يقضي رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، فترة نقاهة في الضاحية الغربية للجزائر العاصمة، حيث خصصت له السلطات موقعا خاصا في إقامة الدولة ب"سيدي فرج"، ويجهل كم ستستغرق من الوقت عملية "التأهيل الوظيفي" التي يخضع لها منذ عودته من باريس في ال16 من الشهر المنقضي، في الوقت الذي سلمت كل القطاعات الوزارية الملفات المطلوبة إليها، في انتظار إعلان الرئاسة موعد أول مجلس وزراء. أفادت مصادر رفيعة أن الفريق الطبي الذي يرافق رئيس الجمهورية في فترة النقاهة التي يقضيها في الجزائر، يتشكّل من أربعة فرنسيين، بالإضافة إلى الفريق الطبي الجزائري الذي سخّره المستشفى العسكري لعين النعجة، حيث يرافقه طبيبان مختصان في الإنعاش والاستعجالات. وخصصت رئاسة الجمهورية فيلا تابعة لإقامة الدولة في سيدي فرج للرئيس والفريق المرافق له، وهي إقامة شيدتها قبل أعوام شركة "بروان أند روث كوندور" الأمريكية المتخصصة في المنشآت القاعدية لقطاع النفط في فترة الوزير السابق للطاقة شكيب خليل. وعلم أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لم يغادر الإقامة منذ عودته من باريس، قبل نحو عشرين يوما، حيث تنفي مصادر "الخبر" أن يكون نقل مجددا إلى سويسرا أو إلى فرنسا، حيث كان يعالج على مرحلتين بين المستشفى العسكري "فال دوغراس" ثم مصحة "ليزانفاليد". ويشرف الفريق الطبي في الإقامة على إخضاع رئيس الجمهورية لبعض أنشطة التأهيل الخاصة ببعض الوظائف التي تأثرت جراء "الجلطة الدماغية"، لاسيما الحركة والكلام. وأفادت المصادر نفسها، أن أول نشاط علني متوقع لرئيس الجمهورية، سيكون مجلس الوزراء بما أنه موعد ملزم دستوريا ويحمل أجندة استعجالية، تتصل بقانون المالية التكميلي الذي يحمل موازنات مالية ناتجة عن إجراءات اتخذتها الحكومة في الجنوب، وكذا ميزانية مشروع "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية" بعد عامين، بالإضافة إلى ملفات تتصل بقطاعات المحروقات والمناجم والرياضة وقانون العقوبات للتكفل بالمستجدات التي أحدثتها عمليات اختطاف الأطفال، وقانون الاستثمار وقانون السمعي البصري. لذلك، فإنه من البديهي توقّع غياب رئيس الجمهورية عن صلاة عيد الفطر التي تعود تأديتها في الجامع الكبير في العاصمة، وهو ثاني موعد بروتوكولي غير ملزم دستوريا يغيب عنه الرئيس منذ عودته إلى أرض الوطن. وتتوقّع المصادر ذاتها، أن يمتد غياب ظهور رئيس الدولة في المراسم البروتوكولية أسابيع أخرى، بما فيها الاستقبالات الرسمية أو تسلم وثائق اعتماد السفراء الجدد، في حين يحتمل أن تؤجل كل الحركات المقررة داخل السلك الدبلوماسي والعسكري والولاة إلى غاية الخريف المقبل . وذكرت ذات المصادر أن الفريق الطبي المرافق لرئيس الجمهورية، رفض أن يبرمج زيارات معايدة للرئيس بوتفليقة إلا لأفراد عائلته المقربين، حيث علم أن لا أحد من المسؤولين المدنيين زاره في إقامته منذ عودته، ولا حتى مسؤولي الهيئات الدستورية الذين كانوا في استقباله بمطار بوفاريك العسكري.