يسدل الستار، مساء يومه السبت، ثاني يوليوز الجاري، بالمسرح الوطني محمد الخامس، على فعاليات الدورة 17 من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، التي انطلقت منذ 24 يونيو الماضي، بعرض الفيلم البوسني "اختيار لونا" للمخرجة جزميلا زبانيك وتقديم نتائج المسابقة الرسمية للمهرجان، التي عرفت مشاركة 19 فيلما دوليا وعربيا، من بينها الفيلمان المغربيان "جناح الهوى" للمخرج عبد الحي العراقي، و"فيلم" للمخرج محمد أشاور، ومزجت هذه الدورة بين الأفلام العربية والدولية، ولم تحافظ على "جائزة يوسف شاهين" المخصصة لدعم الفيلم العربي بشكل مستقل عن "جائزة الحسن الثاني"، بسبب المشاكل المادية والتقنية، كما أوضح منظمو المهرجان، في الندوة الصحفية التعريفية، بالمهرجان قبل انطلاقه. عرفت الدورة 17 من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، المنظمة من طرف جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون تحت شعار "كلنا ضد القرصنة"، غيابا كبيرا للجمهور عن القاعات السينمائية التي عرضت فيها الأفلام، المشاركة في المسابقة الرسمية أو خارج المسابقة، ما جعل الحاضرين يتساءلون عن جمهور المهرجان، الذي لا يتجاوز 20 شخصا في أغلب العروض، باستثناء حفلات التكريم، والافتتاح والاختتام، التي يحضرها نسبيا الجمهور، كما عرفت الدورة تباينا كبيرا في مستوى الأفلام المعروضة في المسابقة الرسمية، التي ستصعب بكل تأكيد من مهمة لجنة التحكيم، التي ترأسها السينمائي التونسي رضا الباهي، والتي تذكر بالمشكل والعثرة الكبيرة لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، والتي سبق أن نبه، منذ سنتين، مخرج سينمائي انجليزي منظمي المهرجان إليها، ودعاهم إلى الاعتماد على معايير مضبوطة في انتقاء الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. وفي هذا الصدد، صرح الناقد السينمائي، حسن نرايس، ل "المغربية"، أن "مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية بالمهرجان متوسط جدا، ولا علاقة لبعضها بسينما المؤلف، فباستثناء الفيلمين العراقي والإيراني، اللذين شاهدت إلى حدود اليوم الخميس، وأتوقع لهما بالحصول على بعض الجوائز، فأغلب الأفلام ضعيفة وليس فيها اشتغال سينمائي حقيقي". وأضاف نرايس أن التكريم، الذي يعد من أقوى اللحظات الفنية بالمهرجان، نجح في تكريم الوجه السينمائي المغربي، المتمثل في الفنانة المغربية ثريا جبران، وفي المخرجين المغربيين الراحلين محمد لطفي، وأحمد البوعناني، وأخفق في اختيار الممثلة المصرية ليلى علوي، قائلا "أعتقد أن تكريم ليلى علوي لم يكن في محله، خاصة أنه مهرجان دولي، وأن هناك مخرجين أوروبيين يستحقون ذلك التكريم". من جهته تساءل الناقد السينمائي عادل السمار، صاحب موقع "الفنون المغاربية"، عن المعايير التي اعتمدتها لجنة انتقاء الأفلام للمشاركة في المسابقة الرسمية، وأكد التباين الكبير الحاصل في مستوى الأفلام، والخلط بين الأفلام التلفزيونية، والأفلام الوثائقية، مع بعض الأفلام، التي يمكن إدراجها ضمن سينما المؤلف. وأضاف السمار أن مفهوم المؤلف غير حاضر في هذا المهرجان، الذي أصبح يعاني من الكثير من المشاكل التقنية والتنظيمية، ومن غياب الجمهور عن عروضه السينمائية، لدرجة يمكن التساؤل معها عن أفق استمراريته مستقبلا. أما في ما يتعلق باللقاء، الذي جمع بين مديري المهرجانات العربية، فرأى فيه الناقد حسن نرايس مضيعة للوقت، لأنها ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها هؤلاء المدراء، ويخرجون بتوصيات، ولكنها تظل حبرا على ورق، بدليل أن توقيتها يتزامن بشكل كبير، وتشهد منافسة شديدة في استقطاب النجوم العالميين، وهذا، برأيه، يسيء إلى المهرجانات العربية ولا يخدمها بالمرة. شارك في المسابقة الرسمية للدورة 17 من مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، 19 فيلما دوليا وعربيا، منها الفيلمان المغربيان "جناح الهوى" للمخرج عبد الحي العراقي، و"فيلم" للمخرج محمد أشاور، وفيلم "تازة" للمخرج دانييل جيرفي، إنتاج مشترك بين كندا والمغرب، وفيلم "زهرة" للمخرج بارني بلات – ميل، إنتاج مشترك بريطاني مغربي، إضافة إلى الأفلام التالية: "اسم الناس" للمخرج ميشال بوكليرك من فرنسا، و"سارق الضوء" للمخرج أكنتان أريوم كيبت من كرخيزيا، و"الحاوي" لإبراهيم بطوط من مصر، و"كلنا قبطان" لأوليفر لاكس من إسبانيا، و"مطر أيلول" لعبد اللطيف عبد الحميد من سوريا، و"اجر، إن استطعت" لديتريش برغمان من ألمانيا، و"المغني" لقاسم حول من العراق، و"مدينة الحياة" لعلي مصطفى من الإمارات، و"شتي يا دنيا" لبهيج حجيج من لبنان، و"دموع غزة" لفيبكي لوكيبيرك، إنتاج مشترك بين النرويج وفلسطين، و"الغد البعيد" لانتاشا سوترو، إنتاج فرنسا والجزائر، و"آخر سبتمبر" لمعز كمون من تونس، و"سبع باحات" لسمير أسلنيورك من تركيا، و"سينما كومونيستو" لميلا توراجليلك من صربيا، و"مرة أخرى" لجود سعيد من سوريا. وتتراوح قيمة الجوائز الخمس الدولية، والجائزة العربية الوحيدة في المسابقة الرسمية، بين 7 آلاف و10 آلاف دولار. وتكونت لجنة التحكيم، التي ترأسها السينمائي التونسي رضا الباهي، من الموسيقي الشيلي، خورخي أرياكادا، والممثلة المصرية لبلبة، والسيناريست الكندي، دانييل سويسا، والسيناريست الإيراني، عباس باختياري، وإيلينا خيمينيز، مديرة مهرجان بفرنسا. كما تضم اللجنة فنانين من المغرب، ويتعلق الأمر بالممثلة سناء موزيان، والمنتجة نفيسة السباعي، والمخرج المسرحي جمال الدين الدخيسي.