وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة “يخلد المغرب اليوم الوطني للإعلام، في ظل تبلور إرادة جماعية لتنزيل ما جاء به الدستور على مستوى تعزيز الحريات الصحافية، والارتقاء بالأخلاقيات المهنية، وتعزيز التعددية، باعتبار ذلك شرطا للتطور الديمقراطي. وإذ نحتفل بهذا اليوم، بعد مرور عشرين سنة على إطلاقه، نهنئ نساء ورجال الإعلام والصحافة والاتصال ونجدد التقدير للمجهود المبذول لخدمة المجتمع. في هذا السياق، عرفت السنة التي تفصلنا عن آخر احتفال باليوم الوطني للإعلام الانخراط في عدد من الأوراش الكبرى التي تروم تطوير المنظومة الإعلامية ببلادنا طبقا لمضامين الدستور الجديد، وانسجاما مع الالتزامات الدولية للمغرب بهذا الخصوص، وتطويرا لرسالة الإعلام والصحافة في تعزيز فضاء الديمقراطية ببلادنا، والعمل على معالجة التحديات القائمة. كما يأتي تخليذ اليوم الوطني للإعلام والمغرب يخوض ورش إعادة النظر في عدد من التشريعات وإرساء وتفعيل عدد من المؤسسات المرتبطة بقطاع الإعلام، وفق مقاربة تشاركية تساهم فيها كل الفعاليات والهيئات والأفراد ذات الارتباط بالقطاع. في هذا الصدد، وفي سياق تأهيل الفضاء السمعي البصري و الارتقاء بمستوى أداء وحكامة وجودة القطب العمومي، تمت المصادقة على دفتري التحملات التي تخص كلا من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد القناة الثانية. ويتجه عزم الجميع على إعداد عقد برنامج متقدم خاص بالقنوات العمومية يضمن توفير الإمكانات المادية والبشرية، لتحقيق التأهيل المنشود ورفع تحديات الجودة والتنافسية والتحول الرقمي. فيما يتعلق بالصحافة، وتعزيزا للمكتسبات التي تحققت خلال العقد الأخير تم إعداد عدد من المشاريع التي تستهدف صياغة مدونة موحدة وحديثة وعصرية للصحافة والنشر، تعزز قيم الحرية والمسؤولية، وتوفر الشروط المثلى لممارسة مهنة الصحافة، وتحقق سبل الوصول إلى المعلومة، وذلك بهدف رفع تحديات المهنية والتعددية والتنافسية والمقروؤية، وتحقق الاعتراف القانوني والمهني للصحافة الإلكترونية، وتعيد الاعتبار للصحافة الجهوية باعتبارها إحدى المكونات الأساسية في بلادنا التي تتجه لتعزيز الجهوية المتقدمة. كما يتم العمل بالتعاون والتشارك مع كافة الفاعلين، من أجل إنشاء مجلس وطني للصحافة بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية، للتأسيس لتنظيم ذاتي يسهر على أداء إعلامي مهني، حر ومسؤول ومحترم لأخلاقيات المهنة. بالموازاة مع ذلك، انطلق العمل من أجل التأهيل القانوني والمؤسساتي للمقاولة الإعلامية ودعم قدراتها البشرية مع تعزيز حكامة وشفافية الدعم العمومي للقطاع. تم أيضا خلال هذه السنة العمل على تطوير أداء ورسالة وكالة المغرب العربي للأنباء، وذلك من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات العملية والملموسة قصد تعزيز وتأهيل الموارد البشرية داخل الوكالة، واعتماد ميثاق جديد للأخلاقيات، وتطوير خدمات جديدة، إضافة إلى تدعيم الشبكتين الوطنية والدولية للوكالة. وفي إطار دعم العاملين في قطاع الصحافة ببلادنا وتحسين ظروف ممارستهم المهنية، تم توقيع اتفاقية تهم تقوية قدرات الصحفيين ودعم التكوين المستمر لفائدة كافة الجسم الصحفي٬ واتفاقية ثانية تتعلق بدعم الأعمال الاجتماعية لفائدة العاملين بقطاع الصحافة المكتوبة. كما تم خلال هذه السنة رفع عدد بطائق التنقل المجاني عبر القطارات لفائدة الصحفيين، لتسهيل قيامهم بمهامهم وضمان تمكينهم من تأدية واجبهم في أفضل الظروف. إننا نحتفل اليوم جميعا باليوم الوطني للإعلام وكلنا عزم على مواصلة إصلاح منظومة الإعلام ببلادنا، والارتقاء بأوضاع العاملين المهنية والاجتماعية، ومواصلة هذه الأوراش المتعددة. وإذ تؤكد الوزارة على أن النجاح في هذه الأوراش مشروط باعتماد المقاربة التشاركية لتطوير والنهوض بقطاع الصحافة والإعلام ببلادنا، تدعو الجميع إلى المساهمة الفعالة لكي نحقق جميعا الإصلاح المنشود”.