"إسمي ناصر بن عبد الجليل. وحققت حلمي في أن أكون أول مغربي يصل إلى أعلى قمة في الكوكب "إيفرست"٬ هذا ما كتبه هذا المولوع بالرياضات القصوى ذو ال33 ربيعا على صفحته على الفيسبوك٬ مفتخرا بوضوح بمعانقة قمة العالم٬ أو بالأحرى لأنه رفع بكل شرف العلم المغربي هناك. هكذا قدمت وكالة الأنباء الرسمية المغربية صاحب الإنجاز الرياضي الجديد، مضيفة في تقريرها، أن تسلق قمة إيفرست البالغ علوها 8848 متر في الهيمالايا بنيبال تحد أقصى يواجهه سنويا العديد من متسلقي الجبال من جميع الجنسيات أحيانا على حساب حياتهم٬ بفعل مشاكل التأقلم المناخي أو أحوال الطقس المضطربة. ولم يكن ناصر بصدد أول تجربة له في مواجهة الجبال٬ إذ سبق له تسلق الجبل الأبيض في أوروبا وأكونكاغوا في الشيلي٬ وماكينلي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وظل تسلق إيفرست "حلما قديما" يراود المغامر المغربي ورغب في تحقيقه بأي ثمن٬ وشكل لذلك فريقا مع 15 رياضيا بريطانيا ونرويجيا واتبع بدقة استراتجية تليق بالاحترافيين الكبار. وبعد ثلاثة أشهر من الاستعدادات في أوكيمدن٬ توجه ناصر نحو نيبال بعد أن عمل لتوفير الأموال اللازمة٬ فإلى جانب تكاليف السفر٬ تتطلب هذه المغامرة الكبيرة معدات وخياما وطعاما ومرشدين محليين متمرسين. وكما أوضح ذلك سابقا لوسائل الإعلام٬ فإن استراتيجيته تتمثل في الذهاب والإياب المتكررين طوال ثلاثة أسابيع بين المخيم الرئيسي والمخيمات الوسيطة المحدثة بالتدرج في الجبل لضمان تأقلم أفضل٬ ليشرع المغربي وزملاؤه بعد ذلك في الصعود نحو سقف الكوكب. ويعد هذا الإنجاز الذي حققه بن عبد الجليل مفخرة لجميع المغاربة٬ بدليل برقية التهنئة التي وجهها له العاهل المغربي الملك محمد السادس٬ وموجة الدعم والتهنئة الاستثنائية التي عمت الشبكات الاجتماعية من قبل المغاربة في جميع جهات العالم. وقال الملك٬ في هذه البرقية٬ "تلقينا ببالغ السرور والابتهاج نبأ إنجازك المتميز٬ المتمثل في تسلقك قمة إيفريست٬ ورفعك بذلك راية المغرب خفاقة فوق أعلى قمة في العالم٬ في أول سابقة من نوعها لمتسلقي الجبال المغاربة". وبهذه المناسبة السعيدة٬ عبر العاهل المغربي عن تهانئه الحارة وتقديره البالغ لهذا الإنجاز الكبير٬ الذي جاء ليتوج الجهود الجبارة٬ وروح المغامرة العالية التي أبان عنها هذا الرياضي وبإصراره على كسب هذا التحدي العالمي المشرف للوطن العزيز٬ المغرب. ويعكس إنجاز هذا المغربي من الدارالبيضاء صفات التفاني والإرادة والانضباط التي أبان عنها هذا الرجل الذي نجح في أن يجمع بين مسار مهني متألق ومسار رياضي لامع. ولم يمنعه عمله كمتخصص في المالية في صندوق كبير للاستثمار في الدارالبيضاء بالفعل من تخصيص كل الوقت اللازم للتداريب٬ حيث بدأ لديه هذا الولع منذ سنة 2000 من خلال مشاركات في ماراطوني لندن وباريس منذ بداية العشرية الماضية. وسيتحول ناصر بعد ذلك نحو تسلق الجبال كرياضة ستمكنه من الجمع بين حبه للطبيعة وولعه بالمغامرة إلى أن رأى نفسه اليوم فوق قمة العالم.