تحولت جلسة الأسئلة الشهرية في مجلس المستشارين المخصصة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى مواجهة، دامت عدة دقائق، بينه وبين رئيس المجلس الدكتور بيد الله، الذي طلب منه الالتزام بالموضوع. وقد ارتفعت نبرة بنكيران، وهو يخاطب بيد الله بأعلى صوته:" ليس لك الحق في التكلم معي"، محذرا إياه من أن ينضاف إلى " الجهات التي تشوش على الحكومة"، ليرد عليه رئيس مجلس المستشارين:" هذا كلام لايليق بك ". ثم واصل رئيس الحكومة احتجاجه، وهو يقول أنه لايقبل أن يقاطعه أي أحد، مضيفا "أنا لست حائطا قصيرا، وأنت رجل نقدرك ونحترمك"،مشيرا إلى أنه لايحتاج إلى الكلام،"لأن الشعب يعرفني، وأعطاني صوته، وكلامي سمعه من قبل، إذا أردتم انتخابات سابقة لأوانها، فنحن موجودون،" مخاطبا بيد الله :" بيني وبينك الدستور". وذكر بنكيران بالظروف التي جاء فيها إلى الحكومة " بعد حراك عربي عصف بدول"،وبعد مبادرة قادها الملك محمد السادس تكريسا للإصلاح في إطار الاستقرار، ملمحا إلى أن البلاد عرفت نوعا من التحسن، وإن كان ليس بالشكل الذي يرقى إلى مستوى الطموح. وأردف بنكيران انه ليس من دعاة " الالتصاق بالكراسي، كما يقول بعض التافهين"، في تلميح لا يخفى على أحد، مضيفا أن مسؤولية الوطن ليست بالسهولة التي قد يتصورها البعض. ووصف رئاسة الحكومة بانها ليست جنة بالنسبة له، وأن الجنة عند الله، مؤكدا أنه قرر الاستمرار في تحمل المسؤولية تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس. وخاطب الاستقلاليين ،بالقول بإنهم كان يتعين عليهم أخذ شيء من الوقت، وكشف أنه لم يرفع ستقالة وزرائهم بعد إلى العاهل المغربي، بدعوى أنه مازال بصدد التفكير في الموضوع. ونوه بنكيران بأداء الوزراء الاستقلاليين ضمن الفريق الحكومي، وخص بالذكر نزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية، وما ناله من جوائز، معبرا عن اعتزازه به، بعد أن استطاع " ان يحافظ للمغرب على وضعيته الاقتصادية". وقال إن الانتخابات تحسمها الصناديق، " ومن يعتقد أن عنده شيء مضمون، فهو مغرور" في تلميح إلى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي قرر الانسحاب من الحكومة، والاصطفاف في المعارضة. واستنكر بنكيران ماأسماه انقلاب الاستقلاليين على سياستهم، وتنكرهم لكل ما سبق،بين عشية وضحاها،على حد قوله. وعبر عن اعتقاده بأن العلاقات بينه وبين مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب جيدة، متسائلا في نفس الوقت :" هل تعلنون الحرب بيني وبينها؟"، وأضاف :"هل تريدون مني أن أن أسكت عن المنكر؟". ووجد بنكيران، اليوم نفسه، ضمن جلسة الأسئلة الشهرية، بمجلس المستشارين نفسه في مواجهة سهام النقد، وهي تنهال عليه من فرق المعارضة،التي تعززت بانضمام حزب الاستقلال إليها، بعد تقديم وزرائه لاستقلالتهم، باستثناء محمد الوفا، وزير التربية الوطنية. بنكيران حاول من خلال الكلمة التي ألقاها أمام البرلمانيين، الدفاع عن سياسة الحكومة في موضوع تشجيع الاستثمار، مشيرا إلى اتخاذ عدد من التدابير لتحسين مناخ الأعمال، ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة،وتوفير الظروف الملائمة لإنعاش الاقتصاد الوطني. وعاب بنكيران على الصحافة المغربية إغفالها الأرقام المسجلة في هذا المجال، الذي وصفه بأنه يعرف عددا من المؤشرات المهمة على مستوى الانجازات، التي استعرضها بكل تفصيل. غير أن حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، المتموقع في المعارضة، وكعادته دائما، في مواجهة بنكيران، كان له رأي أخر، يمكن إجماله في أن الحكومة عاجزة وفاشلة، مستعينا ببعض المعطيات التي استند عليها في تقييمه لأدائها، ومنها التقليص من نفقات الاستثمار، واللجوء المفرط إلى الاستدانة، وفشل النموذج التنموي. وانصبت مختلف تدخلات فرق المعارضة ، وضمنها فريق حزب الاستقلال،في هذا الاتجاه، حيث أبرزت بعض المؤشرات المتعلقة بما اعتبرته اختلالات تسود مجال تدبير الحكومة لسياسة الاستثمار في البلاد. تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران، وبيد الله في مجلس المستشارين