دعا السفير الأميركي في تونس جاكوب والس رئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة إلى «تشكيل حكومة غير متحزبة وقادرة على توفير مناخ آمن لإجراء انتخابات نزيهة». يأتي ذلك غداة اتفاق على تكليف جمعة رئاسة الحكومة، بعد مشاورات دامت أكثر من شهر ونصف برعاية «الرباعي»، من أجل الوصول إلى حل ينهي الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ من أربعة أشهر، اثر اغتيال النائب المعارض للإسلاميين محمد البراهمي. وخلال مؤتمر صحافي أمس، نفى السفير الأميركي ترشيح واشنطن جمعة للمنصب، مؤكداً تعهد بلاده بمساندة الانتقال الديموقراطي في تونس. وكان والس يرد على ما أوردته صحف فرنسية حول ضغط الاتحاد الأوروبي لفرض رئيس الحكومة المكلف. وأشار والس إلى أن المساعدات الأميركية لتونس منذ كانون الثاني (يناير) 2011، بلغت 350 مليون دولار وأن استمرارها رهن بنجاح المسار الديموقراطي. تزامن ذلك مع تأكيد صندوق النقد الدولي أن منح تونس الأقساط المتبقية من القروض المستحقة لها، رهن بتجاوزها الأزمة السياسية، وطالب الصندوق بتشكيل حكومة كفاءات تنهي الأزمة وتشرع في الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وأطلق مهدي جمعة أمس، مشاورات لتشكيل حكومته والتقى رئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر الذي جدد دعمه لرئيس الوزراء الجديد، فيما صرح جمعة عقب اللقاء بأنه «سيلتزم بخريطة الطريق التي تمت على أساسها مشاورات الحوار الوطني وأنه سيشكل حكومة من الكفاءات المستقلة». وكان جمعة (وزير الصناعة في الحكومة الحالية) بدأ عقب اختياره رئيساً لحكومة الكفاءات العتيدة نهاية الأسبوع الماضي، في الاتصال بالأحزاب السياسية للتشاور من أجل تشكيل حكومته. ورافقت اختياره رئيساً للوزراء احتجاجات من قبل عدد من أحزاب المعارضة التي عبرت عن عدم موافقتها للطريقة التي تم بها الاختيار، لكنها في الوقت ذاته، أمهلت جمعة فرصة لتشكيل حكومته حتى تحكم عليه نهائياً، إما بالدعم أو بالمعارضة. وينتظر أن تقدم حكومة علي العريض استقالتها في الأيام المقبلة إلى رئيس الجمهورية منصف المرزوقي الذي سيتولى بدوره تكليف مهدي جمعة بتشكيل حكومة جديدة في مدة لا تتجاوز أسبوعين، كما تنص «خريطة طريق» الحوار الوطني. ويحظى جمعة بدعم من الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) واتحاد رجال الأعمال وعدد من الأحزاب السياسية، في الحكم والمعارضة، إضافة إلى دعم من الاتحاد الأوروبي الذي عبرت وزيرة خارجيته كاترين أشتون عن ارتياحها لاختيار رئيس الحكومة الجديد، داعية إلى تشكيل حكومة كفاءات مستقلة والتحضير لانتخابات في أسرع وقت.