أعلن، أول أمس الاثنين، بالدارالبيضاء، أن الشاب المغربي ناصر ابن عبد الجليل سيدشن رحلته يوم غد الجمعة، نحو تحقيق حلم تسلق قمة جبل إيفرست، في سلسلة جبال الهملايا، بآسيا. (خاص) وقال ناصر، في لقاء صحفي عقد بالدارالبيضاء، إن تجربة الوصول إلى أعلى قمة في العالم (8848 مترا)، ستكون من أجل رفع العالم المغربي، وولوج هذا التحدي لأول مرة من قبل المغرب. ويبلغ ابن عبد الجليل من العمر 33 سنة، وتابع دراساته العليا في شعبة المالية بباريس، واشتغل في بنك أمريكي بلندن، ثم بمؤسسة مالية بالولايات المتحدة، قبل التحاقه منذ ثلاث سنوات بالمغرب. وأضاف أن عشقه للمغامرة الرياضية لازمه منذ صباه، مشيرا إلى أنه مارس رياضتي التنس والسباحة، وشارك في سباقات الماراطون بباريس، ولندن، وفالنسيا، إلى جانب حضوره في ترياثلون المسافات الطويلة، قبل توجيه اهتمامه إلى تسلق الجبال. وأبرز هذا المغامر المغربي أنه عقب تسلقه الجبل الأبيض (فرنسا)، وأونكاغوا (الأرجنتين)، قرر تحقيق حلم تسلق الإيفرست، ليصبح أول مغربي يصل إلى "سقف العالم". واعتبر أن هذا التحدي يتطلب استعدادات طويلة ومتأنية، وميزانية تقدر بنحو مليون درهم، علما أن هذه الرحلة تستغرق أسابيع عدة، وتفرض معدات لوجستية ثقيلة، إلى جانب فريق من المرشدين من ذوي الحنكة، وخبراء في المسالك الجبلية، مفيدا أن فريقا بريطانيا سيصاحبه، خلال هذه الرحلة، التي ستدوم زهاء شهرين، وتداريب استمرت ثلاثة أشهر في دول أوروبية، وأنه قدم استقالته للتفرغ لهذه المغامرة. وأوضح ابن عبد الجليل أن هذا التسلق لا يخلو من مخاطر، مبرزا أن نسبة الأوكسجين تقل كثيرا عند بلوغ مستويات معينة من التسلق، إضافة إلى تراجع درجة الحرارة إلى ناقص 70 درجة مائوية، فضلا عن شدة الرياح وسرعتها. وأكد أن نسبة من يخوضون مغامرة تسلق الإيفرست تقارب كل سنة نحو 800 متسلق، وأن 25 في المائة ينجحون فقط في ذلك. وخلال هذا اللقاء، أشار سعد بنجلون، رئيس شركة "مادوريل" المختصة في مجال أقمشة المفروشات، المحتضن الرئيسي لهذه الرحلة، إلى أن "تمويل هذا التحدي جاء من منطلق المواطنة، والتحفيز على بلوغ التميز المغربي، وتحقيق السبق في هذا المجال"، وأضاف أن رفع العلم المغربي على قمة الإيفرست سيجعله سعيدا، وأن هذه النتيجة ستدخل المغرب في صفوف، الدول التي تسلقت قمة الإيفرست العنيدة. يذكر أنه، منذ 1922، حاول 14 ألف متسلق جبال الصعود إلى أعلى قمة في العالم، لكن 28 في المائة منهم فقط نجحوا في ذلك، وإلى يومنا هذا لم يقم أي مغربي بمحاولة تحقيق هذا الإنجاز. ويقع الإيفرست على الحدود بين المنطقة ذات الحكم الذاتي للتبت في الصين ومنطقة ساغارماتا في النيبال، ويبلغ ارتفاع قمته 8848 مترا عن سطح البحر في منطقة ماجالانغور هيمال، وهي كتلة صخرية في الهيمالايا، ما يجعل منه النقطة الأعلى ارتفاعا في آسيا، وأعلى قمة في العالم.