نعم جميلتي أهواك وأتمنى لو أنساك نعم أهواك لأنك من أجمل ما أبدع الخالق في أجمل موقع نعم أهواك لأنك من أفضل ما خلده التاريخ في أفضل مكان نعم مدينتي الجميلة أهواك وأتمنى لو أنساك ! لأنك احتضنتني وأنا طفل يافع بكل الأحضان بكل القبول والشوق والحب وبكل الحنان حيث وليت وجهي إلى أي مكان وأنى رأيت وشئت في أي زمان من دون تبرم أو صد أو خذلان ولأنك عامرة وكريمة مع كل السكان خلقت هكذا بكل الجمال ولكل الركبان لافرق بين أبنائك أيتها المدينة المعشوقة نعم أهواك أيتها المدينة الخالدة في الجغرافية والتاريخ.
نعم أهواك لأنك احتضنتني وأنا مراهق من دون تحفظ حين بدأت مشاعر الحب والعشق والجمال تملا قلبي وأنا شاب بدأت المثل الجميلة ومبادئ الحق والمواطنة وقيم النبل تطبع عنفوان شبابي... لكنني صرت أتمنى لو أنساك لان الأحاسيس لم تعد تلك الأحاسيس ولان الآمال التي كانت معلقة صارت أحلاما، لهذا صرت أتعمد الغياب عنك، وأن مشاعر الأسف الناتجة عن الإحباط والخيبة لم يعد موضوعا له نهاية وواقعك صار عنيدا وخانقا إلى حد الموت ! يأبى أن يتغير رغم ما كتب عن شؤونك وما نشر عن أوضاعك في كل مجال وجانب ورغم ما قبل عنها أو وقع الاحتجاج ضدها...
وهكذا وجدت حديقة الأسود التي كنت انتظر افتتاحها الرسمي بعد أن تسلمها الشركة المكلفة بتهييئها عند نهاية الأشغال و مقارنتها بدفتر التحملات كما عبر عن ذلك الرئيس السابق للمجلس البلدي عندما سألته يوما بالصدفة عن سبب بقائها مغلقة بالسلاسل والأقفال... وجدت حديقة مفتوحة من كل جانب ولكل من هب ودب من المنحرفين الذين يتعاطون المخدرات والمتسكعين الذين يبحثون عن بقعة ظليلة للنوم إلى الكلاب الضالة، مهملة الأركان متسخة الجوانب مخربة الأرضية منزوعة السياج الدي كان يحيط بها و من دون مراقبة أو حراسة أو حتى من بستاني يهتم بها، ولان السياج الحديدي الذي كان يحيط بها من كل جانب ويحميها يظهر انه قد تم تنقيله إلى قصر البلدية من اجل حماية مقرها من "المواطنين المشاغبين" فمن يحاسب من؟ المجلس البلدي أو الشركة أم المواطن؟ وبين هذا المقر والساحة المحاذية التي صرفت عليها الملايين منذ أشهر من اجل تهييئها توجد حاويات للقمامة النتنة بأزبالها والمنتشرة في الساحة والشارع العام يأكل منها أبناء السبيل والحمقى وكثير من الجائعين وفقراء المدينة وعددهم كثير، كالعادة وكأن الحاويات ألصقت بالشارع لصقا وصارت من قدره. أما ساحة التحرير التي دشنها عامل جلالة الملك تدشينا رسميا بالجوق والطبول والأضواء بمناسبة الانتهاء من الأشغال بنافورتها وتهييئها منذ عام، قد أضحت قاحلة كئيبة لا ماء فيها أو خضرة قالوا عن حالتها أنها في انتظار أشغال أخرى وبطبيعة الحال بميزانية أخرى لتكون أجمل وأبدع ولكن ما مستقبل محيطها جهة السوق الصغير والمدينة القديمة حيث الازبال والخراب والفوضى، فمن يحاسب من؟.
وما زاد من ألمي أكثر ومن حزني اشد منظر المواطنين في السوق المركزي الذين يبحثون عن سمك العرائش وعن ثمنه لأنهم لايستطيعون الشراء أو مغادرة السوق ولان الأسى بدا على وجوههم لحال الأسماك المعروضة وهو قليل ولجودته وهي ناقصة ولاثمنته التي لم يسبق لهم أن صعقوا بمثلها. وكيف لي لا أتمنى أن أنساك والحالة هذه أنني وكلما حللت بك ووجدتك في شان يؤلمني وفي غير حال يعجبني، إهمال في أكثر جوانبك وخراب في كثير من شوارعك وفقر في أحوال اغلب سكانك وهدر في كثير من مرافقك وتخلف يطبع تدبير شؤونك ونقص في عرض إنتاجك وغلاء في كثير من خيراتك حتى السردين قل أن لم اقل اختفى وثمنه ارتفع بل جن جنونا لا يصدق. إذ وصل سعر السردين في سوقك النتن 50,00 درهما والشرن 30,00 درهما بينما الأنواع الأخرى لا تسال عن أسعارها لأنها صارت تحرق. ولما سالت بعض البائعين عن ما حدث، اخبروني أن الحوت غير موجود في البحر وان قوارب الصيد وسفنه أصبحت تعود خاوية الوفاض إلا من صندوق أو اثنين... !؟ انه مشكل حقيقي يهم عيش الناس فيك صار كارثة أصابتك حقيقة لان الصيد البحري ركن أساسي من أركان اقتصادك، فهلا عكف المسؤولون المعنيون بأمرك على دراسة المشكل الخطير والبحث فيه لإيجاد حل سريع وعاجل؟
هذا ووجدت في السوق المركزي الفاسد و المخنوق بائعا واحدا من نواحي القنيطرة يبيع (بوزروك) بثمن 60,00 درهما للكيلوغرام الواحد ، كما وجدت ثمن ( الباكور) ب 30.00 درهما ! انه فعلا لمنكر وجب تغييره. "السردين د العرائش " ! " السردين د العرائش" ! فأين سردين د العرائش ؟ وأين خيرات د العرائش؟ وأين هي العرائش التي كنت أهواها وما زلت أهواها لكنني صرت أتمنى لو أنساها ! عذرا ، لقد نسيت أن أشيد بساحة ليكسوس التي أقيمت فيها صلاة عيد الفطر، وان التمس لها المزيد ولكل مصب نهر اللوكوس ما يستحقه من اهتمام وتهيئة يستحقهما عن جدارة لان "العرائش هبة اللوكوس".