عددت وزارة الاتصال عددا من المكاسب والأوراش التي اعتبرتها مكاسب للإعلام الوطني وذلك بمناسبة تخليد الجسم الإعلامي المغربي لليوم الوطني للإعلام، معتبرة أن الاحتفاء بهذا اليوم من سنة 2012 جاء في إطار «تبلور إرادة جماعية لتنزيل ما جاء به الدستور على مستوى تعزيز الحريات الصحافية، والارتقاء بالأخلاقيات المهنية، وتعزيز التعددية، باعتبار ذلك شرطا للتطور الديمقراطي». محمد لغروس في هذا السياق، يأتي هذا اليوم حسب الوزارة الوصية «والمغرب يخوض ورش إعادة النظر في عدد من التشريعات وإرساء وتفعيل عدد من المؤسسات المرتبطة بقطاع الإعلام، وفق مقاربة تشاركية تساهم فيها كل الفعاليات والهيئات والأفراد ذات الارتباط بالقطاع». وهو ما دفع إلى الانخراط «في عدد من الأوراش الكبرى التي تروم تطوير المنظومة الإعلامية بالمغرب طبقا لمضامين الدستور الجديد، وانسجاما مع الالتزامات الدولية للمغرب بهذا الخصوص، وتطويرا لرسالة الإعلام والصحافة في تعزيز فضاء الديمقراطية ببلادنا، والعمل على معالجة التحديات القائمة». في هذا الصدد، سجلت الوزارة ما تم في سياق تأهيل الفضاء السمعي البصري و الارتقاء بمستوى أداء وحكامة وجودة القطب العمومي، من مصادقة على دفتري التحملات التي تخص كلا من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة صورياد القناة الثانية. وفق إرادة جماعية تؤكد الوزارة على إعداد عقد برنامج متقدم خاص بالقنوات العمومية يضمن توفير الإمكانات المادية والبشرية، لتحقيق التأهيل المنشود ورفع تحديات الجودة والتنافسية والتحول الرقمي.وفيما يخص الصحافة، وتعزيزا للمكتسبات التي تحققت خلال العقد الأخير تقول وزارة الاتصال فقد «تم إعداد عدد من المشاريع التي تستهدف صياغة مدونة موحدة وحديثة وعصرية للصحافة والنشر، تعزز قيم الحرية والمسؤولية، وتوفر الشروط المثلى لممارسة مهنة الصحافة، وتحقق سبل الوصول إلى المعلومة، وذلك بهدف رفع تحديات المهنية والتعددية والتنافسية والمقروؤية، وتحقق الاعتراف القانوني والمهني للصحافة الإلكترونية، وتعيد الاعتبار للصحافة الجهوية باعتبارها إحدى المكونات الأساسية في بلادنا التي تتجه لتعزيز الجهوية المتقدمة». في نفس المجال تابعت الوزارة أنه يتم أيضا العمل بالتعاون والتشارك مع كافة الفاعلين، من أجل إنشاء مجلس وطني للصحافة بكيفية مستقلة وعلى أسس ديمقراطية، للتأسيس لتنظيم ذاتي يسهر على أداء إعلامي مهني، حر ومسؤول ومحترم لأخلاقيات المهنة. كما انه وبالموازاة مع ذلك، انطلق العمل من أجل التأهيل القانوني والمؤسساتي للمقاولة الإعلامية ودعم قدراتها البشرية مع تعزيز حكامة وشفافية الدعم العمومي للقطاع. تعليقا عن المكاسب المعددة وحول المناسبة الشرط المتمثلة في اليوم الوطني للإعلام قال يحي اليحياوي، الخبير في مجال الإعلام والاتصال، إن التعددية بالإعلام بصفة عامة أصبحت غاية في حد ذاتها، واعتبر اليحياوي أن تعدد الإذاعات والجرائد والقنوات مثلا لا يعني بالضرورة وجود تعددية في المضامين والرؤى والأفكار، خالصا إلى كون الإعلام عامة يقدم صورة نمطية حول التعددية تستند إلى الشكل أكثر منه إلى المضامين. اليحياوي، الذي قلل من التوجه والحديث عن المكتسبات في هذا المجال وفي هذه الظرفية القصيرة بالقول إن الحديث عن المكتسبات في هذا المجال يحتاج إلى سنوات وليس إلى شهور وتابع اليحياوي في حديث ل «التجديد» بالقول إن المهم من فتح الأوراش هو الذهاب فيها حتى النهاية وهو أيضا تطبيقها على أرض الواقع ومساءلة الأثر والعائد الذي تخلفه.وحول المكتسبات التي يرى الخبير الإعلامي أن الإعلام الوطني حققها خلال العقد الأخير، قال إنها تتجلى أساسا في هامش الحريات الذي توسع بشكل كبير قياسا بمرحلة السبعينات وبداية الثمانينات. مُسجِّلا انفتاحا في الحقل الإعلامي المغربي على المشهد السياسي والقضايا الاجتماعية والثقافية. وأضاف الباحث في قضايا الإعلام وصاحب أكثر من 10 دراسات في الموضوع إن هذا المكتسب كان نتيجة تراكمات حققها الصحفيون والمثقفون وناضلوا من أجلها، إلى جانب العولمة والثورة التكنولوجية وانتشار شبكة الانترنت والمواقع الاجتماعية واليوتيب. وبالعودة إلى ما عددته وزارة الاتصال بالمناسبة تم تسجيل ما تم هذه السنة من عمل «على تطوير أداء ورسالة وكالة المغرب العربي للأنباء، وذلك من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات العملية والملموسة قصد تعزيز وتأهيل الموارد البشرية داخل الوكالة، واعتماد ميثاق جديد للأخلاقيات، وتطوير خدمات جديدة، إضافة إلى تدعيم الشبكتين الوطنية والدولية للوكالة».وفي إطار دعم العاملين في قطاع الصحافة وتحسين ظروف ممارستهم المهنية، ذكرت الوزارة بما تم من توقيع للاتفاقية التي تهم تقوية قدرات الصحفيين ودعم التكوين المستمر لفائدة كافة الجسم الصحفي، والاتفاقية الثانية المتعلقة بدعم الأعمال الاجتماعية لفائدة العاملين بقطاع الصحافة المكتوبة. ذلك بعد أن أشارت الوزارة إلى خطوة الرفع من عدد بطائق التنقل المجاني عبر القطارات لفائدة الصحفيين، لتسهيل قيامهم بمهامهم وضمان تمكينهم من تأدية واجبهم في أفضل الظروف. الوزارة أكدت في نهاية منشورها الذي عمم على وسائل الإعلام على أن «النجاح في هذه الأوراش مشروط باعتماد المقاربة التشاركية لتطوير والنهوض بقطاع الصحافة والإعلام ببلادنا، تدعو الجميع إلى المساهمة الفعالة لكي نحقق جميعا الإصلاح المنشود».