بدعوة من الملك محمد السادس، وانطلاقا من الدارالبيضاء، بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الأربعاء زيارة دولة الى المغرب تهدف الى توطيد العلاقات بين الطرفين، وتدوم يومين. ويتضمن برنامج زيارة هولاند للمغرب، العديد من الأنشطة واللقاءات ،ويرافقه عدد كبير من الصحافيين، وتعتزم فرنسا توطيد العلاقات بينها وبين شريكها الأول في المغرب العربي ،الذي ظل مستقرا في ظل ثورات "الربيع العربي". وأثارت زيارة هولاند قبل ثلاثة أشهر للجزائر قبل الرباط، امتعاضا في البداية لدى المملكة المغربية. لكن الجانبين تجاوزا الأمر وطويا الصفحة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية. وأكدت باريس أن العلاقات الفرنسية المغربية تبقى "كثيفة وسلسة"، مشددة على ان الملك محمد السادس كان أول رئيس دولة استقبله فرانسوا هولاند في قصر الاليزيه في 24 مايو 2012. وسيتميز أول يوم من زيارة هولاند الذي يرافقه ثمانية او تسعة من وزراء حكومته وحوالي ستين من مديري الشركات الفرنسية، بتوقيع ما يقرب من ثلاثين اتفاقا خاصة في مجال النقل (السكك الحديدية والترامواي والمترو والخط الفائق السرعة) ،إضافة الى اتفاقيات في مجال الصناعة الغذائية ومعالجة المياه والطاقات المتجددة. وسيدشن الرئيس الفرنسي محطة تطهير مياه في مديونة بضواحي الدارالبيضاء، وهو مشروع انجزته شركة ليدك (ليونيز دي زو في الدارالبيضاء، فرع جي دي اف سويز). وسيلتقي أرباب عمل فرنسيين ومغاربة. ويفترض ان يقدم الرئيس الفرنسي أمام مديري الشركات المغربية والفرنسية، فكرة موسعة عن "الترحيل المشترك" للخدمات التي تجمع بين الشركات المغربية والفرنسية في عدة مجالات، وتساهم في خلق مناصب الشغل لفائدة الطرفين. وتفيد أرقام الاليزيه أن حوالي 750 شركة فرنسية تعمل في المغرب منها 36 من الأربعين شركة مسجلة في كاك40 (أكبر مؤشر في بورصة باريس). وهي توظف ما بين ثمانين إلى مئة ألف شخص. وبعد زيارته الخميس لمسجد الحسن الثاني في الدارالبيضاء، سينتقل هولاند الى العاصمة الرباط لإجراء مباحثات مع عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية، قبل أن يلقي خطابا مرتقبا في البرلمان المغربي. وقال احد المقربين منه "انه سيستغل تلك المنصة للتعبير عن رأيه بشان قضايا الساعة الكبرى" ،مثل سوريا ومالي والربيع العربي وعملية السلام في الشرق الأوسط. ويتوقع ايضا أن يقول الرئيس انه "اخذ علما بان المغرب وجد طريقه وانه يسير على الدرب السليم ،في حين يفتح الربيع العربي الكثير من الإمكانيات وفي الوقت نفسه الكثير من المخاطر". كما سيؤكد "رغبة فرنسا في مواكبة (المغرب) على هذا الطريق". ويفترض ان ينوه بموقف المغرب من قضية مالي حيث أكدت باريس أن "الملك محمد السادس اتخذ مواقف واضحة جدا مساندة للتدخل الفرنسي ودافع عنه أمام نظرائه" في القمة الإسلامية بالقاهرة في السادس من فبراير الماضي. وبشأن ملف نزاع الصحراء يظل موقف فرنسا ثابتا: باريس تدعم خطة الحكم الذاتي المغربية لأنها "قاعدة جدية وذات مصداقية" للمناقشة وتعول على "حل تفاوضي في إطار الأممالمتحدة". إلى ذلك،أكد السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي ٬أنه من المقرر أن تشكل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب يومي 3و4 ابريل الجاري"مرحلة جديدة" نحو تكريس شراكة متميزة فرنسية مغربية. وبوصفه صديقا للمغرب٬ يعتبر وزير الثقافة الفرنسي السابق٬جاك لانغ، أن هذين اليومين يعدان واعدين بالنسبة لآفاق التعاون الثنائي٬ معربا عن أمله بأن تساهم هاته الزيارة في الدفع قدما بالعلاقات بين البلدين على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. واعتبر السيد لانغ عضو اللجنة الرسمية المرافقة للرئيس فرانسوا هولاند في تصريح لوكالة الأنباء المغربية الرسمية ٬أن هاته الزيارة ٬التي تكتسي أهمية بالغة٬ ستعكس بقوة متانة العلاقات القائمة بين رئيسي البلدين٬ الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية مبرزا أن من شأن هاته الزيارة ٬أن تعزز أواصر الصداقة الفرنسية-المغربية و"الشراكة الاستثنائية" بين البلدين. ومن جهة أخرى ٬أعرب لانغ عن ارتياحه ل"تقارب وجهات نظر" البلدين في مجال السياسة الدولية. وسجل أستاذ القانون سابقا٬ أن الدبلوماسية المغربية والفرنسية منسجمتين في العديد من الملفات ولاسيما بافريقيا ٬التي قال بأنها "كانت محط زيارة هامة للملك محمد السادس مؤخرا" ٬مبرزا في هذا السياق دعم المغرب للمبادرة الفرنسية ضد المجموعات الإرهابية "شمال مالي".