غدت صورة مصحة طنجيس بطنجة في ذهن السكان، أو حتى المضطرين إلى القدوم إليها من المدينة أو من مختلف مدن وقرى الجهة، صورة سوداوية ومخيفة. فبين تدني الخدمات وتفشي الرشوة وسوء التنظيم والقذارة، أضحت هده المصحة همّاً ثقيلا جاثما على صدور المواطنين وبقعة سوداء ما فتئ قطرها يتسع ليسيء إلى خدمات المصحات و صورة مدينة بأكملها والداخل إليها كأنه في جولة ببيت الرعب. ليس هناك أسهل من الدخول إلى مصحة طنجيس وأنت تملك ثمن العلاج ، بل ليس هناك ما هو أسهل من الدخول إلى غرفة المستعجلات أو الولادة نفسها، فلا أحد سيُحمّلك عناء السؤال عن غرضك، حتى ولو كنت سليما معافى وقادما خارج أوقات الزيارة. عندما «يقتحم» المرء هذا المكان، الذي يسمى «مصحة مشهورة »، سيحس بالتغيير في التو، فلا علاقة لما ستقع عليه عيناه مع العالم الخارجي، والحديث هنا ليس عن صرخات المصابين ودمائهم أو آهات المرضى والحوامل.. فكل ذلك قد يبدو «عاديا» في مصحة طنجيس ، لكنْ داخل هذا المكان ستتفاعل حواس الزائر مع غرابة المكان من حوله، وسيشم رائحة لن يستطيع معرفة ماهيتها أو مصدرها، لكنها بالتأكيد رائحة كريهة.. كريهة جدا، رائحة قد تكون عبارة عن تفاعل «مقرف» بين الدم والدرن والقيح وطلق المخاض.. وكل هذه الأشياء المقرفة سيراها الزائر رأي العين، بعد برهة من ولوجه المكان.وقد يتخيل له أنه داخل مستشفى عمومي مهمول . وآخرها حكاية مواطنة قصدت المصحة لإنقاد طفلها الصغير من اختناق ألم به وبعد آداءها لتكاليف المستعجلات للمكلفة بالتحصيل أخبرتها بعد دلك أن الطبيب غير موجود وليس بوسعها فعل شيئ ولن تتصل به .هدا ما أصاب المواطنة بالدهول والدهشة جراء تصرف الممرضة .في الوقت الدي رأت فيه حالة إبنها تزداد خطرا وهو يدخل في غيبوبة .هدا ما اعتبرته الضحية نصبا واحتيال . وحيث أن هدا التصرف المتسم بسوء المعاملة أضر بالمواطنة كثيرا وببالغ الضرر .حيث غيرت الوجهة لمستشفى محمد الخامس العمومي الدي كان لها الأمل الوحيد لإنقاد حياة إبنها وأما م هده الواقعة قررت المواطنة رفع دعوة قضائية ضد المصحة لكن الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء التابعة للمجلس الجهوي لطنجةتطوان دخلت على الخط وقامت بفتح تحقيق عادل ونزيه مع توبيخ المصحة على فعلتها مع تقديم تفسير واضح .كما حثت على إعمال مبادئ الحكامة التي تربط المسؤولية بالمحاسبة.