أثار تحكيم الحكم حميد الباعمراني جدلا واسعا في أوساط الجماهير الودادية، وخصصت له مدرجات مركب محمد الخامس في أمسية الجمعة الماضية النصيب الأوفر من الانتقاد تقاسمته معه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. «المنتخب» اتصلت بالحكم الذي أصبح حديث المنتديات البيضاوية واستمعت إلى وجهة نظره في الانتقادات التي وجهت له من طرف الوداديين. حميد قال إنه يكن الاحترام التام لمكونات الوداد وأصر على سلامة قراراته، مبرزا أن أحد المسيرين هو من أشعل الفتنة بين الجماهير. نالت قراراتك خلال المباراة التي جمعت الوداد وأولمبيك خريبكة حيزا واسعا من الانتقادات، هل أنت راض على تحكيمك لهذه المباراة؟ «ضميري مرتاح لأنه لم تكن لي أي خلفية أو نية مبيتة ضد هذا الفريق أو ذاك، لقد قمت بتحكيم المباراة بشكل عادي لأن المباراة أصلا عادية تجمع بين فريقين يلعبان كرة جيدة، والنتيجة لا تؤثر على مسار هذا الفريق أو ذاك لأننا في بداية الموسم، ليست لي خلفية و لا أكن عداء لأي فريق». هل كان اللاعب أيت لعريف يستحق الطرد؟ «بالتأكيد، بدليل أنه لم يحتج أبدا بل نابت عنه فئة من الجمهور، اللاعب أيقن بأنه حاول خداعي حين ارتمى في مربع العمليات، ولأنه يملك بطاقة صفراء فقد كان من الطبيعي أن يطرد في المرة الثانية، نفس الشيء ينطبق على اللاعب بكر الهلالي الذي لم يثر خروجه أي احتجاج لا من اللاعب أو مسيريه أو جمهور الفريق الزائر». احتجاج الوداديين ركز أيضا على الهدف الثاني الذي تبين أن مسجل الإصابة كان في حالة تسلل، ما قولك؟ «الهدف الثاني من وجهة نظري لم يكن موقعه في حالة تسلل، المدافع الأيسر كسر الخطة، ثم إن الحكم يبقى في جميع الحالات بشر، يمكن أن يخطئ كما يخطئ اللاعب والمدرب والمسير، لا يمكن أبدا مسح أخطاء الفريق في الحكم وحده، لقد قمت بواجبي وأديت الواجب بضمير مهني سليم». الوداديون احتجوا على الجامعة لأنها عينتك لقيادة مباراة الجمعة الماضي رغم سوابقك مع الوداد؟ «ما هي سوابقي مع الوداد؟». مخلفات الديربي؟ «لا يمكن للمرء أن يعود إلى الوراء لتبرير الأخطاء التي سقط فيها الفريق، الوداديون يحتجون على عدم إعلاني لضربة جزاء ويؤكدون أن لاعبهم أجدو سقط في معترك العمليات، هل مباراة يفوق زمنها 90 دقيقة لم يتبق منها في الذاكرة سوى حدث واحد، هل ألغيت هدفا صحيحا للوداد؟ هل يمكن التمسك بواقعة عابرة لتبرير الاحتجاج». يقول الوداديون إنك تساهلت مع الوداد الفاسي خلال المباراة التي جمعته بالوداد؟ «تساهلت مع الواف ضد الوداد كيف؟». سمحت للحارس البورقادي بارتداء قميص أصفر وسروال أسود وهو نفس البذلة التي كنت ترتديها أنت ومساعداك؟ «قميص البورقادي لم يكن له تأثير على مجريات المباراة، ثم إن الوداد انتصر في هذه المباراة رغم ذلك لا بد من الاحتجاج». ماذا حصل في ما بين شوطي مباراة الوداد ولوصيكا؟ «عندما كنت أهم بالدخول إلى مستودع الملابس بعد انتهاء الجولة الأولى، وتحديدا في الممر المؤدي إلى المستودعات، كنت أسمع الشتائم من بعض المتفرجين لكنها عادية بالنسبة لنا معشر الحكام، لكنني تعرضت لإصابة على مستوى الرأس بعد أن ألقى أحدهم قطعة حديد صدئة، حينها شعرت بالدوران ولولا طبيب الوداد الذي أشكره على الإسعافات التي قدمها لي لما تمكنت من إتمام الجولة الثانية». لكن مسؤولي الوداد كانوا يشكلون طوقا لحمايتك من غضب الجماهير؟ «نعم، لهذا أتوجه بالشكر الجزيل لأكرم رئيس الوداد البيضاوي والمسير بنكيران واللاعب الدولي السابق عبد المجيد سحيتة، لأنهم قاموا بمجهود كبير لحمايتي من بطش بعض المناصرين المتعصبين، ومن هذا المنبر أقول إن للوداد رئيسا كبيرا يحترم الحكام، لكن أحد المسيرين ويدعى السلاوي هيّج الجمهور وكان يشتم ويتوعد، ضاربا عرض الحائط بالروح الرياضية، كما أستغل الفرصة لأوجه خالص تشكراتي لرجال الأمن الخاص والعام ولزملائي الذين ساندوني، خاصة وأنني تعرضت لحجر طائش حين كنت أهم بمغادرة الملعب». هل صحيح أنك تعرضت لمضايقات في الطريق السيار، خلال رحلة العودة إلى القنيطرة؟ «لا أبدا، رحلة العودة كانت عادية، نحن في دولة الحق والقانون وليس في عهد السيبة». ما هي الملاحظات التي دونتها في تقريرك المرفوع إلى المديرية الوطنية للتحكيم؟ «الملاحظات هي خلاصة هذا الاستجواب الذي أجريه معك، عرضت الوقائع بكل واقعية وتجرد والكلمة الأخيرة للمديرية التي أثق في نزاهة أعضائها، ثم إن المباراة كانت منقولة على الهواء والجميع يحفظ وقائعها لأن الأمور واضحة