بسم الله الرحمن الرحيم: " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الرفيق والأخ "محمد العرابي التواتي" المناضل والنقابي صاحب المواقف الثابتة الذي أثرى الحياة العرائشية و الوطنية بالنضال التقدمي الملتزم ، فالرحمة على روحه الطاهرة وارواح كل الذين ساروا على الطريق من قبله... هذا النقي المخلص الوفي لحزبه ورفاقه و وطنه ، الذي أصبح فقيدا هذا اليوم وضيفا عند رب رحيم ، إنه مثالا للمناضلين الذي لايكل ولا يمل من العمل نضالي أو نشاطه جماهيري أو حزبي سياسي... متمما بذلك ما بدأه في بداية شبابه مناضلا صلبا أرهب الأعداء ودفع ضريبة ذلك ، ولم يثنيه ذلك من مواصلة نضاله الصادق الذي قل نظيره في عالم اليوم.. وإذ نعزي و نرثي رفاقنا الأعزاء و العائلة الكريمة الكبيرة والصغيرة بهذه الخسارة ، ونعزي أنفسنا وجميع الرفاق ، وهي خسارة شاملة كذالك بما يتحلى به من نبل المواقف و صدق المشاعر و حسن الخلق ...لقد كان المناضل الكبير "محمد العربي التواتي" نموذجا فذا للمناضل الحقيقي ، الذي أدرك دوما أن الصراع في مواجهة الشر، هو المسار الذي يتحدد فيه شكل وحقيقة الانتماء إلى هذه الأمة المغربية العظيمة والدفاع عن حاضرها ومستقبلها وأجيالها ، رفيقنا ، أنت بين يدي صاحب العرش المجيد ف: أكبرت يومك أن يكون رثاءَ _ الخالدون عهدتهم أحياءَ فعلى يديه ، وبين يدي أفكاره الواضحة ورؤيته الثاقبة تربت أجيال من المناضلين الذين حملوا ثقل الوطن ، وشكل صبره ومثابرته وإيمانه بمستقبل أمته نموذجا ملهم لنا ولرفاق كثيرين ، واستلهمنا تشخيصه الدقيق لطبيعة السياسية بهذا الوطن مؤكدا التمسك و الاستمرارية في نيل الحق.. الرفيق المناضل "محمد العربي التواتي" تجربة حق للكفاح ومسيرة مديدة واجهت ما واجهت من تحديات و مطبات وعثرات ، يجب استقرائها والاطلاع عليها لأنه كان صادقا في تحولاته النضالية ولم تأخذه يوما العزة بالنفس ولم تطل الانتهازية كما لحقت بالبعض، فسلك طريق كما سلكه المؤمنين بحب وطن وشعب ، تغمده الله الفقيد بواسع رحمته وبركاته واسكنه مع الأولياء والصديقين براحة أبدية... الفقيد "محمد العربي التواتي": عاش عزيزا والتحق بسماء العلى عزيزا و هذا قدر نؤمن به ونسلم.. فنعجز عن توصيف هذا الخطب الجلل ، لهو دليل عن صدمة مكنونا النفسي الحزين بفراقه وفراق أمثاله ، فرباطة و صموده كابد الأهوال و رفض التخاذل أو التواطؤ والانحناء ، و وقفته الرجولية والبطولية وشرفه الوطني ، خوله بأخلاقه السامية أن يكون محبوبا لدى الجميع بامتلاكه الوداعة والحزم...سيبقى في ضمائرنا وضمائر من احبوه للذاته الطاهرة ، وهو الملهم للقيم و في خندق النضال و تفولده في ساحتها... حفلت حياته بالمواقف المشرفة في مواجهة الشر والدناءة معبرا عن ضمير الحرائر والأحرار في أحلك الظروف ، إنه عنوان مضيء في تاريخ مدينة "العرائش" حاملا مشعل الإنسانية المشرقة ، وسنكتب بصفحات مشرقة وهو لدى الرفيق الأعلى و ما شكله من رمز: عاشقا للوطن وإيمانه المطلق بأن موكب الرجال الاحرار سيتدفق و يبقى دائما ، وحضوره سيظل حيا بارزا خالدا .. بينما باقي المتخاذلين الذين لم يوفى بالعهد إلى مزبلة التاريخ... محمد العربي التواتي" : سفرك سيسجل بأحرف من نور ومشبعا بحب أمة عريقة كمملكتنا بنهريه الخالدين..إنك مدرسة لا تلين ولا تهاب ولا تمل في مغربنا الغالي ، فنم قرير العين باسقا منتصبا ، لأن رفاقك مستمرون وسائرون على الدرب.. تغمّد الله الفقيد واسع رحمته وألهم العائلة والأحبة و الرفاق الصبر والسلوان.. اللهم نقيه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و اغسله بالماء والثلج والبرد.. وإنا لله وإنا إليه راجعون