يواصل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الغياب عن النشاطات الرسمية، رغم مرور قرابة عشرة أيام على عودته من رحلة العلاج والمرض التي قادته إلى العاصمة الفرنسية باريس في ال 27 أبريل الماضي، بعد إصابته بجلطة دماغية، استدعت نقله إلى مستشفى فال دوغراس العسكري. وكان الرئيس قد عاد الثلاثاء الماضي من باريس، التي قضى فيها أكثر من 80 يوما ما بين فال دوغراس ومستشفى ليزانفاليد الذي قضى فيه فترة نقاهة وإعادة تأهيل وظيفي، وهي عودة كانت منتظرة، خاصة وأن غيابه طوال هذه المدة، تسبب في عرقلة الكثير من المشاريع، وتجميد قوانين لا بد من أن يوقع عليها قبل أن تصبح سارية المفعول، ورغم أن الكثير من الصحف تنبأت باستئنافه لنشاطاته الرسمية بسرعة، إلا أن بوتفليقة يواصل رحلة العلاج في الجزائر، إضافة إلى عملية تأهيل وظيفي من أجل تجاوز آثار الجلطة الدماغية التي بدت واضحة على الجزء الأيسر من الجسم. وقالت مصادر مطلعة ل'القدس العربي' إن فريقا من الأطباء يعكف هذه الأيام على حالة الرئيس الصحية، من أجل تمكينه من حضور مجلس الوزراء الذي ينوي بوتفليقة عقده قبل نهاية شهر رمضان، من أجل تصريف الكثير من الشؤون والملفات العالقة، وخاصة قانون الميزانية التكميلي، الذي سيتم تمريره بأمر رئاسي، علما وأن البرلمان في عطلة، موضحة أن الرئيس يخضع لعملية تأهيل جديدة في الجزائر، تماما مثلما أعلن عنه بيان الرئاسة، من أجل تمكينه من حضور مجلس الوزراء، شرط أن يكون مختصرا إلى أقصى حد، لضمان عدم إرهاق بوتفليقة. وكما سبق وأن ذكرنا في ‘القدس العربي' بدأت الصحف الجزائرية الحديث عن إلغاء مشروع التعديل الدستوري، مؤكدة على أن مشروعا مثل هذا، يحتاج جهدا بدنيا وحضورا من طرف الرئيس، الذي لا يمكنه في وضعه الحالي أن يرافع لصالح التعديل، مثلما فعل مع قانوني الوئام والمصالحة الوطنية، التي جاب بشأنهما كل ولايات الوطن من أجل إقناع المواطنين بالتصويت لصالحهما في الاستفتائين اللذين تم تنظيمهما. وينتظر أن يخلد الرئيس بوتفليقة إلى فترة راحة أخرى مباشرة بعد الانتهاء من مجلس الوزراء المرتقب، الذي سيتم فيه تصريف أكبر عدد ممكن من الملفات المتراكمة بسبب مرض الرئيس، وبسبب عدم انعقاد مجلس الوزراء منذ فترة طويلة، علما وأن هذا المجلس كان يعقد مرة كل أسبوعين، وأصبح يعقد مرة كل ستة أشهر بسبب الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، الذي بدأ رحلة طويلة مع المرض سنة 2005، تخللتها فترات استرجع فيها صحته، لكن حركته تراجعت بشكل واضح مقارنة بما كانت عليه قبل المرض.