في أول خروج له إلى الشارع، عقب انسحابه من الحكومة الحالية، نظم حزب الاستقلال، بعد زوال اليوم الأحد، مسيرة في الرباط، احتجاجا على الزيادة في الأسعار، في ضوء تطبيق نظام " المقايسة" الخاص بالمحروقات. وقال الحزب، في افتتاحية نشرت اليوم، في صحيفة " العلم"، الناطقة الرسمية بلسانه، إن حزب الاستقلال ينزل إلى الشارع، للتنديد بما أسماه " المنهجية الماكرة" في تدبير الشؤون العامة في البلاد. ووسط زحام شديد،شارك حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في المسيرة، مرفوقا بالحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعبد المجيد بوزوبع، وعبد الكريم بنعتيق،من نفس الحزب، ومصطفى بنعلي، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، فيما سارت خلفهم مواكب الشبيبة الاستقلالية، والشبيبة الاتحادية، والاتحاد العام للشغالين، و" مبادرات الشباب المغربي"، المنضوية تحت لواء جبهة القوى الديمقراطية. وقدر عدد المشاركين ببضعة ألاف، بينما كان حضور الشباب من الجنسين طاغيا، نظرا لتزامن المسيرة مع انعقاد " المهرجان الوطني للشباب والطلبة"، المنعقد تحت شعار " وطن الشباب " ، في الفترة مابين 21 شتنبر الجاري و 2 أكتوبر المقبل. ومما أثار انتباه متتبعي المسيرة هو إشراك 6 حمير في مقدمة المسيرة، وقد تم رفع فوق كل رأس واحد منها، لافتة كتبت عليها بخط بارز عبارة " فهمتيني ولا لا؟"، وهي اللازمة التي تتردد كثيرا على لسان حميد بنكيران، رئيس الحكومة،في خطبه وأحاديثه. ورفع المشاركون لافتات ومجسمات وبالونات هوائية، للتنديد بالسياسة العامة للحكومة، مطالبين إياها بالرحيل، ومرددين شعارات عديدة، يطول استعراضها، وانصبت بالأساس على بنكيران، ومنها ما يتهمه ب"الدكتاتورية"، وبأن " الحكومة خوانجية، باعت وشرات في القضية"، و" بنكيران اللي نتسناو بركتو، دخل للحكومة بزيادتو"، و" فينك ياليوسفي وعباس؟ بنكيران طلع في الراس". المسيرة انطلقت من ساحة باب الأحد، حيث يوجد المقر المركزي لحزب الاستقلال، على الساعة الخامسة مساء بالضبط من نهار اليوم، لتتوجه عبر شارع الحسن الثاني،إلى شارع محمد الخامس، ولتتوقف بعد ساعة من الزمن، بساحة البريد الرئيسية، دون أن تتمكن من الوصول إلى الساحة المقابلة في البرلمان، بعد أن تم نصب حواجز حديدية في وجهها، معززة بعناصر من قوات الأمن. وفي تصريح له للصحافة، أعرب عبد القادر الكيحل، القيادي بحزب الاستقلال، أن هذه المسيرة ليست سوى البداية، وسوف تتلوها مسيرات أخرى في مجموع المدن المغربية، مضيفا أن هناك مجموعة من الأشكال النضالية، سوف يتم اتخاذها من طرف الحزب، سواء داخل البرلمان أو خارجه، للتعبير عن التضامن مع كل الفئات الاجتماعية، مثل المعطلين، وغيرهم. وخلص الكيحل في تصريحه، إلى أن الحكومة بنهجها للأسلوب الحالي، في الرفع من أثمان المحروقات، تشن ماأسماه " حربا اجتماعيا"، مشيرا إلى أنه لامجال للتراجع عن " هذه الحرب"، إلا بوقف مسلسل الزيادة في الأسعار، التي يعتبرها حزبه بمثابة " خط أحمر".