«بلاتي ماتنزلوهش دابا». عبارة وجهها أحد ضباط الشرطة إلى العناصر المكلفة بحماية حكام مباراة الديربي فرضت عليهم إبقاء حميد الباعمراني وحكمي الشرط والحكم الرابع في الدائرة التي تتوسط مركب محمد الخامس لمدة 10 دقائق في انتظار إخلاء الجانب الأيسر من المدرجات الذي كان يضم مشجعي الوداد البيضاوي. الجماهير رفضت الانصراف وتمسكت بأماكنها في انتظار لحظة نزول الباعمراني إلى مستودع الملابس لإسماعه عبارات الشجب والاحتجاج على ما اعتبرته «انحيازا واضحا» للغريم التقليدي. «الله يعطيك مصيبة» «تعديتي علينا الله ياخد فيك الحق» نموذج لعبارات الاحتجاج التي تلقاها الحكم بعد انتهاء اللقاء. الطريق إلى مستودع الملابس لم يكن سالكا، فبعدما نجح الحكام في مغادرة أرضية الملعب وولوج النفق التحت أرضي لم يجرؤ رجال الأمن على إخراجهم منه إلا بعد نحو 20 دقيقة. 16 رجل أمن ظلوا محيطين بالحكام إلى أن تم إبعاد المشجعين عن حافة المدرجات باستعمال «الهراوات» قبل أن يغادر أصحاب البدلة الصفراء النفق صوب مستودع الملابس الذي ضرب عليه طوق أمني مشدد. وغادر طاقم التحكيم مركب محمد الخامس تحت الحراسة الأمنية شأنهم في ذلك شأن حافلتي فريقي الوداد والرجاء اللتين خصصت لكل منهما سيارتا أمن وأربع دراجات نارية تابعة لفرقة الصقور لضمان عدم تعرضهم لأي مكروه، لاسيما وأن عدد من الشوارع الرئيسية في منطقتي المعاريف ووسط المدينة كانت ماتزال تعج بالمشجعين.