حمّل عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، عباس ميخاليف، الرئيس الشرفي للحزب، عبد العزيز بوتفليقة، مسؤولية تفكيك الأفلان وإضعافه وإفراغه من محتواه، ودعا رموز "الجبهة" إلى استرجاع الحزب غداة إحياء ذكرى ثورة نوفمبر. تساءل رئيس الكتلة البرلمانية سابقا للحزب العتيد، في رسالة "رثاء" مطولة وجهها، أمس، إلى أعضاء اللجنة المركزية، عن التزامات الرئاسة الشرفية أمام اللجنة المركزية، فيما "أصاب الأفلان من ضربات موجعة أدخلته في غيبوبة، وحولته من حزب رائد إلى هيكل بائد"، مضيفا أن "شرعية" الحزب أصبحت تستعمل لتحريم الحلال وإباحة الحرام، وتستغل قدسيته في تزكية الفساد وظلم العباد، ليحول إلى أكبر شاهد صامت لا يقوى على إعلاء كلمة الحق التي أسست لوجوده وأعلنت صرخة ميلاده؟ ما هي حدود مسؤولياتنا أمام أنفسنا وأمام المناضلين والتاريخ في هذه الهيئة التي تعد أسمى مركز في اتخاذ القرارات فيما بين مؤتمرين؟ ودعا عباس ميخاليف إلى الثورة على "الانحرافات" الخطيرة التي مست الأفلان، وقال: "لقد دقت ساعة العودة إلى النضال الحقيقي لتبرئة الحزب مما أصابه من فتن مركبة هزت أركانه ودكت حصونه وبعثرت صفوفه، لتسحق القيم وتداس المبادئ وتدفن الرسالة الموسومة بالطهارة والصفاء، ويغرز سيف الانتقام في جسدها". وأوضح المتحدث بالقول: "إنها ساعة الحقيقة التي تستوقفنا بها عقارب الزمن، نستحضر فيها السراديب التي زجت فيها "الجبهة" من طرف من وصفهم بمرضى القلوب، في إشارة إلى جماعة عمار سعداني، الذين جعلوا المناضلين "صما، بكما، عميا، لا يعقلون ولا يفقهون شيئا"، لتنال بحسبه "أيادي العبث من المال العام، ويعسكر الحزب بجيش عرمرم من الدخلاء والغرباء والسفهاء، ويخرج المناضلين من ديارهم بغير حق، لتشوه الرسالة، وتخرب الوديعة وتخان الأمانة، وتهزم الإرادة، ويلف الوضع العام برداء التملق والتزلف، وينتعش سوق المزايدات وتزدهر بورصة الفساد، لتحلس دابة الحكم باسم الأفلان لإضفاء الشرعية على كل الانتهاكات والتجاوزات التي طالت مواثيق البلاد وحقوق العباد. ودعا ميخاليف أعضاء اللجنة المركزية أياما قبل انعقاد دورتها الاستثنائية التي دعا إليها الأمين العام عمار سعداني إلى تحمل مسؤوليتها وهي على عتبة التاريخ في قول كلمة الفصل لتبرئة ذمة المناضلين "الذين ظلوا يكابدون أفواج الغزو المدرعة بالمال المتسخ، فاشتروا لأنفسهم مواقع الريادة في مؤسسات السيادة".