أكدت وزارة الاتصال وجود تحسن ملحوظ في مؤشرات حرية الصحافة بالمغرب بحيث تراجعت نسبة الحالات التي كانت تصنف ضمن التضييق على الصحفيين، مع وضع آلية لتتبع وبحث هذه الحالات. كما تراجع عدد القضايا المرفوعة أمام القضاء ذات الصلة بالصحافة، وذلك من 106 قضية سنة 2012 إلى 61 قضية، إلى متم شهر أكتوبر 2013، إضافة إلى أنه لم تتم مصادرة أي منبر صحفي، أو إغلاق أي موقع إلكتروني بقرار إداري. وأوضحت الوزارة في بيان تلقى موقع "مغارب كم" نسخة منه، بمناسبة الاحتفال اليوم الجمعة باليوم الوطني للإعلام، أنه على مستوى المجال السمعي البصري، شهدت سنة 2013 انطلاق التنزيل الفعلي لمقتضيات دفاتر التحملات الخاصة بقنوات الإعلام العمومي، والتي صدرت بالجريدة الرسمية بتاريخ 22 أكتوبر 2012، بحيث انطلق العمل على تكريس مبادئ الحكامة والشفافية وتكافؤ الفرص، من خلال جعل عملية اللجوء إلى الإنتاج الخارجي تتم وفق نظام طلبات العروض. وأضافت الوزارة أنه تم إرساء لجان للأخلاقيات بمؤسسات القطب الإعلامي العمومي، وتعزيز مبادئ التعددية والتنوع، وتقوية التعددية السياسية خاصة من خلال البرامج الحوارية، إضافة إلى إطلاق الورش الطموح المتعلق بالانتقال إلى البث الرقمي الأرضي، من أجل ضمان الوفاء بالالتزامات الدولية للمغرب. كما تمت المصادقة على المذكرة التوجيهية لعقد البرنامج للمرحلة المقبلة والاستعداد لاعتماده، بالموازاة مع العمل على تنمية ودعم القدرات المالية لقنوات الإعلام العمومي. وفي مجال الصحافة المكتوبة، تميزت السنة الحالية، تضيف الوزارة، بتوقيع عقد برنامج جديد بين الوزارة والناشرين، لتأهيل المقاولة الصحفية المغربية، مع رفع مستوى الدعم، الذي يروم تقوية حجم المقروئية والتوزيع والانتشار والتكوين والتحديث الالكتروني، مع الحرص على دعم التعددية والصحافة الجهوية. كما تم تحقيق تقدم هام في مجال إصلاح قوانين الصحافة والنشر، وذلك من خلال اعتماد مقاربة تشاركية لإعداد مشروع مدونة حديثة وعصرية، خالية من العقوبات السالبة للحرية، من شأنها أن تعزز ضمانات ممارسة المهنة، وتعزز الاعتراف القانوني للصحافة الإلكترونية، وتقوي دور القضاء، وتشجع على التنظيم الذاتي للمهنة. وبخصوص صحافة الوكالة، أكد البيان، أنه تم تطوير خدمات جديدة لوكالة الأنباء المغربية مع رفع إنتاجيتها، ومواكبة ترسيم الأمازيغية، من خلال إطلاق بوابة إخبارية بالأمازيغية، وتوسيع تمثيليات الوكالة بالخارج. مضيفا انه في مجال التكوين، تم استكمال آخر شطر من ورش بناء المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، والتحاق أول فوج به. كما تم فتح سلك ماستر متخصص في اقتصاد الإعلام بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، علاوة على إنجاز دراسة أولية لمشروع إحداث الأكاديمية العليا للإعلام والاتصال. كما عرفت هذه السنة تعديل المرسوم المتعلق بالجائزة الوطنية للصحافة، حيث تم تعزيزها بإضافة ثلاثة أصناف، ويتعلق الأمر بالإنتاج الأمازيغي والإنتاج الحساني والصحافة الإلكترونية، مع الرفع من قيمة الجائزة التقديرية الكبرى. وسعيا للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والمهنية للعاملين بالقطاع، يضيف البيان، تم العمل على تفعيل اتفاقية دعم جمعية الأعمال الاجتماعية لفائدة الصحافيين، والرفع من الدعم المخصص لبطاقات التنقل عبر القطار، واعتماد اتفاقية للتكوين المستمر لكافة الصحفيين، إضافة إلى تنظيم زيارات استطلاعية إلى الخارج لفائدة الصحفيين، وبرمجة دورات تكوينية متخصصة، وذلك بهدف الرفع من قدراتهم المهنية، كما تم إرساء لجنة التحكيم للبت في المنازعات بين الصحفيين والمقاولات. وأضاف البيان، أن كل هذه المؤشرات الدالة، والأوراش الإصلاحية المفتوحة والمبرمجة، تبرز بوضوح، أهمية وجدية العمل المتواصل والدؤوب الذي تباشره وزارة الاتصال وبشراكة مع كافة الهيئات والمنظمات المعنية بمجال الإعلام بالمغرب، وذلك من أجل تطوير المنظومة الإعلامية، بما يتلاءم والتطلعات التي يصبو إليها المهنيون والعاملون في هذا القطاع الحيوي. واعتبرت الوزارة أن هذا الاحتفال الذي تم إقراره منذ 21 سنة، يشكل مناسبة توجه فيها وزارة الاتصال تهانيها ومتمنياتها إلى نساء ورجال الإعلام، مشيدة بالمجهودات والتضحيات التي يبذلونها، في سبيل توفير خدمة إعلامية مهنية ومسؤولة، لمواكبة تحولات المجتمع وخدمته والسعي للرقي به، في استحضار لأهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وسائل الإعلام الوطنية بمختلف مكوناتها، في تتبع قضايا الشأن العام، تعزيزا للمسار الديمقراطي الذي انخرطت فيه المملكة. كما يتيح تخليد اليوم الوطني للإعلام فرصة مناسبة للوقوف على الأوراش المفتوحة في القطاع، من قبيل تطوير المنظومة الإعلامية ببلادنا، والرقي بأوضاع العاملين في قطاع الإعلام والاتصال، ومواصلة التأهيل القانوني والمهني لهياكله ومؤسساته، تفعيلا لمقتضيات الدستور ووفقا للالتزامات الدولية للمغرب. وانتهزت الوزارة مناسبة تخليد اليوم الوطني للإعلام، كي تستحضر باعتزاز وتقدير، إسهامات وعطاءات الإعلاميين المغاربة، الذين انتقلوا إلى جوار الله خلال هذه السنة، راجية أن يتغمدهم الله برحمته الواسعة، وأن يسكنهم فسيح جناته.