دهش كثيرون في مصر لصدور ثلاثة كتب دفعة واحدة توسلت بالذكرى الأربعين لحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 عن دار نشر واحدة هي «نهضة مصر»، بدا أنها محاولة لإعادة الاعتبار إلى صورة الرئيس السابق حسني مبارك، استناداً إلى الدور الذي لعبه في الحرب حين كان قائداً لسلاح الجو. والكتب هي «كلمة السر» الذي يضم مذكرات مبارك من حزيران (يونيو) 1967 وحتى تشرين الأول (أكتوبر) 1973، وأعده الصحافي عبدالله كمال، و «مشير النصر» الذي يضم مذكرات وزير الحربية إبان المعركة المشير أحمد إسماعيل وأعده الصحافي مجدي الجلاد، و «شاهد على الحرب والسلام» بقلم آخر وزير خارجية لمبارك مستشار الأمن القومي إبان الحرب أحمد أبو الغيط. ويتزامن إصدار الكتب الثلاثة مع مناخ استعادة المؤسسة العسكرية شعبيتها وترميم صورتها التي تضررت كثيراً من نهج قادة الجيش السابقين خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، وما تردد عن صفقة بين قادة المجلس العسكري وجماعة «الإخوان المسلمين». وتصدر الكتب الثلاثة عقب تظاهرات 30 حزيران (يونيو) الماضي التي انحاز فيها الجيش مرة أخرى إلى الجماهير ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، وتحول رأس الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى بطل شعبي لدى قطاع واسع من المصريين. وفي حين يروي إسماعيل قصة المعركة في «مشير النصر»، يتناول مبارك بالتفصيل دور الطيران المصري الذي كان قائداً له خلال الحرب. وكان مبارك في عامي 1978 و1979 سجّل هذه المذكرات مع الإعلامي الراحل محمد الشناوي، بناء على طلب الرئيس الراحل أنور السادات. ووصلت المذكرات المنسية إلى الصحافي كمال عبر حفيد الشناوي، وأكد مبارك نسبتها إليه عبر محاميه فريد الديب. وتعيد مذكرات مبارك إلى الواجهة صورته «قائداً للضربة الجوية»، فيما يقبع رهن الإقامة الجبرية في مستشفى القوات المسلحة في المعادي بعد أن أخلت المحكمة سبيله في آب (أغسطس) الماضي على ذمة إعادة محاكمته في قضية قتل متظاهرين في العام 2011. وتتحدث المذكرات عن «بطولات» لمبارك وتتناول قصة إعادة بناء القوات الجوية بعد هزيمة حزيران (يونيو) 1967 ودوره فيها، ليبدو في صدارة كتابات تحاول إعادة الاعتبار إلى صورة مبارك عبر محاولة الفصل بين الرجل ونظامه، وهي في الحقيقة محاولة إنقاذ لسمعته بعد نحو ثلاث سنوات من تنحيه تحت ضغوط «ثورة يناير».