دخلت الأردن خط المنافسة إلى جانب كل من تركيا وإسبانيا، لاستقطاب السياح الجزائريين، على إثر التوترات الأمنية التي تعرفها دول الربيع العربي، التي كانت إلى وقت قريب وجهة الجزائريين التقليدية على غرار تونس ومصر. كشفت مصادر دبلوماسية من السفارة الأردنية في الجزائر، عن تسجيل ارتفاع يفوق 50 في المئة في عدد طلبات التأشيرة خلال الموسم الحالي، وهو ما يعد سابقة في تاريخ السفارة الأردنية بالجزائر، حيث تتم معالجة أزيد من 120 تأشيرة يوميا تصب مجملها في مجال السياحة الصيفية والترفيهية في إقليم البحر الميت والعقبة، فضلا عن السياحة العلاجية. وتراهن المصالح القنصلية حسب المصدر ذاته على بلوغ سقف المئتين وخمسين تأشيرة يوميا (250) أو أكثر، مع اقتراب موسم الحج لارتباط الأردن بالسياحة الدينية واحتوائه على شواهد أثرية وأخرى دينية، طالما كانت معبرا للأنبياء والرسل. فبالإضافة إلى ذلك يمكن استكمال الرحلة من الأردن نحو السعودية برا، وهو ما سيساهم في تخفيض تكاليف الرحلة لأداء مناسك الحج التي عادة ما تثقل كاهل الحجاج الجزائريين لارتفاع أسعارها، مقارنة بالقدرة الاجتماعية لغالبية الجزائريين الذي يأملون في زيارة بيت الله. واتخذت المصالح القنصلية الأردنية، جملة إجراءات وتدابير تحفيزية للسياح الجزائريين الذين يبحثون عن وجهات جديدة أكثر أمانا، يقضون فيها عطلهم بعروض وتكاليف معقولة كتلك التي كانت توفرها لهم تونس ومصر. وتم في هذا الإطار استحداث خطوط جوية مباشرة تربط بين الجزائر عمان بدأت بمعدل رحلتين في الأسبوع، بداية موسم الاصطياف لتصل إلى 4 رحلات خلال ظرف قياسي، ومن المزمع رفعها إلى معدل 5 أو 6 رحلات خلال الأسبوع، إلى جانب ذلك ألغيت رسوم التأشيرة وأصبحت مجانية، فضلا عن تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة وتسليمها في أجال قياسية، إضافة إلى تخصيص قاعات انتظار مكيّفة بكل خدمات الرفاهية خلال مدة الانتظار، مع تقديم التوجيهات والوجهات السياحية المناسبة للسياح الجزائريين كل حسب اهتمامه.