ظهر رئيس الحكومة، عبد الاله بنكيران، أول أمس الأربعاء، في أسوإ حالة من العصبية والنرفزة، وشرع في توزيع الاتهامات يمينا وشمالا، والتي لم يسلم منها حتى رئيس مجلس المستشارين بيد الله، ولجأ إلى استخدام مصطلحات تعكس الحالة النفسية التي كان عليها رئيس الحكومة، ونسبة ارتفاع الضغط الدموي لديه، ومدى تأثره بانسحاب حزب الاستقلال من الأغلبية الحكومية، حيث شرع في مهاجمة الكل، والتهديد بالشارع، والوعيد بإجراءات قاسية للخروج من الأزمة، كما عاد إلى لغة "أنا رئيس الحكومة ماحتاجش نتكلم" ومصطلحات من قاموس بنكيران العجيب من قبيل "الكيرة، واللوبيات، وماشي شغلك، وماغاديش نرد على من والا... الخ." فلقد كانت كلمات فؤاد القادري المستشار البرلماني عن حزب الاستقلال خلال الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين حول مساءلة رئيس الحكومة حول السياسات العامة، أول أمس الأربعاء، كافية لإشعال غصب بنكيران حينما أعلن أن الشعب المغربي سئم من لغة الحيوانات التي اختار بنكيران مواجهة خصومه بها، وتأكيده بأن آلية صنع القرار داخل الحكومة تعطلت منتقدا قرار الحكومة بوقف نفقات الاستثمار الذي أكد أنه قرار فردي لرئيس الحكومة، معلنا عن اصطفاف حزب الاستقلال في صفوف المعارضة. حيث رد عليه بنكيران باتهام حزب الاستقلال بالانقلاب بين عشية وضحاها محملا وزير الاقتصاد والمالية مسؤولية وضع هذه السياسيات قبل أن يعود إلى مدح الوزير الاستقلالي ويذكر بتكريمه من طرف مجموعة من المؤسسات الدولية، وقال إنه ساهم في إيقاف الحركات الاحتجاجية التي تهدد الوطن. كما هدد عبد الإله بنكيران مرة أخرى بالشارع وأعاد كلامه الذي يكرره في كل مناسبة بأنه جاء إلى رئاسة بعد حراك عربي عصفت بعدة دول، وخير بين ما أسماه الإصلاح في إطار الاستقرار أو القول للشعب : ما رأيك؟. ونال رئيس مجلس المستشارين نصيبه من اتهامات بنكيران حيث طالبه بعد الانضمام إلى الجهات التي تشوش على الحكومة، والتي يقول بنكيران إنها كثرت على حد تعبيره. قبل أن ينتقل إلى مهاجمة الكل باستعمال كلمات بعيدة عن المصطلحات الديمقراطية من قبيل "كتكلموا مع رئيس الحكومة، أنا ماشي حيط قصير، ماشي شغلك، والو أنا ممحتاجش نتكلم...". ولم يجعل بنكيران الفرصة تمر دون مدح حركة 20 فبراير واتهام أطراف لم يسمها بمحاولة خلق العداوة بينه وبين مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. وانتقد بنكيران المقاومة التي وجدها في إلغاء صندوق المقاضة وقال إنه كان يظن أنه سيواجه في كل شيء إلا في ملف إصلاح صندوق المقاصة، ووافق بنكيران المعارضة في قولها إن النموذج التنموي للحكومة وصل إلى نهايته قائلا إن الأمر يتطلب إجراءات قاسية تفاديا للوصول إلى ما وصلت إليه بعض الدول