ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة اعتقال الرئيس حسني مبارك في المغرب
نشر في أزيلال أون لاين يوم 10 - 02 - 2011

لرفع كل لبس، فإننا نتحدث عن أكتوبر 1963، أثناء حرب الرمال، حين ساند جمال عبد الناصر الرئيس الجزائري بن بلة في الحرب ضد المغرب.. وكيف تاهت مروحية في مجاهل الصحراء الشرقية للمغرب، كانت تقل ستة مصريين كان بينهم الرئيس الحالي لمصر حسني مبارك، باعتباره مسؤولا عسكريا.. كيف اعتقل؟ من استنطقه، وكيف حمل إلى سجن دار المقري حيث قضى حوالي الشهر؟ والحكاية الطريفة لحملهم إلى القصر الملكي قبل تسليمهم إلى جمال عبد الناصر كهدية من الراحل الحسن الثاني.. ذاك ما نحاول الإجابة عنه.
جمال عبد الناصر الجمهوري ضد الحسن الثاني الملكي
منذ ثورة يوليوز 1952، لم يكن الحكم المصري يكن للملكيات أي عاطفة حب، إن عبث الملك فاروق المطاح به أعطى نموذجا سيئا للملكيات، لذلك كان القومي البكباشي جمال عبد الناصر يمجد الجمهوريات ويفضلها على الملكيات، لذلك كان القومي البكباشي جمال عبد الناصر يمجد الجمهوريات ويفضلها على الملكيات. وكانت الجزائر بلد المليون شهيد، بحسب عبد الناصر، ثورية وتقدمية واشتراكية وتحريرية، فيما لم يكن يرى في المغرب غير ملكية رجعية متخلفة خادمة للاستعمار ودكتاتورية فاسدة. من هذا المنطلق ساند جمال عبد الناصر النظام الجزائري ضد المغرب في حرب الرمال عام 1963، حيث أرسل حوالي ألف جندي مصري لدعم الجيش الجزائري ضد القوات المسلحة الملكية المغربية بالإضافة إلى عتاد حربي، وكان حسني مبارك ضمن هؤلاء، لقد جاء على متن طائرة لقتل جنود الحسن الثاني، الذي سيتحول لديه، فيما بعد، إلى مرسول محبوب بين الملك الراحل والرئيس المصري المغتال أنور السادات.
حين ألقي القبض على حسني مبارك بالمغرب
في أكتوبر 1963 "ألقي القبض على "العقيد" حسني مبارك في صحراء المغرب الشرقية، وفي أكتوبر 1981، توج مبارك رئيسا للجمهورية المصرية فينا يشبه حادثة تاريخية استثنائية بعد حادث اغتيال أنور السادات. إنه تاريخ طويل وماكر، يجهل الكثير من المصريين بعض تفاصيله، فالسيد حسني مبارك الحاكم اليوم الذي يطالب شعب مصر المحروسة برحيله، لم يكن سوى ذلك العقيد الذي أرسل ضمن ألف جندي لمساندة الجيش الجزائري في مواجهة القوات المسلحة الملكية في حرب الرمال عام 1963، تقول وثائق سرية إن جمال عبد الناصر كان يريد من خلال الإطاحة بالنظام المغربي، عبر هزم جيوشه النظامية، استقطاب نظام تونس الذي كانت له وشائج قربى وطيدة مع ملكية الحسن الثاني، وأيضا تقديم رسالة تحذير إلى النظام الملكي السنوسي بليبيا لقد أرسل جمال عبد الناصر حوالي ألف جندي إلى منطقة حاسي بيضة عام 1963، حيث نشبت حرب بين الجزائر والمغرب ستعرف بحرب الرمال، كان ضمنهم الضابط الميداني أركان حرب حسني مبارك الذي كلف باعتباره قائد سرب للطيارات، ويقول اخرون إنه كان جنديا برتبة عقيد (كولونيل) واخرون يتكلمون عن رتبة رائد (كوموندو)، لمعرفة الخصاص الذي كان يعانيه الجيش الجزائري في قاعدة العبادلة بالجزائر، كانت الطائرة التي تقل المصريين الستة تقوم بجولة استطلاعية على الحدود المغربية- الجزائرية في مكان اشتباكات الجيشين، غير أنها غابت عن الأنظار. البعض يقول بسبب عاصفة رملية، والبعض الآخر يقول بسبب عاصفة رملية، والبعض الآخر يقول بسبب عاصفة رملية، والبعض الآخر يقول بسبب تيه ربان طائرة الهيلكوبتر، التي نزلت في الشرق المغربي بشكل اضطراري، حيث تمت محاصرتها من طرف سكان محاميد الغزلان وقائد المنطقة الذي أخبر القيادة العسكرية بمراكش حول وجود مصريين ثلاثة منهم برتبة عقيد (كولونيل) اعتبروا صيدا ثمينا بالنسبة للحسن الثاني الذي قدم المعتقلين المصريين خلال ندوة صحافية في نهاية أكتوبر 1963، وكان بينهم حسني مبارك.. إنهم وليمة مصرية تورط جمال عبد الناصر في حرب الجزائر مع المغرب.
حين ربط المواطنون حسني مبارك وطائرة هيلكوبتر خوفا من طيرانها
تجمع سكان محاميد الغزلان حول هذا الطائر الغريب الذي حط بالخطأ على حقولهم، وروع كلابهم ودواجنهم، فتجمعوا حول طائرة الهيلوبتر وانقضوا على الربان والضباط المصريين وعضو مجلس قيادة الثورة الجزائرية شريف بلقاسم حيث أوثقوهم بالحبال، واستنادا إلى رواية حكاها له أحد ضباط المخابرات المغربية المتقاعدين من (الكاب1)، يقول محمد لومة غن هذا الضابط حين توجه إلى منطقة محاميد الغزلان وجد الضباط المصريين ومن بينهم بالطبع حسني مبارك، مكبلين بالحبال إلى جذوع النخيل، كما أن طائرة الهيلكوبتر لم تسلم بدورها من التكبيل وربطها بالحبال مع أشجار النخيل، ولما استفسر ضابط المخابرات المتقاعد بعض الأهالي عن سبب ربطهم للمروحية، أجابوه بأنهم يخشونها ان تطير.
حسني مبارك في دار المقري
بعد إعلام قائد المنطقة العسكرية عن وقوع القادة العسكريين المصريين في فخ الأهالي، أعطى الجنرال أوفقير أوامره بإحضارهم على وجه السرعة إلى مدينة مراكش، ليخضعوا للاستنطاق، قبل حملهم إلى الرباط، إلى دار المقري أسبوعا بعد 20 أكتوبر1963، حيث يحكي الفقيه البصري والحبيب الفرقاني المعتقلين على خلفية أحداث مؤامرة 15 يوليوز 1963، خبر التقاء المعتقلين الاتحاديين بالضبط المصريين، الذين سيصبح أحدهما، حاكما لمصر أكثر من 30 سنة، إنه حسني مبارك، الذي لم تحتفظ الجزائر له ود وقوفه إلى جانبها في حرب الرمال، لذلك سيقول مسؤول مصري حديثا: " بس أنا نفسي أعرف ليه الجزائريين دلوقتي بيكرهوا المصرين، رغم أننا ساعدناهم على دولة إحنا مكنش فيه بينا وبينهما عدواة، واعتقل ريسنا علشانهم وبرده هم بيكرهونا للأسف هما ميعرفوش جمايل مصر عليهم لحد دلوقتي".
وبسبب ما اعتبره الراحل الحسن الثاني تدخلا مصريا في صراعه مع نظام بن بلة، قام باستدعاء سفير المملكة بمصر، وقام بطرد حوالي 350 معلما مصريا ومنع كل ما يمت بصلة لمصر من التداول في المغرب بما في ذلك أغاني رواد الطر العربي.
هدية بشرية مقابل باقة ورد
حقق المغرب انتصارا كبيرا في حرب الرمال، وطاردت القوات المسلحة الملكية القوات الجزائرية وتوغلت في عمق التراب الجزائري، إلا أن الراحل الحسن الثاني أمر بعودة الجيوش المغربية إلى قواعدها بالحدود المغربية الشرقية، وحكاية البزة العسكرية لإدريس بن عمر الغاضب من القرار أشهر من أن تعاد روايتها في هذا الباب.. وتدخلت الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ودولة صديقة للصلح بين الجزائر و المغرب، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بباماكو بمالي يوم 29 أكتوبر 1963، وعادت المياه إلى مجاريها بين المغرب ومصر، حيث قبل الراحل الحسن الثاني الدعوة الرسمية التي وجهت له زيارة الجمهورية العربية المتحدة آنذاك.
وحول ظروف وطريقة تسليم الملك الراحل الحسن الثاني للضابط المصريين لجمال عبد الناصر، أكد لومة أن موضوع كيفية الصلح مع جمال عبد الناصر، طرح لشكل قوي على الحسن الثاني، بعد أن عرفت العلاقات المصرية- المغربية توترا كبيرا شمل كافة القطاعات، حتى الغنية منها، مع وعي الحسن الثاني يكون أن مصر تشكل وزنا إستراتيجيا في المنطقة العربية، لهذا استشار مجموعة من أصدقائه، إذ اقترحوا عليه أن ينظم رحلة إلى مصر، تسبقه خلالها طائرة الأسري، وأن يظلوا في المطار إلى حين وصوله، وأن يسلمهم بيديه للرئيس المصري وهذا ما حصل، حيث أقلعت طائرة عسكرية متوسطة الحجم تجاه مصر، وتبعتها الطائرة الملكية .
ولدى وصول الحسم الثاني إلى المطار، استقبله جمال عبد الناصر شخصيا رفقة وفد من الحكومة المصرية، بعدها اقتربت طفلة صغيرة من الحسن الثاني وقدمت للملك الراحل باقة من الورد، ترحيبا به، غير أن هذا الأخير المعروف بذكائه اللماح، قبل الطفلة الصغيرة والتفت إلى عبد الناصر وقال له: "يا فخامة الرئيس شكرا على باقة الورد"، وأنه بدوره سيهديه باقة من اللحوم الحية، بعدها اتسعت حدقة عين جمال عبد الناصر ولم يفهم شيئا، وبإشارة من الحسن الثاني ظهر الضباط المصريون الأسرى الستة بزيهم العسكري، ففهم عبد الناصر معنى باقة اللحوم الحية، وضحك وعانق الملك الحسن الثاني.
مبارك يستسلم أمام المحققين المغاربة ويعترف بكل شيء
أشرقت شمس حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية من المغرب، كل مجرد ضابط عادي في صفوف قوات أرسلها الرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر لمساعدة القوات الجزائرية في حربها ضد المغرب خلال حرب الرمال سنة 1963، ليجد نفسه أسيرا دون ان يدري كيف؟ ربما هو القدر الذي حرك تلك الزوبعة الرملية التي عبدت لهم طريق الأسر داخل التراب المغربي؟ وهي تلك الغفوة التي تملكت ربان الهيلكوبتر، وجعلت حدسه لا يميز بين التراب المغربي عن الجزائري، المهم ان واقعة أسر مبارك كانت بداية ميلاد مشروع رئيس الجمهورية لدولة مثل مصر، خصوصا وان بعد فترة من الأسر أحسن الحسن الثاني ضيافته، لتتكرر اللقاءات بين الطرفين، سواء كنائب للرئيس الراحل أنور السادات أو عندما تولى زمام الأمور في مصر، قبل أن يجد نفسه قاب قوسين من أن يغادرها.
كشف الأستاذ الباحث محمد لومة، عن بعض خيوط اعتقال الرئيس حسني مبارك بالمغرب عندما كان ضابطا في الجيش المصري، إذ أكد على أنه خلال اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش المغربي والجزائري في أكتوبر 1963، في منطقة حاسي بيضة، في إطار ما يعرف بحرب الرمال، كان الجيش الجزائري يفتقر إلى الأسلحة الثقيلة منها سلاح المدفعية وسلاح الجو، هذا المعطى العسكري دفع بالقيادة الجزائرية في تلك الفترة إلى طلب الاستعانة بالخبرة المصرية في المجال العسكري، وهو الطلب الذي لم يتردد في الاستجابة له الرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر، خصوصا وأن ميزان المواجهة كان يميل لصالح المغرب بحكم توفره على جيش نظامي مكون من حوالي 20 ألف جندي، أغلبهم خبر الحروف في صفوف الجيوش الاستعمارية الفرنسية والإسبانية، ولإعادة ميزان القوى إلى الطرف الجزائري، عمل الرئيس جمال عبد الناصر على إرسال مجموعة من طائرات "هيلكوبتر" مصرية إلى الجزائر، كان على متن إحداها رائد "كومندو" حسني مبارك، إلى جانب خمسة ضباط مصريين كبار، وقيادي في مجلس الثورة الجزائري، وكلفت هذه المروحية خلال الحرب بمهمة استطلاع خلف خطوط الاشتباكات بين الجيشين المغربي والجزائري، وبالضبط في منطقة تيندوف، لكن خلال مهمتهم العسكرية، تعرضت طائرتهم لعاصفة رملية تسببت في إضاعة ربان المروحية لخط الرحلة، لتنزل الطائرة اضطراريا في منطقة محاميد الغزلان، إذ قام المواطنون أنذاك بمحاصرتها وأحضروا مجموعة من الحبال، وقاموا بتقييد جميع طاقم الطائرة المروحي والضباط المصريين، وعضو مجلس قيادة الثورة الجزائري شريف بلقاسم الذي ينحدر من منطقة سيدي قاسم بلقاسم الذي تم تسليمه فيما بعد بحكم أنه قيادي في الدولة الجزائرية، في حين جرى الاحتفاظ بالضباط المصريين الستة رهن الاعتقال.
وأشار لومة إلى أنه بحكم أن حدث الاعتقال وقع في عهد الجنرال أوفقير، فإن الضباط المصريين الستة، أحضروا إلى دار المقري الشهيرة. ومن غرائب الصدف، أن هذا المعتقل كان يعج في تلك الفترة بمجموعة من مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذين اعتقلوا على خلفية مؤامرة 15 يوليوز 1963، كان من بين الأسماء المعتقلة وقتها، الحبيب الفرقاني، محمد المكناسي، الفقيه البصري واللائحة طويلة، مضيفا أن الضيوف المصريين وضعوا في إحدى القاعات التي توجد في إحدى القاعات التي توجد في إحدى زوايا الدار بالداخل، وأنه في الزاوية المقابلة، كانت زوجة شيخ العرب "مينة" معتقلة أيضا، مع إبنيها صغيري السن وأبيها.
وحسب الضابط المغاربة الذين اشرفوا على التحقيق مع هؤلاء الضباط-يقول لومة- فقد أكدوا أن أحد الضباط المصريين وكان برتبة كولونيل "مقدم"، وهو أعلى رتبة بين راكبي الهيلكوبتر، رفض بشكل مطلق إعطاء أي معلومات، وأنه دعا المحققين، بالعودة إلى اتفاقية "جنيف" لسنة 1948 المتعلقة بأسرى الحرب، في حين زود حسني مبارك خلال التحقيق معه المحققين بكل المعلومات، بل اعترف بكل شيء رعبا وخوفا وتكلم بدون حدود، وبعد أن قضى الضباط الستة أسابيع في دار المقري، تم نقلها بعد ذلك إلى مقر الضيافة الملكية الخاصة، بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، واستفادوا من الكرم الملكي على جميع المستويات، حيث كانت تطبخ لهم وجبات في المطبخ الملكي، تضم أنواعا مختلفة من أشهى الوجبات، لكن وعندما قرر الملك الحسن الثاني إعادتهم إلى مصر، أصيبوا بانهيار عصبي وأجهش بعضهم بالبكاء، بعد أن اعتاد الحياة الرغيدة في الضيافة الملكية الخاصة، وأن هذا القرار الملكي سيعيدهم إلى عهد الوجبات المصرية الشعبية الشهيرة.
ويكشف لومة أن اعتقال حسني مبارك ورفاقه الضباط المصريين، الذين أكد بالملموس تورط القيادة المصرية في حرب الرمال، دفع بالملك الحسن الثاني إلى منع كل الأفلام والمسلسلات والأغاني المصرية على الشعب المغربي، ولو تعلق الأمر بكبار نجوم الطرب المصري، مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش... بالكامل، وأن أحد الإذاعيين المغاربة "الحاج كوتة"، كان يسخر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويردد باللهجة المصرية "إوا البكباشي والبكباشي" بطريقة ساخرة يتهكم فيها على جمال عبد الناصر، و "البكباشي" هي الرتبة العسكرية التي كان يحملها جمال عبد الناصر خلال قيامه بالثورة على نظام حكم الملك فاروق في 23 يونيو 1952، وتعادل رتبة عقيد.
بعد واقعة الاعتقال، أشار لومة إلى أن حسني مبارك احتفظ بعلاقة وطيدة مع الملك الراحل الحسن الثاني، إذ كان رسول الرئيس السابق الراحل أنور السادات للعاهل المغربي، من أجل تدارس القضايا الكبرى التي كانت تعرفها المنطقة في ذلك الوقت.
صالح حشاد ل"المشعل"
أوفقير أعطى أمرا صارما بإحضار حسني مبارك
* حدثنا عن السياق العام الذي تم فيه اعتقال الرئيس المصري حسني مبارك في المغرب؟
- كان ذلك في حرب الرمال سنة 1963، والتي شهدت صراعا مسلحا بين المغرب والجزائر، تزامنت تلك الحرب مع توتر العلاقات المغربية- المصرية، وهو ما دفع بالرئيس المصري وقتها جمال عبد الناصر إلى إرسال ضباط مصريين إلى الجزائر لمساعدة الجيش الجزائري وتأطير بشكل جيد، لكن الذي وقع هو أن مبارك ورفاقه بعد ركوبهم لمروحية عسكرية، أخطئوا موقع النزول، ووجدوا أنفسهم في نواحي منطقة أرفود داخل التراب المغربي، وبعد نزول المروحية، أجبرهم قائد المنطقة على الاستسلام وعدم محاولة الهرب، ليعلم القيادة العليا للجيش التي كانت موجودة في مراكش خلال تلك الفترة، والتي كان على رأسها الجنرال محمد أوفقير، الذي أعطى أمرا صارما لطيار صديق لي، بأن يذهب إلى أرفود ويحضر هؤلاء الضباط المصريين، وهو ما جرى بالفعل، إذ استقل طائرة إلى أرفود وأحضر الأسرى المصريين إلى مراكش.
* كم كان عدد أولئك الضباط المعتقلين؟
- لم أتعرف على العدد الحقيقي لأولئك الضباط واعتقدوا أن عددهم ربما كان أربعة أو خمسة ضباط، لكن يبقى الأهم هو أنه كان هناك ضابط في رتبة ملازم من بين الضباط الذين ساندوا الجزائر في حربها ضد المغرب، كان إسمه حسني مبارك، وظلوا معتقلين في مراكش إلى أن قرر الملك الراحل الحسن الثاني، بعد أن انتهت الأزمة وانفرج التوتر بين مصر والمغرب، أخذهم معه في طائرة ليسلمهم للرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن قام بإطلاق سراح كل الجنود الأسرى بسبب الحرب في مدينة مراكش.
* ما كان موقعك خلال الفترة التي جرى اعتقالهم فيها؟
- كنت مشاركا في حرب الرمال، إذ كلفت من طرف القيادة العامة للجيش وقتها، بأن أقود سريا من الطائرات التي قدمها الاتحاد السوفياتي للمغرب كهدية على نيله الاستقلال، حيث كنت رفقة زملائي الطيارين نشارك في الدفاع عن حوزة الوطن.
* هل كنت شاهد عيان عند إلقاء القبض عليهم؟
- فعلا، لقد كنت لحظتها في القاعدة الجوية بمراكش لحظة وصول الطائرة وعلى متنها الضباط المصريون .
* حسب بعض المتتبعين، صرحوا بأنك أنت من أمرك الجنرال أوفقير بإحضار الضباط المصريين؟
- لا، هذه المعلومة غير صحيحة، أوفقير كلف صديقا لي فارق الحياة حاليا، بهذه المهمة، وهو من تكلف بإحضارهم على متن طائرة.
* يقال إن الجنرال الدليمي هو من سلم الضباط المصريين لأوفقير؟
- هذه المعلومة لم أسمع بها من قبل، فكل ما أعرفه هو أن الجنرال أوفقير أعطى أمرا لصديقي الطيار يقضي بإحضار الضابط المصريين.
* كم كانت المدة التي عاشها أولئك الضباط رهن الاعتقال؟
لم يقضوا مدة طويلة، ربما لم تتجاوز المدة شهرا أو شهرين حسب علمي، لأن الصراع والمواجهات المسلحة لم تدم مدة طويلة أيضا.
يهود مغاربة يسخرون من حسني مبارك
في خضم الشعارات الكبرى التي رفعها الرئيس المنصري الراحل جمال عبد الناصر، والتي منها محاربة إسرائيل وتحرير فلسطين، قابل اليهود المغاربة من مناطق الجنوب، الضباط المصريين ومنهم حسني مبارك بشعارات استفزازية عقب وقوعهم في الأسر، حسب رواية الكرزازي العماري الذي كان له شرف أسرهم في جنوب المغرب، بعد أن حطت طائرتهم داخل التراب المغربي، وحسب شهادته، فإن المنطقة التي وقع فيهل الأسر كانت تضم مئات من اليهود المغاربة فتجمعوا من مظاهرات عند علمهم بالخبر، واستقبلوا مبارك وضباطه بهتافات معادية وبشعارات تسخر من شعاراتهم "القومية الكبيرة" إذ خاطبوهم قائلين: في إسرائيل ما قديتوشي عليهم وجايين تحاربو الحسن الثاني؟".
المصوريون لا يعلمون حقيقة أسر حسني مبارك بالمغرب
بعد أن قرر حسني مبارك فرض حصار على تنظيم حماس لمنع حزب الله من تزويده بالأسلحة، استند إبراهيم عيسى رئيس التحرير السابق لصحيفة "الأسبوع" المصرية في مقاله على رواية العسكري المغربي السابق "كرزازي العماري"، الذي أسر حسنتي مبارك وباقي الضباط المصريين خلال حرب الرمال سنة 1963، ليثبت أن مبارك تورط أيضا في تهريب الأسلحة لصالح الجزائر إبان حربها ضد المغرب، وقام بسرد تفاصيل الاعتقال-حسب ما جحاء على لسان العماري- منها أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعد أن أرسل ضباطه إلى قاعدة العبادلة في الجزائر لمعرفة احتياجات العسكريين الجزائريين والخدمة التي يمكن أن تقدمها مصر للجزائر في حربها ضد المغرب، كلف أيضا وقتها الضابط الميداني أركان حرب حسني مبارك بتسجيل حاجيات الجزائر من السلاح باعتباره قائد سرب ، تزويد العسكريين المقاتلين بخطط جديدة . لكن ما يلاحظ من مقال الصحافي المصري هو أنه يبدو وكأنه يعلم بهذه الواقعة لأول مرة، الأمر الذي جعله يتابع في مقاله "إن هذه القصة تعلمنا ضمن ما تعلمنا أننا مازلنا لا نعرف الكثير عن حياة الرئيس مبارك وسيرة مشواره، وهل هذه الواقعة المخيفة لها شقيقات أخرى لم يفصح عنها (عنهن) أحد؟ وربما ننتظر..".
من جانب أخر، عمل إبراهيم عيسى من أجل تأكيد حقيقة الأسر، على الإشارة في مقاله إلى رسالة الصحفي المغربي خالد الجامعي إلى الرئيس حسني مبارك التي ذكرته بلحظات اعتقاله من طرف القوات المغربية، حيث اعتبرها الصحفي المصري رواية أخرى تؤكد الواقعة.
مبارك ورفاقه يذرفون الدمع في ضيافة الحسن الثاني
بعد أن تم أسر وإحالة الضباط المصريين، ومن بينهم الرئيس المصري حسني مبارك، على معتقل دار المقري الرمز السيء الذكر للتعذيب في زمن سنوات الرصاص، بعد أجواء حرب الرمال مع الجزائر عام 1963، أمر الملك المراحل الحسن الثاني بنقل المصريين إلى ضيافته الخاصة والاهتمام بهم وتلبية جميع طلباتهم، وهو ما تحقق الضباط الذين عاشوا حياة رغيدة على كافة المستويات، لكن عندما علموا أنهم سيغادرون الإقامة- تقول بعض المصادر- تناوبوا على البكاء. وإن كان البعض فسر الأمر على أنه كان حزنا على فراق حياة الملوك، فإن البعض الآخر اعتبر أن هؤلاء الضباط كانوا يتوهمون بأن تلكم الضيافة الخاصة ما هي إلا الأماني الأخيرة التي تحقق لهم قبل أن يجري إعدامهم، إلا أنهم حين هموا بركوب الطائرة التي كانت ستقلهم إلى بلدهم، أدركوا ساعتها بأن المغرب بلد مضياف فعلا.
حقيقة ثروات عائلة مبارك وأعوانه
صنف الرئيس حسني مبارك بكونه أغني الرؤساء في المنطقة العربية بالطبع بعد مملكة السعود.
طبعا "ناهيك عن مصنع (محمد ثابت) القاطن في مدينة العبور على حدود مدينة القاهرة من ناحية طريق الإسماعلية، ومحمد ثابت هذا هو شقيق زوجة الرئيس مبارك، ويملك مصنعا لدرفلة المعادن، وهو الحرفية، نظرا لما يمتلكه المصنع من إمكانيات ومعدات خارجية وعلى أحدث مستوى من التكنولوجيا الحديث في درفلة الحديد الصلب إسم المصنع (العبور لصناعات الحديد المتطورة)..
أما عن قدر الأموال التي تحدث يد الأسرة الحاكمة في مصر فتقدر بحوالي 55 مليون دولار أمريكي.. بداية من الرئيس حسني مبارك وإبنيه وانتهاء بالمفسدين من السلطة. إن فساد نظام مبارك واله بدأ منذ أن عين رئيسا لمصر بعد اغتيال الرئيس السابق أنور السادات. ففي سنة 1981، أصدر قرارا دوريا يفوضه بالتعاقد على الأسلحة التي قد تحتاجها مصر دون الرجوع إلى المجلس، وهو القرار الذي يضمن لمبارك التحكم في عقد صفقات شراء الأسلحة دون حسيب ولا رقيب، فمبارك ينصب نفسه تاجرا وحيدا للسلاح في مصر، يقرر وحده نوع وكمية ومصدر السلاح الذي تحتاجه مصر، ويقرر أيضا الجهات التي يتعاقد معها والأسعار التي يتعاقد بها.
التقرير الذي عرضه التجمع اليساري عن فساد مبارك وأسرته ووزرائه، يقول إن مبارك اختلس في بداية حكمه حوالي 30 مليار دولار من أموال المعونات والقروض الخارجية التي حصل عليها باسم مصر في الفترة ما بين عامي 1982 و1989 واستخدمها بدون سند في تمويل تجارته الخاصة في السلاح مع كل من العراق وإيران إبان الحرب بينهما، ولم يرد هذه الأموال للخزانة العامة،ويروي التقرير أن مبارك وقف إلى جانب الأمريكيين في حربهم ضد العراق مقابل تنازلهم عن ديون مصرية تقدر ب 30 مليار دولار، وهو المبلغ الذي اختلسه لنفسه واستثمره تحت العديد من المسميات، منها مشروعات وأعمال حسين سالم، وهو شخص مقرب من مبارك يدير له أعماله، وكل الصفقات التي يدخلها حسين سالم يخرج منها بفوائد جمة نظرا للتسهيلات التي تعطى له، لكونها أموال مبارك. كما يدير له أعماله العديد من الأسماء الأخرى، منهم أبو غزالة وحمزة الخولي وآخرون، ووصلت أرباح هذا المبلغ من تجارة مبارك للسلاح إبان حرب العراق مع إيران ما بين 70 إلى 100 مليار دولار.
ومن فساد مبارك ومسيري أعماله إجبار هيئة البترول على شراء شركة ميدور المملوكة إسما لحسين سالم بسعر خيالي، ثم إلزامها بإعادة بيعها إلى حسين سالم بسعر يبلغ نصف السعر الذي اشترته منه، مقابل تعين الشخص الذي لعب دورا أساسيا في الصفقة سامح فهمي، وزبرا للبترول، إضافة إلى إرغام البنوك على شراء أراض بشرم الشيخ بأسعار خيالية ودون دفتر تحملات أو صفقات شفافة.
إبنا مبارك عاثا في اقتصاد مصر فسادا
"ما هو علاء وجمال زي ولادك يا وجيه".. هذا ما قاله حسني مبارك منذ 15 عاما للمرحوم وجيه أباظة، وكيل عام شركة بيجو، عندما ذهب إلى مبارك ليشتكي له أن علاء وجمال مبارك يفرضان عليه دفع عمولة ضخمة لهما عن كل سيارة بيجو تباع في مصر. إذن، فمبارك يعلم جيدا نسبة الفساد والاختلاسات والرشاوي التي يقبضونها من الشركات. تشير التقارير التي أعدها معارضون مصريون إن أن فساد إبني الرئيس حسني مبارك بلغ مستويات أعلى من تلك التي سجلت مع فساد والدهم. بالعودة إلى تقرير التجمع اليساري، فإن جمال وعلاء مبارك يشاركان على سبيل الرشوة والبلطجة بحصص مجانية تبلغ 50 بالمائة في رأس مال كبرى الشركات التجارية والصناعية بمصر، وهو ما أدى إلى إفلاس العديد من تلك الشركات وإرغام العمال المصريين بها على البطالة، حيث تشير أخر الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة في مصر بلغت 51 بالمائة، وهو الرقم الذي أطلقه اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. إضافة إلى هذا، فإن وسائل الإعلام أشارت إلى الشركات التي يشارك فيها إبنا حسني مبارك بنسبة 5 بالمائة بالمجان، أي دون أن يدفعا أي دينار، مستغلين بذلك نفوذ والدهم، وهي: "مارلبورو" و"مترو" و"هيرميس" و"ماكدونادز" لصاحبها منصور، سكودا "لشفيق جبر، "حديد عز" لأحمد عز"، "دريم لاند" لأجمد بهجت، "إي أر تي" لصالح كامل، "فرست" لكانل والخولي، "موفينبيك" لحسين سالم، "التجاري" للملواني، " فودافون" لنصير، "سيراميكا" لأبو العنين، "النساجون" للخميس، "موبينيل" لساويرس، "هيونداي" لغبور، الأهرام للمشروبات للزيات، سيتي ستارز" للشربتلي والشبوكشي، "أمريكانا" للخرافي والألفي، "تشيليز" لمنصور عامر وغيرها.
كما أن ابني مبارك يتعاملان مع البنوك المصرية وكأنها ملك لهما، فهي مفتوحة أمامهما ولشركائهما يأخذون منها ما يشاؤون دون حساب ولا سندات ولا ضمنات، ودون أي مسألة من النيابة، مثلما تقوم به النيابة مع غيرهما من مقترضي أموال البنوك. وتشير الإحصائيات، حسب التقرير دائما، إلى أن مديونيات شركاء إبني الرئيس تعدت 300 مليار جنيه مصري، وهو رقمن ضخم جدا، كما أن علاء وجمال يشاركان بحصص مجانية مختلفة في أعمال غير مشروعة، مثل غسيل الأموال مع الشبوكشي والشربتلي وصالح كامل وناصر الخرافي، وتهريب الاثار، والاتجار في السلاح مع الخولي وسالم، وهو ما نجده في العديد من تصريحات المعارضين المصريين. وقد وصلا إلى درجة تصفية من لا يسير وفق إملاءاتهما من أرباب العمل وأصحاب الشركات، حيث يقول تقرير التجمع اليساري إنه بعد أن شاركتهما 60 بالمائة من الشركات المصرية، قاما بتصفية باقي رجال الأعمال الذين يرفضون مشاركتهما، إما عن طريق تلفيق تهم لهم ووضعهم في غياهب السجون، مثل حسام أبو الفتوح ومجدي يعقوب وغيرهما، أو بجعل الضرائب والجمارك والشرطة تقلب حياتهم جحيما، أو أحيانا بقتلهم، كما في حالة المرحوم حسن يوسف، صاحب شركة دولسي، صالح لبنيتا المملوكة لعائلة منصور، وجهينة المملوكة لممدوح مكي ثابت، قريب سوزان مبارك.
كما يشير التقرير ذاته إلى سوزان مبارك التي وضعت يدها على كل الجمعيات المصرية الحقيقي والوهمي منها، ولم تحم أبدا أي طفل أو أي معاق مصري، وسوزان مبارك تتلقى تبرعات، ولكنها في الحقيقة رشاوي مقنعة من كل دول العالم تبلغ في المتوسط خمسة ملايين دولار في العام لكل جمعية ترأسها.
وكشف تقرير التجمع اليساري أن سوزان تودع أمولا ضخمة من مداخيل الجمعيات في حساباتها بسويسرا، حيث يقول التقرير، فإذا عرفنا أن لسوزان أكثر من 100 جمعية رئيسية، فإن ذلك يعني بأنها تتلقى تبرعات تبلغ 500 مليون دولار سنويا، تذهب إلى حساباتها السرية ببنوك سويسرا.
مسار رئيس المحروسة.. حتى إشعار آخر
محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية المصرية، من مواليد 4 ماي1928. شغل منصب الرئاسة منذ 14 أكتوبر 1981، يعد الرئيس الرابع لمصر، وتعتبره فترة حكمه رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية. تقلد الحكم في مصر رئيسا للجمهورية، قائدا أعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيسا للحزب الوطني الديمقراطي، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، بصفته نائب رئيس الجمهورية. حصل حسني مبارك على بكالوريوس العلوم العسكري سنة 1949، وبكالوريوس علوم الطيران سنة 1950، كما تلقي دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفياتي سنة 1964. شغل مناصب مهمة إذ عين بالقوات الجوية في العريش سنة 1950، ثم نقل إلى مطار حلوان سنة 1951 للتدريب على المقاتلات، وبعدها مباشرة نقل إلى كلية الطيران ليشتغل بها كمدرس.
وفي سنة 1967 عين مديرا للكلية الجوية. وشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية، ثم قائدا للقوات الجوية في أبريل 1972، وفي العام نفسه عين نائبا لوزير الحربية، وقاد القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973، وفي 15 أبريل 1975 اختار محمد أنور السادات حسني مبارك نائبا 1975 اختار محمد أنور السادات حسني مبارك نائبا له (1975 -1981)، وعندما أعلن السادات تشكيل الحزب الوطني الديمقراطي برئاسته في يوليوز 1978، ليكون حزب الحكومة في مصر بدلا من حزب مصر، عين حسني مبارك نائبا لرئيس الحزب. وفي هذه المرحلة تولي أكثر من مهمة عربية ودولية،. وفي 14 أكتوبر 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، بعدما تم الاستفتاء عليه عقب ترشيح مجلس الشعب له في استفتاء شعبي، خلفا للرئيس محمد أنور السادات، الذي اغتيل في 6 أكتوبر 1981، أثناء العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر 1973. وفي 26 يناير 1982 انتخب رئيسا للحزب الوطني الديمقراطي، إلى يومنا هذا وحتى إشعار آخر من طرف الشارع المصري.
"نهاية" آخر فراعنة مصر
ثورة الفل التي تسعى لإسقاط تمثال مبارك
على خطى الشعب التونسي الذي أسقط نظامه، خرج مئات الالاف من المصريين في مختلف المدن، ينطقون بشعارات عديدة بمضمون واحد"يسقط مبارك" "ليرحل مبارك"، "مش حانزعل، مش حانزعل، حسني مبارك لما يرحل"، الذي أخطأ التقدير منذ اللحظات الأولى لجلوسه على "عرش" مصر، وأوهمه كرسي الرئاسة بأن الشعب الذي حكمه منذ 30 سنة، لازالت تجري في عروقه دماء أجداده الفراعنة الذين قدسوا أباطرتهم إلى حد التالية، وخلدوهم في تماثيل لا زالت تزين متاحف وشوارع البلاد، يبدو أن الرئيس مبارك لم يطالع كتب التاريخ، ليعلم أن الأجداد إذا حولوا حجر مصر إلى أهرامات، فإن الجيل الحالي أقسم على تحويل جثته إلى أهرامات، فإن الجيل الحالي أقسم على تحويل جثته إلى أهرامات قادرة على حجب ضوء السلطة عن ال مبارك وعصبته، كل هذا فقط من أجل أن يسقط نظام حسني الذي لم يكن مباركا عليهم.
صحيفة "ليبراسيون" العرافة"
بعد سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وضعت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية على صفحتها الأولى صور بعض الزعماء العرب، وتساءلت بشكل يبدو بريئا عن الرئيس الذي سيحين دوره لمغادرة عالم السلطة، لكنه كان سؤالا مبنيا في العمق على حقائق في الخفاء لا يعلمها إبل من له صلة من قريب بما تعرفه أمتنا العربية.
هل هي الصدف أن تضع الصحيفة الفرنسية الرئيس المصري في الخانة الثانية بعد بن علي؟
صحيح أن البعض سيصدق عفوية الرسالة، لكن وبحكم أننا مهووسون إلى حد الجنون بنظرية المؤامرة، فإن الأمر سيدفعنا إلى الجزم والبصم بأصابعنا الخمسة على كون الأحداث التي تعرفها منطقتنا العربية لها صلات وثيقة بجهات أجنبية نافذة، ربما هي من أوحت للصحيفة الفرنسية بأن تضع تنبؤاتها المستقبلية لحال الزعماء العرب.. على أي، تنبأت الصحيفة بسقوط مبارك وبعده الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ثم الرئيس الليبي معمر القذافي فالرئيس السوري بشار الأسد.
يعيش حسني مبارك أحلك أيامه على رأس السلطة، المقصلة على الأبواب، وهو ما يجعل دليلنا الفرنسي يضرب لنا موعدا جديدا على أرض عربية أخرى، كتب عليها ما كتب علة مصر وتونس.
من ثورة "الحرامية" إلى ثورة الفل
يبدوا أن ما تعيشه مصر حاليا، سيدخلها التاريخ من بابه الواسع تاريخ قادر على منافسة تاريخ الفراعنة، الذي يجعل سياح العالم يدفعون مقابلا باهضا من أجل اكتشافه. ويعود السبب إلى كون ثورة "الفل" كما سماها المصريون، هي أول ثورة شعبية ضد نظام حكم "إبن البلد".. جاد بها تاريخ مصر الحديث، بعد أن اقتصرت الثورات في السابق على مواجهة المحتل والغازي، كما هو الشأن بالنسبة لثورة عرابي، بل إن حتى ثورة الضباط الأحرار سنة 1952 بقيادة جمال عبد الناصر، نفذت بعيدا عن مشاركة الشعب، لكن جديد ثورة الفل أنها لن تهدأ ولن تعمل من طموحها في إسقاط نظام مبارك.
قبل يومنا هذا بأزيد من 30 سنة، انتظر سكان مصر وبالضبط يومي 18 و 19 يناير عام 1977، من أجل القيام بثورة شعبية تحتج على الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي عرفها نظام الرئيس المغتال محمد أنور السادات، كانت مطالبها اجتماعية لا غير، بعد أن ارتفعت أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية بشكل جنوني، حاول نظام السادات بزعامة وزير الداخلية، في تلك الفترة، اللواء نبوي إسماعيل اللعب على حبل الكذب القصير بعد أن ادعى أن هذه الثورة لا تمت بصلة إلى احتجاجات اجتماعية وأن جل المعتقلين، الذين كان أغلبهم نشطاء اليسار المصري، مجرد "حرامية"، غير أن بعد أن هدأت الأوضاع نسبيا، رفع الأمرإلى القضاء، الذي تدخل وأنصف جميع المتظاهرين في قرار تاريخي له، اعترف فيه بأن الجوع وارتفاع الأسعار هو من أخرج المواطن المصري للاحتجاج، وأن الأمر يتعلق بثورة شعبية وليست ثورة "الحرامية"، كما ادعى النظام المصري السابق.
الاحتجاجات تصيب الأزهر
هنا دخل الدين السياسة من بابها الواسع، ووجدت الايات القرانية والأحاديث النبوية الشريفة نفسها تفصل على المقاس، والك حسب الظرف والمصلحة، بعد أن انتقلت موجة الاحتجاجات الشعبية في مصر إلى داخل جامع الأزهر، كانت بدايتها تحذير وزارة الأوقاف المصرية من استخدام صلاة الجمعة الماضية في التظاهرات التي
دعت إليها، إذ طالبت في بيان لها أئمة المساجد وخطباء الجمعة بعدم السماح باستخدام المساجد في التجمع وفي إثارة ما وصفته بالبلبلة بين المواطنين أو نقل الشائعات المغرضة من غير بينة أو برهان.
وجاء رد الفعل سريعا من طرف علماء آخرين أسسو "جبهة علماء الأزهر"، لم يعترف بها القائمون على الشؤون الدينية في مصر، إذ طالبت هذه الجبهة جموع المصريين بالاستمرار في تظاهراتهم وغضبتهم حتى نيل حقوقهم.
وجاء في بيان لها: "تقول لأمتنا الخارجين على الظلم "اخرجوا، فدخول الجحور غير جائز إلا للنمل"، مشيرة إلى أنها لا تدعو للفتنة، "لكن إبداء الرأي بكل الوسائل لا يعني الخروج على الحاكم".
ودخل على الخط أيضا، الداعية المصري- القطري يوسف القرضاوي السبت الماضي، في اتصال مع قناة الجزيرة حيث طالب الرئيس المصري حسني مبارك بالتخلي عن السلطة، معتبرا ألا حل للأزمة الحالية في مصر إلا برحيله، كما دعا المصريين إلى الاستمرار في انتفاضتهم بالسبل السليمة.
وخاطب القرضاوي الرئيس المصري قائلا: " إرحل يا مبارك، إرحمم هذا الشعب، وإرحل حتى لا يزداد خراب مصر"، وفي الوقت نفسه خاطب الشعب المصري "استمر في انتفاضتك".
فرعون مصر الجديد
بما يبقى أهم إنجاز حققه الرئيس المصري حسني مبارك ويستحق تسجيله في الأرقام القياسة، ليس مدة حكمه التي بلغت 30 سنة، على رأ كيان سياسي عجيب تردد أكبر فقهاء القانون الدستوري في تكييفه مع "الجمهورية"، ولكن ما يستحق الاهتمام فعلا هو طريقة وصوله للسلطة في وقت كانت مصر تعج بكبار القادة والمخططين الفعلييلن لثورة 1952، التي أطاحت بحكم الملك فاروق. ويفسر بعض المحللين نجاح مبارك في إزاحة هذه الزعامات، بكون الرئيس السابق أنور السادات لعب دورا بارزا في تقريب عرش مصر منه، بعد أن نحى منذ توليه رئاسة مصر رفاقه القدامى من على هرم السلطة، إذ قربه منه بشكل كبير، لتبدأ مسيرته من ضابط صغيرا إلى قائد القدامى من على هرم السلطة، إذ قربه منه بشكل كبير، لتبدأ مسيرته من ضابط صغير إلى قائد لسلاح الجو خلال حرب أكتوبر 1973، كما شكلت اتفاقية "كامب ديفيد" مع الإسرائيليين فألا حسنا على حسني مبارك، حسب بعض المتتبعين، إذ اشترط الإسرائيليون إن يعين مبارك نائبا لرئيس الجمهورية، ولم يتأخر موعدا لقاء العرش بصاحبه الجديد طويلا بعد أن أقدمت الجماعة الإسلامية المصرية على اغتيال الرئيس أنور السادات والنتيجة تعيين مبارك بعد يومين فقط على الحادثة رئيسا للبلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.