تنازعت مع جورباتشوف في منتجع بريطاني, يرجع تاريخه للقرن السادس عشر, علي مدي ساعات بشأن القيود علي هجرة اليهود ومزايا الرأسمالية والشيوعية, بالإضافة إلي سباق التسلح بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي. كما تضمنت الوثائق معلومات حول أول اجتماع رسمي بين تاتشر ورئيس وزراء جنوب أفريقيا في يونيو1984, حيث كشفت الوثائق أن تاتشر لم تضغط كثيرا من أجل الإفراج عن الزعيم الراحل نيسلون مانديلا الذي كان يقضي في ذلك الوقت عقوبة بالسجن مدي الحياة لمحاولة الإطاحة بالحكومة. وفي إطار سلسلة الوثائق السرية التي أفرجت عنها بريطانيا أمس, كشفت احدي الوثائق عن غضب الحكومة البريطانية عام1984 من قيام مسئولين أمنيين فرنسيين بزرع متفجرات في مقر إقامة السفير الفرنسي لاختبار قدرة الشرطة البريطانية. وأظهرت الوثائق التي أصدرها الأرشيف الوطني البريطاني بعد ثلاثة عقود من السرية, الحادث الذي قام فيه مسئول أمني فرنسي بزرع قنبلتين قبل يوم من زيارة الرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا ميتران. وأعرب وزراء في حكومة ثاتشر في ذلك الوقت عن غضبهم, لاسيما في ظل رفض فرنسا الاعتذار عن الحادث.