السادات كان مولعاً بالتوثيق لذلك طلب من «مبارك» تسجيل مذكراته فى الحرب.. وكلف رشاد رشدى بكتابتها.. و«رشدى» اعتذر لأنه كتب «البحث عن الذات» ورشح المرحوم محمد الشناوى المذكرات تكشف العلاقة بين السادات ومبارك لماذا مذكرات مبارك الآن؟ سؤال لا بد أن يكون مطروحاً، وأنت تقرأ كتاب «كلمة السر.. مذكرات محمد حسنى مبارك. يونيو 67 - أكتوبر 73»، والذى يصدر عن دار «نهضة مصر». إن للسؤال إجابات عدة، أولاها: الأقدار التى شاءت أن تخرج تلك المذكرات التى سجلها مبارك فى نهاية السبعينات مع الإعلامى الراحل الأستاذ محمد الشناوى، ولكنها لم تصدر فى حينها حيث احتفظ بها محررها، ونسيها صاحبها.. إلى أن وصلت إلى الكاتب السياسى عبدالله كمال منذ عدة أشهر، فتأكد أنها تخص الرئيس الأسبق، وتولى إعادة تحريرها والتقديم لها. لقد حاول محرر المذكرات فى 2013 إبلاغ الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعثوره على هذا الكنز الخاص الذى كان قد تم الانتهاء من إعداده فى ما بين عامى 1978 و1979.. أرسل لوسطاء مختلفين، ثم كان أن تعرف مبارك على مذكراته المنسية عبر محاميه الأستاذ فريد الديب، إلا أن الإجابة لم تأت إلا بعد إخلاء سبيل مبارك مؤخراً. ومن ثم عرض كمال على دار «نهضة مصر» طباعتها ونشرها فى كتاب، فرحبت بذلك وبشدة. امبارك» كتب مذكراته فى صورة «مبارزة» مع قائد سلاح الجو الإسرائيلى فى حرب 1967 لماذا كان الترحيب من جانبنا؟ ذلك هو السبب الثانى فى قائمة أسباب نشر مذكرات الرئيس الأسبق، إذ نؤمن بأهمية التوثيق وأن نستمع لأبطال الأحداث وشخوصها -سواءً اتفقنا أو اختلفنا معهم- لا نأخذ جانباً على حساب الآخر. ولو كتب الرئيس الأسبق أو من تلاه فى الحكم مذكراته لنشرناها، ويبقى الحكم لكل الناس. وهذا هو السبب الثالث فى اختيار نشر تلك المذكرات التى تمنحك قدراً من الرؤية فى كيفية الحكم على شخصية الرجل. ذلك أن الحكم على مبارك الضابط والقائد قد يختلف عن الحكم على مبارك الرئيس. فى دار نهضة مصر لم يكن نشر مذكرات مبارك الأولى عملاً عادياً، وعابراً، ولكنه جاء فى إطار خطة متكاملة، للاحتفال بذكرى مرور 40 عاماً على حرب أكتوبر 1973.. تلك الحرب التى صنعت مجد مصر، وحررت أرضها، وقام بها جيل قدير لن ينساه التاريخ.. وفى الخطة، بل وفى نفس اللحظة التى تصدر فيها مذكرات مبارك «كلمة السر» سوف ننشر أيضاً كتاب «مشير النصر - الأوراق الخاصة للمشير أحمد إسماعيل»، وزير الدفاع فى حرب أكتوبر، التى كتبها مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة «الوطن».. كما ننشر مذكرات وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط - شاهد على الحرب والسلام.. وهو يبدأها من وقت أن كان مساعداً لمستشار الأمن القومى المرحوم حافظ إسماعيل، حيث كان دبلوماسياً فى غرفة العمليات السياسية للحرب على إسرائيل.. فى أكتوبر 1973، وصولاً إلى مراحل التفاوض السياسى مع إسرائيل بعد ذلك، حيث كان معاصراً ومشاركاً وفاعلاً فى مختلف فتراتها من خلال عمله الدبلوماسى. نعود إلى مذكرات مبارك الأولى، وهنا أعود إلى ما يرويه عبدالله كمال بعض أجزاء فى تقديمه للكتاب كيف وصلته تلك الوثيقة المهمة تاريخيا: اقادتنى إلى هذه الوثيقة التاريخية.. صُدفة سعيدة. للدقة وجدتنى فى طريقها، إذ لم أبذل جهداً، ولم أخطط لمسعى كى أحصل عليها.. بل ولم أكن أعرف بوجودها من الأصل.. لم يذكر أحد من قبل أن محمد حسنى مبارك نائب الرئيس أنور السادات قد كتب مذكراته.. حتى مبارك نفسه لم يعلن ذلك وربما لم يكن يتذكره. كان كل ما أعرفه أن الرئيس مبارك له مذكرات مسجلة تليفزيونياً عن طريق إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة فى ما بعد عام 2000، وأنه قد دوّن مذكراته الأخيرة فى الفترة بين تخليه عن منصبه فى 11 فبراير 2011.. وقبل أن يتم التحقيق معه، ومن ثم احتجازه ومحاكمته بعد ذلك. الحكاية بسيطة للغاية: تعرفت إلى مخرج سينمائى وتليفزيونى شاب وواعد. كان واحداً من بين مجموعة من الشباب الذى بدأت فى التواصل معه بعد 25 يناير 2011.. كنت ولم أزل أحاول التقرب من جيل جديد لم أكن قد تواصلت معه بقدر كافٍ للاطلاع على أفكاره. إن كريم هو حفيد المرحوم محمد الشناوى، الرجل الذى كتب تلك المذكرات بعد أن استمع لمبارك شهوراً طويلة، وتفرغ لتدوينها شهوراً أطول. وبين الحفيد والجد كان الأب الذى بقيت المذكرات فى حوزته طوال تلك السنوات.. الأستاذ حازم الشناوى الإعلامى والمذيع المعروف بالتليفزيون المصرى. قبل سنوات طويلة كنا قد تعارفنا.. أنا وحازم الشناوى، إذ كان يقدم فى نهاية التسعينات برنامجاً شهيراً يذاع على القناة الثالثة، اسمه «غداً تقول الصحافة»، بموازاة برنامج آخر أوسع شهرة اسمه «الكاميرا فى الملعبب. مرت سنوات طويلة منذ آخر لقاء، ربما خمسة عشر عاماً على الأقل، حين زارنى الأستاذ حازم مع ابنه كريم وفى يده «وثيقة أبيه».. التى كتبها على لسان حسنى مبارك.. راوياً قصة القوات الجوية فى حرب أكتوبر، وكيف صنعت هذا المجد العظيم. فى هذا اليوم أولتنى عائلة الشناوى ثقة تمنيت أن أكون على قدرها. روى لى حازم الشناوى قصة أبيه مع تلك المذكرات. وقد كانت بدورها قصة بسيطة ولكنها شاءت أن تضيف من بساطتها بعضاً من الحكمة إلى وقائع التاريخ.. وادخرها الزمن بطريقة غير متوقعة لكى تكون ذات يوم شهادة موثقة عما تم إغفاله حيناً أو الغضب منه حيناً آخر. كان المرحوم الرئيس محمد أنور السادات قد أصدر مذكراته الشهيرة «البحث عن الذات» فى أبريل 1978، وقرأها كثير من المصريين.. فى مطلع شبابى ونهاية صباى كنت واحداً من هؤلاء.. النسخة كانت تباع ب 25 قرشاً. وقد كانت عامرة بتفاصيل كثيرة وسيرة رئيس حكى نفسه وروى عن نفسه.. وكان أهم ما يميز «البحث عن الذات» ما يتعلق بالوقائع التاريخية النابضة والحية وقتها.. تلك التى تخص سجل السادات الأعظم فى حرب أكتوبر المجيدة.. فضلاً عن بدء مسيرته نحو السلام مع إسرائيل. كان السادات واعياً بأهمية الكتب، وضرورة أن يكتب هو بنفسه، وهو ما عُرف عنه منذ سنوات طويلة.. كان قد بدأ الكتابة خلالها فى عديد من الصحف المصرية أبرزها المصور والهلال فى حدود عام 1948 . ثم بعد ثورة 1952 كان أن أصدر مجموعة من الكتب.. هى: قصة الثورة كاملة، يا ولدى هذا عمك جمال، معنى الاتحاد القومى، 30 شهراً فى السجن، نحو بعث جديد، القاعدة الشعبية.. ثم فى نهاية السبعينات أصدر «البحث عن الذات» وفيه روى قصة حياته. حين صدرت جريدة «مايو» فى نهاية السبعينات، ناطقة باسم الحزب الوطنى الذى أسسه السادات بديلاً لحزب مصر العربى، وعقب بدء التعددية الحزبية، كان أن أملى مجموعة مقالات باسمه عنوانها «عرفت هؤلاء».. وكان معروفاً كذلك أنه يملى مباشرة أو بشكل غير مباشر على الأستاذ أنيس منصور كثيراً من المقالات التى تظهر فى صور حوارات بمجلة أكتوبر. وبنفس الأسلوب مع تفاصيل مختلفة فى الطريقة كان أن كتب المرحوم الدكتور رشاد رشدى أستاذ الأدب والنقد الكبير مذكرات السادات «البحث عن الذاتب. كان الرئيس الراحل مولعاً بالتوثيق، ومعنياً بالكتابة، ومهتماً بالكتب، حتى رغم أن الدعاية اليسارية ضده قد رسخت فى الذهنية العامة أنه لا يحب القراءة ويصيبه الملل من التقارير المكتوبة. واحدة من بين الترويجات غير المدققة التى انتشرت فى ثقافتنا دون أن تخضع لأى مراجعة.. ولم يكن اليسار وحده مشاركاً فى مثل تلك الترويجات، بل كان لدى الإخوان ماكينتهم الخاصة. عين الرئيس الراحل أنور السادات الفريق طيار حسنى مبارك نائباً له فى 1975. وقد كان هذا القرار مثيراً للجدل وقتها، حول أسباب الاختيار، ولماذا مبارك بدلاً من كل العسكريين المجايلين له، وفى صدارتهم قادة حرب أكتوبر زملاؤه.. وفيهم من هم أقدم منه. ومن الواضح أن تقدير السادات كان قد شمل ما هو أبعد.. إذ كان هو صاحب فكرة تلك المذكرات لكى يروى فيها نائب الرئيس حسنى مبارك قصة ما حدث بعد هزيمة 1967 وصولاً إلى نصر 1973 . اتصل الرئيس السادات بالدكتور رشاد رشدى، وكلفه بأن يكتب مذكرات قائد سلاح الجو، نائب الرئيس، وأن يستمع منه إلى قصة هذا المجد الذى يجب أن تضم تفاصيله دفّتا كتاب للتاريخ.. اعتقد السادات أن الدكتور رشاد باعتباره كاتب مذكراته الناجحة سيكون الأنسب لكى يخوض جولة نجاح إضافية بمذكرات حسنى مبارك. من المدهش، وإن كان من المنطقى، أن اعتذر الدكتور رشدى.أسبابه يمكن تفهمها. كان تبريره للسادات مبنياً على أساس أنه كتب مذكرات الرئيس ولا يمكنه أن يدوّن بنفس الأسلوب مذكرات نائب الرئيس. اقتنع الرئيس السادات وطلب منه أن يرشح بديلاً.. كان هو الأستاذ محمد الشناوى. كان الأستاذ الشناوى درعمياً، حصل على ماجستير فى علم النفس، وكان إذاعياً مرموقاً.. فى زمن كانت فيه الإذاعة نجمة وسائل الإعلام، بينما شاشات التليفزيون لم تصل إلى كافة بيوت مصر كما هو الحال الآن. كان قد قطع طريقاً طويلاً فى خبرة العمل كإذاعى قدير.. عمل مذيعاً لسنوات طويلة، وهو صاحب فكرة تأسيس الإذاعات المحلية، وأول مدير لمحطة «القاهرة الكبرى»، ومؤلفاً درامياً فى سجله ما لا يقل عن مائة سهرة وخمسين مسلسلاً، بخلاف التدريس فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وكلية ضباط الشرطة المتخصصين. وفقاً لرواية حازم الشناوى عن والده الراحل، فإن محمد الشناوى اجتمع مع نائب الرئيس محمد حسنى مبارك عشرات المرات، روى له فيها كل تفاصيل ودقائق الست سنوات التى قضاها فى عملية إعادة بناء القوات الجوية، منذ كان ضابطاً قيادياً.. تلقى ضربة يونيو وهو لم يزل قائداً لقاعدة بنى سويف الجوية.. وحتى أصبح مديراً للكلية الجوية وإلى أن أصبح قائداً للقوات الجوية، محققاً النصر الجوى الأهم فى تاريخ مصر. وقد كتب محمد الشناوى النص فى حدود 500 ورقة فلوسكاب بخط اليد، بعض صفحات منها كان قد دوّن عليها مبارك ملاحظات بخط يده بقلم أحمر.. خصوصاً فيما يتعلق بالمعلومات الفنية والعسكرية الدقيقة.. وتمثل هذه الأوراق الوثيقة الأهم حول تلك السنوات وهذا السلاح وهذا البطل.. إذ لا توجد تقريباً غيرها بهذه الدقة وتلك الشمولية وهذا التنظيم.. والأهم على لسان محمد حسنى مبارك.. صانع هذا التاريخ بين كل صناع التاريخ من الجيل البطل الذى حقق نصر أكتوبر. ليس معروفاً على وجه الدقة ما هو السبب الذى منع نشر تلك المذكرات، وما الذى عطل عملية النشر بعد أن اكتملت الوثيقة.. إذ لم أجد لدى الأستاذ حازم ما يمكن نقله عن والده فى هذا السياق. غير أن المؤكد أنه كان هناك حرص عائلى على الاحتفاظ بالوثيقة إلى أن يحين وقت تنفيذ وصية الوالد الراحل بالنشر، عندما يجد ابنه ذلك مناسباً. فى بداية 2013 وضع الأستاذ حازم الشناوى ثقته فى كاتب هذه السطور، وسلّمنى صورة من تلك «المذكرات - الوثيقة» لكى تجد طريقها إلى النور، وترك لى -مشكوراً- أسلوب ترتيب ذلك.. توثيقاً وتدقيقاً. حرب الاستنزاف كانت «جامعة» التحقنا بها قبل النصر الكبير.. وكان ضرورياً أن يواجه الطيار المصرى عدوه الإسرائيلى فى الجو ليتعرف عليه قبل معركة الثأر.. فالهزيمة ليست قدراً والنصر لم يكن صدفة للوهلة الأولى، أثبتت قراءة تلك المذكرات، وبما لا يدع مجالاً للشك، أنها لمبارك، سواء من حيث الوقائع الشخصية القليلة التى يرويها، أو من حيث المعلومات الفنية والعسكرية التى تضمنتها، أو من حيث تنظيم المادة المروية عن طريقة إعادة بناء القوات الجوية واستعدادها لحرب أكتوبر ومن ثم تفاصيل ودقائق الضربة الجوية الساحقة لإسرائيل فى أكتوبر 1973 .. فضلاً عن الملاحظات الخطية التى وجدتها على جانبى بعض الصفحات وهى بخط أقرب إلى أن يكون ما أعرفه عن خط الرئيس الأسبق لمصر.. إن الأهم قبل كل ذلك هو الوثيقة التى دونها مبارك بخط يده وتنشر هنا، وقدم بها مبارك لمذكراته التى أملاها على المرحوم محمد الشناوى. فى غضون الأشهر القليلة التى تلت وصول هذا النص إلى يدى، لم تتح فرصة مناسبة لإطلاع الرئيس أو أى من أفراد عائلته على المذكرات: علاء وجمال أو السيدة قرينته. كنت أرغب فى أن تكون هذه الخطوة عملاً مزدوجاً: يحقق أولاً توثيق النص، وثانياً السماح بنشره. كان يمكن أن أمضى فى إجراءات النشر، وسط مناخ شغوف بأى شىء عن مبارك.. لكنى لم أجد أنه مطابق للمعايير الأخلاقية أن يتم النشر بدون إطلاع أي من أفراد عائلة مبارك على المكتوب منسوباً إليه.. مع كامل التقدير والثقة فى أسرة الشناوى الحائزة للوثيقة نقلاً عن الأستاذ الراحل محمد الشناوى. فى غشت 2013 .. بُعيد صدور الحكم بأحقية الرئيس مبارك فى أن يتم الإفراج عنه إجرائياً من الحبس الاحتياطى الذى قيد حريته لسنتين.. كان أن أبلغت الأستاذ فريد الديب المحامى الكبير والمدافع القانونى عن الرئيس مبارك بالأمر.. وتكرم سيادته وعرض الأمر على مبارك حيث كان فى مقر إقامته الجبرية فى مستشفى المعادى.. وكان أن تذكر الرئيس الموقف الممتد بينه وبين المرحوم محمد الشناوى، وطلب أن يقرأ مذكراته. وتكرم الأستاذ فريد مجدداً ونقل الخبر إلىّ، فبدأت على الفور المرحلة الثانية من التعامل مع هذه المذكرات المهمة، تمهيداً لعرضها على صاحبها الرئيس الأسبق.. وقد عُرضت عليه فى الأسبوع الأخير.. ووافق على النشر.. الذى تنفرد به جريدة «الوطن» بالتزامن مع جريدة «الرأى» الكويتية. لم تقف المهمة التى كلفت بها نفسى عند مسألة توثيق النص، والتأكد من انتسابه التاريخى للرئيس مبارك، ولا عند تولى إدارة عملية نشره عبر الدار المحترمة «نهضة مصر».. ولا عند كتابة هذا التقديم النقدى الشارح للكتاب والراوى لملابساته. بل آليت على نفسى أن أجعله أكثر حداثة عما كان عليه وأن أحرره بما يلائم سنة صدوره فى 2013 .. مع كل التقدير والاحترام للجهد الذى بذله الأستاذ المرحوم محمد الشناوى فى نهاية السبعينات من القرن الماضى أى قبل نحو 40 عاماً. لقد حافظت على روح الأسلوب، ولغة الكتابة، والاقتباسات التى أوردها محمد الشناوى من تلقاء نفسه كما يمكن أن أخمن مهنياً، أو تلك التى أوصى بها مبارك كما أتوقع من خلال تحليل المضمون. يمكن توقع أن محرر المذكرات الأول قد اهتم ببعض المأثورات والأحاديث النبوية وبعض المذكرات العسكرية.. وضمّنها الصفحات أثناء صياغته للنص المنقول عما سمعه من نائب الرئيس.. كما يمكن أن يقودنا الحدس إلى أن مبارك قد اهتم بما ذكرته إسرائيل عن العمليات العسكرية وما ورد فى كتبها وتصريحات مسئوليها.. وتوثيق ذلك عبر أدوات المؤسسة العسكرية التى كانت تهتم بذلك منذ زمن بعيد وتتابعه وتعرضه فى تقارير دورية على قيادتها المختلفة. بخلاف ذلك، فإن تراتبية المذكرات، وتوالى تفاصيلها، ودور القوات والأفرع، ومهام الأفراد والقادة، وسجلات البطولات الشخصية، وغير ذلك هو من صميم شخصية القائد الجوى.. الذى لم يكن يروى مذكراته الشخصية، بقدر ما كان يملى مذكرات القوات الجوية فى الست سنوات التى سبقت أكتوبر 73 وقادت إليه. عن الوطن المصرية