إلهام شاهين، ليلى علوي، هاني سلامة، وغيرهم من الفنانين المصريين كانوا على موعد أول من أمس مع «لجنة الحوار المجتمعي» المنبثقة عن لجنة الخمسين التي أوكلت لها مهمّة إعداد الدستور المصري الجديد. هذه المرة، لم يجرِ تجاهل الفنانين كما حدث لدى كتابة دستور 2012 في عهد الاخوان. الفنانون الذين وقفوا ضد نظام الجماعة، جمعهم لقاء طويل مع اللجنة امتدّ أربع ساعات، إضافة إلى هاني سلامة والهام شاهين، وليلى علوي، كان حاضراً في اللقاء أيضاً رئيس اتحاد النقابات الفنية هاني مهنا، ونقيب الموسيقيين مصطفى كامل، ونقيب الممثلين أشرف عبد الغفور، وعزت العلايلي، ونبيل الحلفاوي ومحمود ياسين، وأحمد بدير، ومحمد رياض، وخليل مرسي، وسميرة عبد العزيز. طالبت الممثلة ليلى علوي بضرورة أن يضمن الدستور سيادة الأراضي المصرية عبر وضع خريطة جغرافية للحدود في دبياجة الدستور، وعدم السماح لأي رئيس بالتنازل عن هذه الأرض، مشيرة إلى أنّ هذه «النقطة ستحمي حدود بلادنا للأجيال المقبلة، على أن تجري كتابة عبارة «مصر دولة عربية أفريقية تطل على البحرين الابيض والاحمر»»، كما طالبت علوي بتضمين الدستور نصّاً يحمي الفنانين وحقوق الملكية الفكرية لأعمالهم وإبداعاتهم، على أن يجري تنظيم آليات المحاسبة على سرقة حقوق الملكية في القوانين لاحقاً. وهو المطلب الذي أيّدها فيه الشاعر جمال بخيت، الذي أكّد على ضرورة ضمان حرية الابداع للفنانين والشعراء، وتجريم سرقة حقوق الملكية الفكرية، كما تطرقت علوي إلى ضرورة النص على مدنية الدولة في الدستور الجديد، حتى يشعر جميع المصريين بالأمان، مشيرة إلى ضرورة مراجعة محتويات الكتب التعليمية المليئة بالأخطاء، مستشهدة بكتاب وزِّع على نجلها العام الماضي ويعزّز غريزة الانتماء إلى الجماعة لا الوطن، مطالبة بضرورة ترسيخ حب الوطن لا الجماعة في مناهج التعليم. اقتراحات الفنانين لم تتوقف عند مطالبهم، بل امتدّت لتشمل الحديث حول المواد الجدلية. مثلاً، اعترضت الفنانة تيسير فهمي على المادة الرابعة من الدستور المعطل التي تمنح الأزهر الحق في مراجعة بعض القوانين، مؤكدة على احترامها للأزهر كمؤسسة دينية لا رقابية على القوانين. واقترحت الفنانة سميرة عبد العزيز إعادة صياغة المادة 20 لتتضمّن عبارة تحوّل اللغة العربية والتربية الدينية والوطنية والفنية والرياضية مواد أساسية في التعليم في كل المدارس الحكومية والخاصة بهدف الحفاظ على الهوية المصرية العربية. لطفي لبيب اقتراح «عبقري» اللافت في اللقاء الذي جمع الفنانين المصريين ب«لجنة الحوار المجتمعي» المنبثقة عن لجنة الخمسين، كان مداخلة لطفي لبيب. شدّد الممثل على تمسّكه بعدم تعديل المادة الثالثة من الدستور المعطّل، وعدم استبدال عبارة «احتكام المسيحيين واليهود لشرائعهم» بكلمة «غير المسلمين» حتى لا يكون هذا الأمر «باباً أمام مَن يعتقنون ديانات غير سماوية»! المضحك أنّ هذا الاقتراح «العبقري» لاقى قبولاً من بعض الحاضرين! لكنّ الفنان مدحت صالح الذي كان حاضراً أجابه بأنّ غير المسلمين تحكمهم شرائعهم أيضاً، مما أثار غضب لبيب.